المرتزقة ينهبون منازل الليبيين بعد أن تخلت عنهم تركيا
الإثنين 24/أغسطس/2020 - 03:40 م
طباعة
حسام الحداد
بعد تراجع تركيا عن تسديد مستحقاتهم المالية التي وعدتهم بها مقابل القتال إلى جانب مليشيات الوفاق، وسط ظروف مزرية يعيشونها على وقع الموت المحيط بهم في معارك ليبيا الضارية، اعترف المرتزقة السوريون الذين أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق، بارتكاب جرائم بسطوهم على بيوت الليبيين المهجورة بسبب الحرب ونهبها ردا على تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها.
وطمعا في الإغراءات التركية الواهية انضم آلاف المرتزقة من جنسيات مختلفة إلى المقاتلين السوريين ممن وصلوا على طرابلس للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق في صراعها المستمر ضد الجيش الوطني الليبي.
ونقلت 'سكاي نيوز' عربية عن أحد عناصر الفصائل السورية المقاتلة في ليبيا قوله، إن "لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا. وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب".
وأقر طه حمود أحد أعضاء فيلق المجد في الجيش الوطني السوري، وهو من الفصائل التي نقلت تركيا منها شقا كبيرا من مسلحيه إلى ليبيا، بنهبه صحبة رفقائه منازل الليبيين في مدينة مصراتة، قائلا "هذه الطريقة الوحيدة لكسب المال في الوقت الذي لم يدفعوا لنا ما وعدوا به"، في إشارة إلى تركيا.
نهب ممتلكات الليبين الثمينة هي الطريقة الوحيدة لكسب المال في الوقت الذي لم تدفع لنا تركيا ما وعدت به
وبلغ عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا من سوريا إلى ليبيا حتى الآن أكثر من 18 ألف جهادي، بينهم أكثر من 500 طفل وعناصر من داعش ينحدرون من جنسيات مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بأن هناك استياء كبيرا في صفوف المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، مشيرا إلى مدى معاناتهم داخل معسكرات طرابلس.
وكانت تركيا قد أغرت المقاتلين السوريين منذ بداية نقلهم إلى ليبيا قبل أشهر، بدفع أجر شهري لا يقل عن 2000 دولار ومنحهم امتيازات أخرى كالحصول على الجنسية التركية، لكن ذلك لم يحدث، كاشفا تحايل الحكومة التركية في استمالة السوريين واستغلال ظروفهم الصعبة.
وعلمت ذات المصادر أن عددا كبيرا من المرتزقة يتلقون مبلغا شهريا لا يعادل ربع المبلغ التي وعدت به تركيا، فيما لم يتقاضى بعضم الآخر منذ ما يزيد عن خمسة أشهر سوى حصة واحدة.
وكشف مصدر من صحيفة 'إنفستيغيتيف جورنال' المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية ومقرها لندن، أن اللقاء الذي جرى قبل أيام بين وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره القطري خالد العطية ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، انبثق عنه الاتفاق على زيادة أجور المرتزقة بنسبة 30 بالمئة.
في حين يرى أحد أفراد 'فرقة حمزة' السورية المتمركزة في منطقة عين زارة بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، أن الاتفاق "مجرد كلام".
وأضاف المقاتل "يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريبا لكن هذا لا يحدث، ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟" بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من الهدنة التي أعلنت مؤخرا فإن تركيا تواصل إرسال المرتزقة وتؤجج الصراع دون المبالاة بجهود وقف الاقتتال في ليبيا.
ويبدو أن تركيا متمسكة بإثارة الحرب في ليبيا للاستثمار في الفوضى لضمان بقاء دائم وتوسيع نفوذها وتثبيت حكم الإخوان من خلال دعمها للسراج.
ويخرج مئات السوريين من أراضيهم نحو قطر في مهمة عمل بحسب وعود الأتراك، لكن الوجهة والراتب يتغيران، فبمجرد الوصول إلى تركيا تبدأ عمليات التدريب والتجنيد لإرسالهم إلى ليبيا براتب وإغراءات كاذبة.
ويرجح تخلف تركيا عن مستحقاتها تجاه المقاتلين القادمين من سوريا إلى ليبيا، تمردهم ورفضهم الخوض في معارك مجانية لا مصلحة لهم فيها غير أموالا تسد احتياجاتهم تراجعت السلطات التركية عن دفعها.
وقبل أشهر علم المرصد السوري ندم جميع المقاتلين بشأن القدوم إلى ليبيا، وتورطهم في حرب دامية، داعين نظرائهم ممن يرغبون في القدوم إلى ليبيا طمعا في وعود تركيا الواهية بأن يتراجعوا عن قرارهم لسوء الوضع.
كما كشفت تقارير إعلامية تمرد كثير من المرتزقة على المخابرات التركية المتواجدة في ليبيا ورفضهم القتال تحت راية الأتراك، فيما عاد آلاف منهم بين رافض للقتال وآخر انتهت مهمته هناك وتوفي المئات منهم في جبهات قتال مختلفة بليبيا.