الانتهاكات القطرية في حق العمالة الأجنبية تحت مجهر المنظمات الحقوقية

الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 08:42 ص
طباعة الانتهاكات القطرية فاطمة عبدالغني
 
أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش بأصابع الاتهام للدوحة التي تنصلت مجددًا من التزاماتها في إطار منظمة العمل الدولية.
ففي تقرير مفصل أعدته المنظمة الحقوقية الاثنين 24 أغسطس، استفاضت في إماطة اللثام عن تفاصيل الانتهاكات القطرية ضد العمالة الأجنبية على أراضيها. 
واعتمدت هيومن رايتس وواتش في تقريرها على معلومات استقتها من خلال تحقيق ميداني أجرت خلاله المنظمة مقابلات مع أكثر من 93 عامل وعاملة وافدين يعملون لدى أكثر من 60 شركة.
وعبر مراجعتها لوثائق قانونية تحضيرًا لتقريرها كشفت المنظمة الحقوقية عن انتهاكات عدة ضد العمال منها تذرع بعض أصحاب العمل بوباء كورونا للحجز على الأجور أو رفض دفع أجور عالقة لعمال محتجزين أو مبعدين قسرًا إلى أوطانهم، وهو وضع أثر بشدة على الحياة اليومية للعمال الذين وصل الحال ببعضهم إلى عدم القدرة على دفع حتى قوتهم اليومي.
وأرسلت المنظمة الحقوقية نتائج هذا التقرير مع استفسارات إلى وزارتي العمل والداخلية القطريتين، إضافة إلى مراسلتها للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ويأتي ذلك مع اقتراب موعد استضافة قطر لنهائيات كأس العالم.
ودعت المنظمة الدوحة إلى تنفيذ توصيات منظمة العمل الدولية عبر تحسين أنظمة مراقبة الأجور ووضع تدابير جديدة لمعالجة انتهاكات الأجور.
وقال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة :"عشر سنوات مرت على فوز قطر باستضافة كأس العالم فيفا 2022، ولا يزال العمال الوافدون يعانون من تأخير دفع الأجور، أو دفعها ناقصة، أو عدم دفعها. علِمنا بعمال يعانون من الجوع بسبب تأخير الأجور، وعمال مثقلين بالديون يكدون بالعمل للحصول على أجور ناقصة، وآخرين عالقين في ظروف عمل سيئة خوفا من الانتقام".
في المقابل، قال مكتب الاتصال الحكومي القطري، في بيان، إن المنظمة "تعمدت تضليل الرأي العام في تقريرها، وأضرت بمن تزعم أنها تقدم المساعدة لهم". وأضاف أن المنظمة "كررت أخطاءها السابقة حول السياسات المتبعة في قطر في تقريرها الأخير، والذي لا يعكس على الإطلاق حقيقة الأوضاع الراهنة".
فيما رد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على طلب التعليق حول التقرير من "هيومن رايتس ووتش"، مؤكدا أن "لديه سياسة لعدم التسامح مطلقا مع أي شكل من أشكال التمييز وانتهاكات الأجور".
وقال الاتحاد: "من خلال عملنا لحماية حقوق عمال كأس العالم في قطر، يدرك الفيفا أهمية تدابير حماية الأجور في الدولة، ولهذا السبب وضع الفيفا ومنظمو البطولة الآخرون أنظمة قوية لمنع وتخفيف انتهاكات الأجور في مواقع كأس العالم، فضلا عن آليات للعمال لرفع المظالم، وممارسات محتملة لتوفير الإنصاف عندما لا تلتزم الشركات بمعاييرنا".
وتؤكد التقارير الصحفية أنه على الرغم من التعهدات الكثيرة التي قطعتها قطر على نفسها من أجل تحسين الظروف الصعبة للعمالة الوافدة، خصوصا أولئك الذين يعملون في منشآت مونديال 2022، فإن مؤسسات حقوقية دولية لا تزال تؤكد أن هذه الوعود ثبت زيفها على مدار سنوات.

شارك