لاستمرار الهيمنة.. "إخوان ليبيا" تعيد سيناريو 2011 وترفض إجراء انتخابات

السبت 22/أغسطس/2020 - 06:00 م
طباعة لاستمرار الهيمنة.. أميرة الشريف
 
يبدو أن تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا يسعي لاستمرار الفوضي في البلاد وعدم استقرارها، حيث أنها من أكبر المستفيدين بما يحدث في البلاد منذ الأزمة التي اندلعت 2011، وقد عملت في ظل الفوضى التي انتشرت في ليبيا على نشر أذرعها ومحاولة السيطرة على أكبر قدر من المناطق وتسارعت مؤامراتهم في ذلك الاتجاه، فمع الترحيب الدولي الكبير باتفاق رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح بإجراء انتخابات رئاسية في مارس المقبل، اعترض إخوان ليبيا علي ما صدر في البيانين، وألمح حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا، إلى رفض الاتفاق، مطالبا بتعديله، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بما يدعم مبادرة رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح.
لكنه رحب بشأن وقف إطلاق النار، وما تضمناه من بوادر للتوافق حول النقاط الرئيسية للانطلاق في المفاوضات والحلول السياسية، كما رحب أيضا، بانطلاق جولات الحوار بين مجلسي الأعلى للإخوان والنواب والأطراف الليبية المختلفة؛ تمهيدا لترتيبات أمنية وتسوية سياسية يأمل أن تنتقل بليبيا إلى مرحلة الاستقرار، بعد سنوات طويلة من الصراع ونزيف الدماء، وبعد أن أدركت كل الأطراف الدولية والمحلية فشل المراهنة على الحلول العسكرية.
كما رحب الحزب كذلك بمساعي إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية واستئناف التصدير، ودعا إلى إبعاد قوت الليبيين عن الصراعات والتجاذبات، وعدم تكرار استغلال النفط وباقي موارد البلاد كأوراق لتحقيق مصالح خاصة، لما يخلفه ذلك من أضرار كبيرة على الاقتصاد الوطني تؤثر بشكل كارثي ومباشر على المواطنين.
وأكد العدالة والبناء دعمه لكل الجهود التي من شأنها إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات، والخروج من هذه المراحل الصعبة التي أثقلت كاهل المواطنين وفاقمت الأزمات وضاعفت معاناة الشعب الليبي في كافة الجوانب المعيشية.
ودعا الحزب كل الأطراف الدولية لاسيما الراعية لجهود التسوية إلى اتخاذ جميع التدابير التي تضمن التزام “قوات حفتر” خاصة وكل الأطراف بالاتفاقات المرتقبة، بعد ما شهدته المحطات السابقة من عرقلة للاتفاقات من جهات معلومة للجميع، مؤكدا على أهمية وجود ضمانات واضحة تمنع الإخلال بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ومحاسبة أي معرقلين محليين أو دوليين، وتضمن نجاح الحوار السياسي في الوصول إلى حل حقيقي يحقق الاستقرار ويدفع بليبيا إلى الأمام.
وأعلن كل من فايز السراج، وعقيلة صالح، أمس، في بيانين منفصلين، عن وقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية، في أعقاب اتصالات سياسية دولية مكثفة بشأن الأزمة الليبية شهدها الأسبوع.
وتضمن البيانان الدعوة إلى استئناف إنتاج النفط وتصديره، وتجميد إيراداته في حساب خاص بالمصرف الليبي الخارجي، ولا يتصرف فيها إلا بعد التوصل إلى تسوية سياسية وفق مخرجات مؤتمر برلين، وبضمانة البعثة الأممية والمجتمع الدولي، إضافة إلى نزع السلاح من مدينة سرت الاستراتيجية المتنازع عليها، فضلا عن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس 2021م.
وفي منتصف أغسطس الجاري تقدم أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين بمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، باستقالة جماعية من الجماعة وقرروا حّل فرعها بالمدينة، بمزاعم تغليب المصلحة العليا للبلاد، وإدراكا منهم لانحسار شعبيتها.
وتعتبر مدينة الزاوية من أبرز معاقل تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، حيث يسيطر التنظيم على الميليشيات المسلّحة بالمدينة التي تقودها أهمّ القيادات الإخوانية المتطرفة على غرار مصطفى التريكي وشعبان هدية المكنى "أبو عبيدة الزاوي".
وقالت مصادر مطلعة بطرابلس  أن جماعة الإخوان إنخرطت في مشروع الإطاحة برئيس المجلس الرئاسي فايز السراج والذي تنفذه قيادات سياسية وميلشياوية منحدرة من مدينة مصراته التي ينتمي إليها أغلب قيادات الجماعة ، الأمر الذي أثار حفيظة القوى المحسوبة على طرابلس ، في إطار ما وصفه مراقبون بصراع جهوي على السيطرة على مركز القرار في العاصمة، كما يعمل الإخوان بغطاء تركي على الاستحواذ على جهاز الحرس الوطني الذي يتم حاليا الإعداد للإعلان عن تأسيسه ، وهو تجمّع للعناصر المسلحة من مختلف الميلشيات والجماعات الإرهابية في غرب البلاد ، بدعوى دمجهم في مؤسسات الدولة تنفيذا لمخرجات مؤمر برلين ولدعوات إقليمية ودولية.
وشهدت المدن الليبية تحركات ضد جماعة الإخوان، وتظاهر آلاف الليبيين في عدة مدن خلال السنوات الاخيرة، ضد ما وصفوه بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة.
ورفع المتظاهرون لافتات ترفض تغلغل "الإخوان" في مؤسسات الدولة، إضافة إلى تحميلهم مسؤولية ما سمّوه بالفتنة والاقتتال في البلاد.
وأشار المتجمهرون في شعاراتهم إلى بدء العد التنازلي لحكم "الإخوان" في البلاد.
وتعول تركيا في محاولة السيطرة على ليبيا على جماعة الاخوان ، حيث فتحت الجماعة منذ سنوات الباب أمام جميع أنواع السلاح التي زادت من تأجيج الصراع في ليبيا إذ،تتالت شحنات السلاح القادمة من تركيا الى ليبيا دعما للمليشيات.
ويرى مراقبون أن تركيا تستخدم   المنظمات الإرهابية لدعم جماعة الإخوان في ليبيا، بغية الحيلولة دون فقدانهم للسلطة، وضمان أن يشكلوا جزءًا من أي تسوية مستقبلية، لا سيما في الوقتِ الذي تقول فيه الأمم المتحدة إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية.

شارك