الانتهاكات التركية شرقي المتوسط... أردوغان يواصل استفزازاته بتمديد أعمال السفينة "أوروتش رئيس"

الإثنين 24/أغسطس/2020 - 03:38 م
طباعة الانتهاكات التركية فاطمة عبدالغني
 
الغضب من التجاوزات التركية في المنطقة بلغ ذروته مع تحرك أنقرة في اتجاهات عدة مدفوعة بطموحات تتجاوز الخطوط الحمراء، وأحدث التجاوزات إعلان الحكومة التركية، الأحد 23 أغسطس، تمديد عمل السفينة "أوروتش رئيس" التي تجري أبحاثًا في البحر المتوسط، حتى 27 أغسطس.
يأتي ذلك بعد أن سبق وأعلنت تركيا أوائل هذا الشهر إن السفينة أوروتش ستجري عمليات تنقيب حتى 23 أغسطس في المياه التي تطالب بالسيادة عليها اليونان وقبرص وتركيا. ووصفت أثينا هذه العمليات بأنها غير قانونية.
وبحسب ما ذكره موقع "كرت" التركية، فإن سفينة الأبحاث السيزمية "أوروتش رئيس" ستواصل استكشافها للهيدروكربونات قبالة سواحل قبرص حتى 27 أغسطس.
وستقوم السفينة "أوروتش رئيس" جنبًا إلى جنب مع سفينة أتامان وجنكيز خان بإجراء دراسات زلزالية في شرق البحر المتوسط قبالة قبرص.
ويرى المراقبون أن خطوة تمديد عمل السفينة "أوروتش رئيس" من المرجح أن تؤدي إلى تصاعد حدّة التوتر في المنطقة، خاصة بعد تصريح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، أن بلاده ستواصل أعمال التنقيب في المنطقة، ولن تسمح لأحد بانتهاك حدود صلاحيتها البحرية، مجددا من جهة أخرى استعداد بلاده للحوار فيما يخص ثروات المنطقة، ومُنتقدا ما أسماه سعي بعض الدول للاستفراد بثروات المنطقة.
واتهمت تركيا اليونان بأنها تثير ضجيجاً فارغاً بقولها إن المنطقة التي تنشط فيها السفينة أوروتش ريس تابعة لها، وادعت أن أثينا تحاول إيقاف السفينة وإغلاق شرقي المتوسط أمام تركيا، وذلك من خلال مطالبتها بمساحة صلاحية بحرية تبلغ 40 ألف كيلومتر متذرعة بجزيرتها كاستيلوريزو (ميس) البالغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة والتي تبعد عن البر اليوناني مسافة 580 كيلومتر.
وقال المدير العام للشؤون السياسية الثنائية والبحرية-الجوية والحدودية بالخارجية التركية، السفير "تشغطاي أرجيس"، إنّ "المطالب اليونانية المتطرفة تقف وراء التوتر بالمنطقة، ساردا ملخصا لأطروحات تركيا القانونية في هذا الإطار.
وتدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة بناء على وجهات نظر متضاربة بشأن امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن منذ أيام، أن بلاده ستكثّف عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط عبر نشر سفينة تنقيب جديدة قرابة نهاية العام رغم التوتر مع اليونان.
وقال أردوغان بعيد إعلانه اكتشاف أكبر حقل غاز في البحر الأسود، "سنسرّع عملياتنا في المتوسط مع نشر قرابة نهاية العام (سفينة التنقيب) كانوني، التي تجري صيانتها حالياً".
ولا يبدو أن لعمليات التنقيب عن الغاز أي أثر حالي أو مستقبلي على الاقتصاد التركي، إذ قال بيان لوكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني، إنّ "نفاد احتياطيات النقد الأجنبي، وضعف السياسة النقدية، وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية، وارتفاع عجز الحساب الجاري الناجم جزئياً عن الحوافز الائتمانية القوية، زاد من مخاطر التمويل الخارجي". في تركيا.
وأبقت "فيتش" تصنيفها لتركيا في الدرجة "بي بي سالب"، مع تحويل نظرتها المستقبلية للاقتصاد التركي من "مستقرة" إلى "سلبية".
وأوضح البيان أنه يتوقع انكماش الاقتصاد التركي هذا العام بنسبة 3.9%، مشيرًا إلى توقعه أن تصل نسبة نموه في العام 2021 إلى 5.4%.
من ناحية أخرى وردًّا على قرار تركيا بتمديد المسوحات للنفط والغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط جنوب جزيرة كاستيلوريزو حتى يوم 28 أغسطس، أصدرت اليونان، الاثنين 24 أغسطس، إخطارًا للسفن (نافتكس) بأن قواتها الجوية والبحرية ستجري تدريبات في منطقة تتداخل مع تركيا في تحذير مماثل للذي أصدرته الأحد 23 أغسطس.
وستدخل نافتكس اليوناني حيز التنفيذ في 25 أغسطس وتنتهي مساء يوم 27 أغسطس،  وكان من المقرر حسب الإعلان السابق أن تنهي السفينة أعمالها في 23 أغسطس، لكن تم تمديد العمل لمدة 4 أيام أخرى.
أفادت صحيفة كاثيميريني اليونانية، أن إدارة أثينا تواصل في الوقت الحالي مفاوضاتها مع باريس لشراء 12 طائرة حربية من طراز "رافال"، مؤكدة أن إسبانيا والمملكة المتحدة على استعداد لإرسال فرقاطات إلى المنطقة.
وكانت فرنسا أرسلت طائرتين مقاتلتين وفرقاطات إلى المنطقة في الأسابيع الماضية، بعد إرسال تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، سفينة "أوروتش رئيس" للتنقيب في شرق المتوسط.
وبحسب ما ذكره موقع "سوزجو" التركي، أفادت الصحيفة أن اليونان تتابع عن كثب ما تفعله البحرية التركية في شرق المتوسط، وبناءً على ذلك تتخذ موقفًا، مشيرة إلى أن اليونان تترقب اللقاء المرتقب بين  وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، ووزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، في أنقرة.

شارك