اكتشافات الغاز.. ورقة أردوغان الانتخابية المزيفة

الأحد 23/أغسطس/2020 - 01:24 م
طباعة اكتشافات الغاز.. علي رجب
 
داعية انتخابية واكتشافات قديمة، م لخص رؤية المعارضة التركية لاعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن اكتشاف حقل ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، باحتياطي 320 مليار متر مكعب، معتبرين أن اعلانات اردوغان تاتي ضمن الحملة المبكرة للانتخابات التركية في 2023  .
وزفَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة بشراه المنتظرة للشعب التركي، معلنًا اكتشاف حقل ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، باحتياطي 320 مليار متر مكعب، وأكَّد أنه سيبدأ الإنتاج بحلول عام 2023 لكن تأكيدات الخبراء والعلماء تشير إلى أن الإنتاج لن يبدأ قبل 7 سنوات على الأقل.

بعيد عن حجم وقيمة الكتشاف والذي لا يشكل اهمية في اكتشافات الغاز في المنطقة، فإن مما يروج له إعلام أردوغان أيضًا أن اتفاقية لوزان تمنع تركيا من التنقيب واستخراج مواردها، إلا أن الإعلان عن اكتشافات الغاز ليست الأولى، فقد سبقها الإعلان عن نحو 10 اكتشافات للغاز الطبيعي في عهد حزب العدالة والتنمية، دون أن يكون لها أي انعكاس على الاقتصاد.
المعارضة التركية، اعتبرت ما يعلن عنه أردوغان من اكتشافات الغاز اكاذيب يلجأ إليها الرئيس التركي مع اقتراب أي انتخابات في بلاده، رئاسية أو تشريعية، الأمر الذي تكرر 5 مرات من قبل خلال 10 سنوات، ومن المرتقب أن يلجأ إلى الحيلة ذاتها اليوم.
صحفية "دنيز زيرك" التركية كشفت أن أردوغان أعلن عن اكتشافات نفطية وهمية 30 مرة على الأقل منذ عام 2003، ولم يكن الغرض سوى تداول هذه الأنباء والترويج لها كإنجازات قبيل الاستحقاقات الانتخابية المختلفة.
أردوغان وحكومة حزب العدالة واللتنمية، استخدموا حيلة اكتشافات الغاز في كل انتخابات شهدتها تركيا، في السنوات 2010 و2014 و2015 و2018 و2019، وهي الحيلة ذاتها التي اعادها قبيل انتخابات 2023 وفشله في معركة غاز المتوسط ، وفقا للموقع الإلكتروني لمحطة "خلق تي في" التلفزيونية المعارضة.
فقبل استفتاء 12 سبتمبر 2010، نشرت موقع "حرييت" يوم 21 يناير 2010، أن السلطات التركية عثرت على النفط في جبل جودي في مدينة شرناق، وكانت شركة البترول التركية بدأت أعمال التنقيب عن النفط منذ 3 سنوات.
كذلك أعلنت شركة بترول تركيا في 17 يونيو 2010 اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في غرب البحر الأسود على عمق 1600 مترًا، وأنها بدأت أعمال التنقيب عن حقل جديد محتمل على عمق 100 متر يبعد 14 كيلو مترًا عن شواطئ مدينة أكتشاكوجا. حسب وكالة الأناضول.
وفي 25 أغسطس 2012 أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية تانير يلديز اكتشاف كميات كبيرة من البترول في محيط مدينة حكاري ذات الأغلبية الكردية، قائلًا: “ولكن يستطيع القطاع الخاص أو حتى شركة بترول تركيا استخراجه بسبب الإرهاب”.
وقبل شهر ونصف الشهر بالضبط من الانتخابات المحلية في 30 مارس 2014، تم الإعلان عن وجود الغاز الصخري في ديار بكر. وظهر ادعاء يقول إنه تم العثور في 7 فبراير 2014 على غاز صخري في ديار بكر يلبي احتياجات تركيا لمدة 40 عامًا.
وقبل انتخابات 7 يونيو 2015، في 9 يناير 2015، أعلنت شركة «مرسى» للطاقة، الكندية الأصل، العاملة في مدينة تراقيا التركية، وجود احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي في حقل بويراز.
ونشرت "N TV" في 14 أكتوبر 2015، بيانًا صحفيًا مشتركًا لكل من شركات: «Lukoil PanAtlantic ،Romgaz» التي تسعى للحصول على النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود، قالوا فيه إنهم اكتشفوا 30 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز.
وقبل الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو 2018، جاء في الأخبار التي نُشرت على قناة طسي إن إن تركط، في 16 مايو 2018، وجود نفط في كل من مدن ماردين وشرناق في منطقة ساسون في باتمان.
وقبيل الانتخابات المحلية في 31 مارس 2019، وفي 8 فبراير 2019، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمز، «تم العثور على الغاز الطبيعي في تراقيا".
وفي 29 يونيو 2020 قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز: “أعمال تنقيب شركة بترول تركيا أسفرت عن اكتشاف الغاز الطبيعي في أكتشاكوجا. وتمكنا من اكتشاف احتياطات من الغاز الطبيعي. ويجري إنتاجه. وهناك اكتشافات وإنتاج لنا في غرب البحر الأسود. ولدينا المزيد من الأمل في البحر الأسود”.

النائب البرلماني عن حزب الخير التركي المعارض، أوميت ديكباير، انتقد تصريحات أردوغان، بشأن اكتشاف تركيا لمخزون كبير من الغاز الطبيعي بالبحر الأسود،
 وقال أوميت في تصريحات صحفية، إن السلطة تلجأ إلى مثل تلك الادعاءات مع اقتراب موعد الانتخابات ، مؤكدا في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أن الاكتشاف المزعوم ليس الأكبر كما تقول السلطة التركية، مضيفا حكومة أردوغان دائمًا ما تلجأ إلى مثل هذه الادعاءات عند الضرورة ومع اقتراب الانتخابات.
المعارض التركي لفت، إلى أن السلطة التركية اعتادت على مثل هذه الأخبار، فكل الاكتشافات تتعلق برواسب الغاز الطبيعي، وبشرى أردوغان الأخيرة تعد هي الثامنة من نوعها، وأن الاختلاف الوحيد يكمن في تغيير اسم المكان الذي ينبع منه الغاز من "تونا 1 " في السابق إلى "صقاريا " ، ودعا ديكباير، السلطة، في ختام تغريدته إلى الكف عن مثل هذه الأخبار، مطالبًا إياهم بعدم السخرية والاستهزاء بعقول الأتراك.
وتعليقا على إعلان أردوغان اكتشاف احتياطات من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 320 مليار متر مكعب في البحر الأسود، قال الكاتب الصحافي التركي يلماز أوزديل، إنه دائما ما كان الإعلان عن اكتشاف حقول البترول في تركيا يأتي قبيل الانتخابات، لذلك لم يكن يصدق هذه الأخبار.
يلماز أوزديل، قال: “لقد أعلنوا عن هذه الاكتشافات 8 مرات، وهذه هي مرة التاسعة، لم أكن مصدقًا لهم ولكن هذه المرة أصبحت مقتنعًا-بسبب اختلاف توقيت الإعلان-، أن هناك غازا طبيعيا في البحر الأسود. وأعتقد أنهم سيعلنون اكتشاف النفط مع اقتراب موعد الانتخابات، ولكن سيكون هذا في 2023 للأسف”.
وأراد الصحفي التركي لفت الانتباه إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية تؤخر الإعلان عن الاكتشافات البترولية إلى قبيل وقوع أحداث هامة مثل الانتخابات، لكن يبدو أن الوضع الحالي يستحق الإعلان عن هذا الاكتشاف الضخم، وفقا لصحيفة "زما" التركية.
وأضاف أوزديل أنه كتب عن اكتشافات الغاز الطبيعي قبل موعد كل استحقاق انتخابي، قائلًا: “كتبت عن هذه الاكتشافات قبل كل انتخابات. كتبت عنها 7 مرات. في الفترة بين 2000 و2007 كانوا يكتشفون الفحم. وبعد 2007 بدأوا اكتشاف البترول. وفي الفترة بين 2007 و2013 بدأ اكتشاف الكثير من البترول. حتى أنهم اكتشفوا البترول 4 مرات في مدينة إزمير. خاصة عندما أعلنوا ترشح رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم في الانتخابات عن مدينة إزمير”.



شارك