تظاهرات ليبيا.. عاصفة غضب تشتعل في وجه السراج ومرتزقة أردوغان

الثلاثاء 25/أغسطس/2020 - 10:05 ص
طباعة تظاهرات ليبيا.. عاصفة أميرة الشريف
 
يبدو أن نهاية ميليشيات حكومة الوفاق ومرتزقتها التركية باتت علي وشك الانهيار في ظل الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة طرابلس في وجه السراج وميليشياته مطالبة إياه بالرحيل هو وحكومته لإنهاء الاحتلال التركي بمباركة السراج، و دعا نشطاء ومنظمات مدنية ليبية لعصيان مدني شامل في طرابلس، احتجاجا على سياسات حكومة الوفاق، وإطلاق يد مرتزقة الرئيس التركي أردوغان في العاصمة.
وكان السراج، أعلن مساء أمس، أنه ينوي القيام بتعديل وزاري، وتشكيل حكومة أزمة.
وفيما يتعلق بالتظاهرات التي انطلقت، أشار إلى أن المتظاهرين "لم يحصلوا على التصريحات اللازمة من الجهات المعنية، لحمايتهم من المندسين".
 وقال: "إن مندسين دخلوا بين المحتجين واعتدوا على الممتلكات"، وعن المطالب التي رفعها المحتجون، وتململهم من انقطاع الخدمات والأزمة المعيشية، فاعتبر أن وجود تلك الأزمات هو نتيجة تراكمات، وليست وليدة اللحظة، مضيفا أن "الحكومة تعمل على حلها".
كما أكد أن أزمة الكهرباء وهي من ضمن الأسباب التي دفعت الشارع إلى التحرك معقدة ومتراكمة منذ عقود وتفكيكها يحتاج إلى تعاون، إلا أنه أشار أيضا إلى أن "بعض المناطق لا تلتزم بطرح الأحمال وهذا يُربك الشبكة ويدخلها في ظلام تام"، لافتا إلى وجود عابثين يقومون بترهيب موظفي شركة الكهرباء وإجبارهم على عدم طرح الأحمال.
وتظاهر، آلاف الليبيين في طرابلس، احتجاجا على تدهور الأوضاع وانتشار الفساد وحكم الميليشيات وانقطاع الخدمات كالكهرباء والماء والانتظار أمام محطات الوقود، والانفلات الأمني الذي تسببت فيه المليشيات ومرتزقة أردوغان.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بضرورة توفير الأمن والأمان لمواطني المنطقة الغربية الذين يعانون الذعر والإرهاب.
كما أحرق ومزق عدد من المتظاهرين صورا لأعضاء مجلس الإخوان وأبرزهم فايز السراج وأحمد معيتيق.
وطالب المتظاهرون بمكافحة الفساد وانتخابات رئاسية ونيابية حقيقية وليس مجرد إعادة تشكيل مجلس رئاسي.
يأتي ذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه كل من حكومة الوفاق وبرلمان طبرق.
إلي ذلك، أعلنت منظمة رصد الجرائم الليبية، عن إدانتها لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، والاعتقالات التعسفية التي طالت عددًا من النشطاء في طرابلس من قبل قوات الأمن.
وطالبت المنظمة، خلال بيان لها، حكومة الوفاق بإطلاق سراح المعتقلين فورًا، محملةً إياها مسؤولية سلامتهم.
كما دعت المنظمة إلى ضرورة حماية المتظاهرين واحترام حق التظاهر وحرية الرأي والتعبير.
من جانبه، اعتبر رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، أن ما حدث في طرابلس اعتداءً غير مبرر وإساءةً لاستعمال السلطة بحق المتظاهرين السلميين.
وأكد صالح، في بيان له، على حق المواطن في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه، لافتًا إلى أن ذلك حق من حقوق الإنسان كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية شريطة عدم الإضرار بالغير أو بالممتلكات العامة والخاصة.
كما دعا صالح، كافة الأجهزة الشرطية والأمنية الرسمية بطرابلس بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم، مطالبًا النائب العام بتحمل مسؤولياته حيال هذا الاعتداء غير المبرر.
أحد المنسقين للعصيان المدني، قال إنهم مستمرون في التظاهر أيضاً حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، مؤكدا أنه آن الأوان أن ترحل حكومة الوفاق.
وواجهت ميليشيا حكومة الوفاق، مساء أمس، المظاهرات السلمية في العاصمة الليبية طرابلس بوابل من الرصاص، أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين الغاضبين من سياسات السراج التي أدت إلى إفقارهم، بجانب إطلاق يد مرتزقة أردوغان في العاصمة، ما تسبب في حالة انفلات أمني.
وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ورود تقارير عن إصابة متظاهرين سلميين بالعاصمة طرابلس في إطلاق نار لتفريقهم، مطالبة حكومة السراج بوقف قمع المحتجين.
وأوضحت اللجنة، في بيان لها، أنها تتابع بقلق بالغ تقارير بسقوط جرحى إثر إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين سلميًا في طرابلس.
وأشارت إلى أن الجرحى سقطوا أثناء محاولة تفريق المتظاهرين باستخدام القوة والعنف بحق المتظاهرين السلميين.
وطالبت المنظمة الحقوقية الليبية حكومة السراج بالتوقف فورًا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وضرورة احترام حق التظاهر وحرية الرأي والتعبير وضمان حق التظاهر السلمي.
وأطلقت الميليشيات التابعة لحكومة السراج النار على متظاهرين قرب مناطق حساسة بالدولة.
في هذا السياق، أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشرد نورلاند، دعمه لحق الليبيين في المشاركة بالاحتجاجات السلمية، مطالبًا القادة بالعمل على تلبية احتياجات الشعب. 
وأعرب السفير نورلاند عبر حساب السفارة بـ"تويتر" عن قلق الولايات المتحدة بشأن النقص الحاد في الكهرباء، لا سيما في ظل تفشي فيروس كورونا، وحث القادة الليبيين على العمل معًا لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب واغتنام هذه الفرصة السانحة للبلاد.
وأجرى نورلاند اتصالات مع شخصيات ومسؤولين سياسيين ليبيين لتقييم التقدم المحرز فيما يتعلّق بتفعيل البيانات الصادرة، الجمعة، بشأن وقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط في ليبيا.
وتتوالى التصدعات الداخلية مع ازدياد الاحتقان والاتهامات المتبادلة بالخيانة والعمالة داخل حكومة السراج غير الدستورية.
وامتد الصراع إلى قادة الميليشيات، خاصة مع خطوات وزير داخلية السراج آمر ميليشيا المرسي فتحي باشاآغا، بتصفية عدد من قادة المليشيات، نظرا للضغوط الدولية التي تتعرض لها حكومته جراء تسترها على مطلوبين وإرهابيين.
وأصدرت ميليشيا ما يعرف بـ"حماية زوارة" بيانًا وصفته بـ"الهام والعاجل"، انتقدت فيه سياسة باشا آغا، معتبرة أنه يروج لأجندات دولية مشبوهة من نزع سلاح من أسمتهم بـ"الثوار"، وتفكيكها لتحقيق غاياته بالوصول لسدة الحكم.
   ومنذ سقوط نظام معمّر القذافي في 2011، تشهد ليبيا نزاعات متتالية أرهقت الشعب الليبي الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، ومنذ 2015 تتنازع حكومتان علي السلطة إحداهما في طرابلس يرأسها فايز السرّاج والأخري في طبرق ويرأسها عبدالله الثني.
وتأتي المظاهرة بعد يومين على إعلان الطرفين التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتعهّدهما تنظيم انتخابات.

شارك