السلطات الألمانية تكشف عن العائدين من صفوف داعش
عاد الجدل من جديد بخصوص النساء الأجانب المقاتلات مع
تنظيم داعش فى سوريا والعراق، وهو ما دعا السلطات الألمانية لفتح الموضوع من جديد،
فى ضوء الكشف عن سيدة هربت من سوريا إلى تركيا، قبل أن يتم ترحليها إلى ألمانيا
واكتشاف علاقتها بالقتال فى صفوف داعش، والتعاون مع المقاتلين هناك، والعودة إلى
بلادها ومعها أربعة أطفال.
وكشفت تقارير
صحفية ألمانية عد توفر معلومات كافية عن السيدات الألمانيات والأجانب عامة
المقاتلين قى صفوف داعش، وهو ما يزيد من علامات الاستفاهم حول مستقبل المقاتلين
الأجانب، وخطورة العودة إلى بلادهم فى ظل عدم توفر معلومات عنهم، وبالتالى هناك
خطورة فى تجنيد المزيد من المقاتلين وتشكي خطورة على المجتمعات الأوروبية.
فرنسا تري إمكانية محاكمة مواطنيها الذين انضموا إلي
داعش، وعدم الحاجة للعودة إلى بلادهم ومحاكمتهم من جديد، فى ظل ضغوط من واشنطن
بضرورة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم الأوروبية وإلا اطلاق سراح الموجودين
تحت سيطرة القوات الكردية فى شمال سوريا، بينما تقوم ألمانيا بدراسة كل حالة على
حدة، واستقبال الأطفال والنساء بينما تظل هناك صرامة فى استقبال الرجال الألمان من
الذين انضموا لداعش.
واليوم ركزت الصحف الصادرة فى برلين على قرار الادعاء العام
الاتحادي الألماني بأنه يشتبه في أن سيدة برلينية سافرت إلى سوريا نهاية شهر سبتمبر،
أو أكتوبر عام 2014 من أجل العيش في المنطقة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش،
وأنها تزوجت مقاتلاً إرهابياً شيشانياً وانضمت للتنظيم، وأنه يشتبه أيضا في أنها دعت
قريبة لها تعيش في ألمانيا لـ "الجهاد" عبر تطبيقات الهاتف المحمول في مارس عام .2015
حسب المعلومات التى نشرها راديو صوت ألمانيا أن الادعاء
الألماني رصد مراحل جديدة من حياة السيدة الألمانية، أنه بعد مقتل زوجها
الشيشاني في عام 2015، تزوجت المرأة بمقاتل داعشي من ألمانيا، وأنجبا طفلا في نهاية
عام 2016، وقتل زوجها الثاني خلال النصف الثاني من عام 2017، بحسب بيانات جهة الدفاع.
وحسب التقارير الصحفية التى تم الكشف عنها
أن الادعاء الألماني المرأة بإدارة شؤون المنزل لزوجيها، وبالتالي دعمهما كمقاتلين
في التنظيم.
وهذه السيدة مثل غيرها، تم القبض عليهم خلال
الفترة من 2017 وحتى 2020 ، بعد تراجع نفوذ التنظيم فى ظل الضربات الأمريكية
والروسية على معاقل التنظيم، والفرار إلى أماكن مختلفة فى سوريا وتركيا، ومن خلال
هذه الأماكن يمكنهم العودة إلى بلادهم الأوروبية دون الكشف عن مرحلة وجودهم فى
صفوف داعش، ولكن فى بعض الأحيان تكتشف السلطات الألمانية الحقائق وخاصة بعد مراجعة
القادمين إليها من تركيا والعراق ودول الشرق الأوسط، والتحري عن مرحلة تواجدهم
خارج ألمانيا خلال هذه الفترة، وفحص بياناتهم الشخصية ومحاولة التوصل إلى أقارب أو
أصدقاء لهم للكشف عن تفاصيل فترة الغياب.
هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وكشفت صحف ألمانية عن التلميذة "ليندا"،
المنحدرة من ولاية سكسونيا شرق ألمانيا، في أول لقاء مع والدتها ومع إعلاميين ألمان
تمكنوا من زيارة بغداد وأجروا معها حوارا، وفيها تحدثت ليندا عن الوقت الذي أمضته في
تنظيم داعش، وعبَّرت الفتاة، في حوارها مع الصحافيين الألمانيين، عن ندمها لأنها انضمت
إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش قائلة: "لا أعرف كيف جاءتني هذه القناعة الغبية
بالانضمام إلى داعش. فقد دمرتُ حياتي بهذه الخطوة"
أكدت "ليندا" أنها لم تقاتل مع داعش
وبعد مقتل زوجها، الذي كان مقاتلا في صفوف داعش، تنقلت بين أماكن مختلفة مخصصة للنساء،
دون أن يُسمح لها بالخروج. وأضافت "ليندا" أنه لم يكن لها أي علاقة على الإطلاق،
وقضت "أغلب الوقت في المنزل"، ابنة السابعة عشر ربيعا عاشت ويلات الحرب في
الموصل وعانت الأمرين: "لو عشت دوي القنابل وتطاير الشظايا فوق سطوح المنازل،
فالأمر لن يمر عليك مرور الكرام وإنما سيترك رواسب نفسية لديك".
من ناحية آخري سبق وأن حذر تقرير للمعهد الدولي
للدراسات الاستراتيجي بالتعاون مع كلية "كينجز" البحثية في لندن، من تخلي
حكومات الغرب عن السعي في إعادة مواطنيها المنضمين إلى "داعش"، دفع بهؤلاء
إلى التفكير جديا في إعادة إحياء "الخلافة" مجددا، والإشارة إلى أن المقاتلين
الأوروبيين يتدفقون إلى المناطق الأكثر سخونة هذه الفترة، وهي جنوب شرق آسيا ، ووسط
وغرب أفريقيا، حيث ينشط التنظيم بشكل كبير.
أشار التقرير إلى أن مقاتلي "داعش" الأجانب يتنقلون
من سوريا والعراق إلى جنوب وشرق آسيا، وقارة أفريقيا، ويعودون إلى أوروبا بمرونة كبيرة،
وأنه بينما تتصارع الحكومات الغربية حول قضية إعادة مقاتلي داعش وأسرهم، يعمل مقاتلو
التنظيم في سوريا والعراق بشكل مرن على إعادة تموضعه مستغلا الوضع الأمني الهش بالبلدين.
ووفقا لأرقام مجلس الأمن، فإن مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب
منذ إعلانه الخلافة بالموصل عام 2014، ولغاية بداية سقوطه في 2017 وصل عددهم إلى أكثر
من 40 ألف مقاتل.