بعد استبدالها بالمرتزقة السوريين... الميليشيات تنقلب على وزير داخلية "الوفاق"

السبت 22/أغسطس/2020 - 02:12 م
طباعة بعد استبدالها بالمرتزقة فاطمة عبدالغني
 
يومًا بعد آخر يتصاعد الاستياء بين صفوف الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، وسط تنامي القلق على مصيرها ومستقبلها، على خلفية الاعتماد المتزايد لطرابلس على المرتزقة السوريين، حيث أصدرت ميليشيا "شهداء أبو صرة" التابعة لوزارة الدفاع في حكومة السراج والتي تسيطر على مدينة الزاوية بيانًا، استنكرت فيه تجاوزات وزير الداخلية فتحي باشاغا واتهمته بإثارة الفتن في المنطقة الغربية، والاستعانة بالمسلحين السوريين لتحقيق أهدافه وطموحاته باستلام السلطة، كما طالبت الكتيبة السراج بإجراء إصلاحات ملموسة تفيد الليبيين، من ضمنها التعديل الوزاري الذي عرقلة باشاغا قبل فترة.
بعد استبدالها بالمرتزقة
وادعت في نص بيانها أنها “تتابع التصرفات القديمة والجديدة لباشاغا بسياساته المتعمدة لضرب المدن والثوار (في إشارة إلى المليشيات المسلحة) في بعضهم بعضا تحت شعارات واهمة ومختلفة وهدفها واحد”.
وأضافت مليشيا الزاوية في بيانها الذي كشف عن صراع كبير مع باشاغا، أن “أبطال مدينة الزاوية (في إشارة إلى المليشيات) لم يخرجوا في 4 أبريل عام 2019، لصد (ما أسمته) عدوان المعتدي (في إشارة إلى عملية الكرامة للجيش الليبي)، بأمر من باشاغا ولا غيره، وإنما كانت هبّة منهم فداء للوطن والحرية وحفاظا على مدنية الدولة من غازٍ وصف باشاغا ما يقوم به قبل شهرين من العدوان بالعمل الوطني” على حد زعمها.
وواصلت المليشيا المسلحة مزاعمها قائلة: “ثوارنا وأبطالنا الغالي والنفيس خلال عملية بركان الغضب لا طمعا في منصب ولا مغنم، وقد توالت تضحياتهم مع أحرار المنطقة الغربية وتوجت في لحظة تاريخية بتحرير المدن المجاورة في أبو عيسى وصبراتة وصرمان وصولا إلى الجميل ورقدالين وقاعدة الوطية”.
وأشار البيان إلى استقواء باشاغا بالمرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس، وضمهم إلى وزارته لاستخدامهم في حملته ضد المليشيات من أجل تمكين شخصه من السلطة، قائلة: “لكن وزير الداخلية (بحكومة الوفاق) اختار ضرب عرض الحائط بكل هذه التضحيات – وهي ليست منة ولا جميلا – وفضّل المقاتلين السوريين على ثوارنا وأبطالنا، واختار أن يؤسس بهم قواته الخاصة وجناحه المسلح لضرب الثوار وقمعهم ونزع سلاحهم تحت شعار (تفكيك سلاح المفسدين) ليستبدله بسلاح السوريين”.
وطالبت ميليشيا “شهداء أبو صرة” السراج بالتدخل لوضع حد لممارسات باشاغا، قائلة: “نتوجه إلى المجلس الرئاسي ورئيسه فائز السراج ونهيب به تحمل المسؤولية ضد عبث فتحي باشاغا الذي تحول إلى ما يشبه وجه آخر من وجود الثورة المضادة بعلمه أو دون علم، مدفوعا بشهيته للسلطة والحكم والتسلط حتى لو كان الثمن الإطاحة بالشرعية التي اختارها الليبيون في اتفاق الصخيرات الذي دخله باشاغا محاورا فأصبح وزيرا للداخلية بالصدفة وبنفس الطريقة التي يحاول الالتفاف بها اليوم”.
وانتهزت مليشيا الزاوية الفرصة وقدمت خلال بيانها قربان الولاء للسراج في أزمته مع نائبه أحمد معيتيق، قائلة: “نجدد دعمنا لرئيس المجلس الرئاسي ولبقية المجلس، وندعوهم لنبذ الخلافات الداخلية التي لا تخدم إلا أعداء الوطن ودول العدوان المتكالبين على بلادنا، وإننا ندعم أي إصلاحات يقوم بها المجلس الرئاسي ورئيسه بما يحسن من وضع المواطن حتى لو تطلب الأمر إجراء تعديل وزاري، كما كان من المفترض أن يجري خلال الفترة الماضية قبل فيتو باشاغا على هذا التعديل دونا على كل الوزراء، وتهديده بالاستقالة إن حدث، واستخدامه لما يسميها ملفات فساد لابتزاز الشرعية شخوصا وجهات”.

بعد استبدالها بالمرتزقة
وتحدت مليشيا “شهداء أبو صرة” في ختام بيانها بالتصدي لباشاغا بالدماء، زاعمة أن (ما أسمتهم) ثوار 17 فبراير، لم يخرجوا سنة 2011 ويقدموا (ما وصفتها بـ) التضحيات الجسام إلا لإنهاء حكم الفرد والطغيان والتسلط، وليس لهم أي استعداد اليوم للعودة لحظيرة الديكتاتورية التي يدشنها باشاغا، ومن هم خلفه، ولو كلفهم الثمن حياتهم ودماءهم من جديد، على حد وصفها.
وفي نفس السياق، أصدرت كتيبة ما يسمى “حماية زوارة” بيانًا وصفته بـ«الهام والعاجل»، انتقدت خلاله سياسة فتحي باشاغا وزير داخلية السراج، معتبرة أنه يروح لأجندات دولية مشبوهة من نزع سلاح الثوار وتفكيك الكتائب لتحقيق غاياته بالوصول لسدة الحكم.
وأكد البيان أنه “في ظل الفتن التي بات ينشرها فتحي باشاغا وزير الداخلية المفوض ومحاولته زعزعة ثقة شعبنا في ثواره الأشاوس، وما يحاول الترويج له بأجندات دولية مشبوهة من نزع سلاح الثوار وتفكيك كتائبهم لتحقيق غاياته بأن يصل لسدة الحكم بدعم وتمكين من المرتزقة التركمان الذين جمعهم من كل أسقاع الأرض؛ فإننا نحن ثوار بركان الغضب نحذر من مغبة ما يحاول جرنا له هذا الطامع الحالم من الانجرار لدائرة الفوضى والصراع والاقتتال”، بحسب البيان.
وتابع البيان، “نحن نناشد ونخاطب رئيس حكومة الوفاق الوطني المهندس فائز السراج بضرورة التدخل العاجل والفوري لوضع حد لتصرفات وفتن هذا الدعي حيث أننا نرفض رفضا تاما نزع سلاحنا أو حتى تلقي تعليمات من هذا الطامع و نحذر أننا سوف لن نتهاون في مواجهة مخططاته القذرة ولو وصل الأمر لمواجهة مرتزقته الذين يحتمي بهم بقوة السلاح، اللهم إننا قد بلغنا اللهم فأشهد”. وفقًا لنص البيان.
وتشعر الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، سواء التابعة لمدينة مصراتة أو العاصمة طرابلس، بالقلق من أن المرتزقة السوريين قد حوّلوا تركيزهم من القتال في صفوف قوات حكومة الوفاق إلى العمل على الاندماج في المؤسسات الأمنية الرسمية، وهو ما يعني التهميش وحصر دورها وسحب البساط منها مستقبلًا.
ومؤخرًا ظهرت نشاطات وتحرّكات متزايدة للمرتزقة في العاصمة طرابلس، حيث تم تصوير المئات من المرتزقة وهم يتلقون تدريبات عسكرية من داخل معسكرات كليّات الشرطة، ويرفعون العلم التركي وصور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في منطقة جنزور، في علامة على نفوذهم المتنامي، وهو ما عزّز من فرضية وجود خطّة وتوجه لدى حكومة الوفاق لإدماجهم في المؤسسات الأمنية، ثم منحهم الجنسية الليبية.

شارك