مأزق أردوغان في شرق المتوسط.. بين الديكتاتورية والانهيار الإقتصادي

الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 02:43 م
طباعة مأزق أردوغان في شرق روبير الفارس
 
كشفت تقارير إعلامية دولية ومحلية عن مأزق أردوغان في شرق المتوسط حيث كشف كاتب بريطاني في مقالا له أن العديد من الدول العربية تنسق وتتعاون مع إسرائيل لمواجهة وصد المد التركي في منطقة الشرق الأوسط.وبحسب الكاتب فإن مصر والإمارات والسعودية تقوم باتصالات مع الجانب الإسرائيلي للتعاون والتنسيق بشأن توقيف تركيا عند حدها.وقال الكاتب روجر بويز في مقاله إن "القوة الإيرانية هشة، لكن التهديد الحقيقي يأتي من تركيا".وفقًا لبويز، كان كوهين يتحدث "ليس عن أن إيران لم تعد تهديدًا حقيقيًا، ولكن عن كيفية احتوائها: من خلال العقوبات، والحظر، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والغارات السرية، ومع ذلك، وحسب رأيه، فإن "الدبلوماسية العدوانية التركية، ومخاطرها المحسوبة بلا مبالاة في الشرق الأوسط، تحدت الاستقرار الاستراتيجي في شرق البحر المتوسط ​​من نوع مختلف"
وفي سياق متصل نشرت الكاتبة الكبيرة ثناء السعيد تقرير في مجلة المصور أكدت فيه أن  أردوغان تقوده تحركاته الرعناء ومغامراته في المنطقة. حيث سكنه جنون العظمة فسلبه الرشد. غاب عنه أن جنون العظمة سبق وأن أودى بالكثيرين ممن سبقوه. ساعده على السير في هذا المنعرج الخطر ضعف العرب وضوء أخضر من أمريكا ومن ثم تملكه شعور بأنه يقود دولة عظمى وقد حان الوقت للسيطرة على الأراضي العربية ليستبيحها تحت ذريعة حماية أمنه القومى، رغم أنه هو الذي يشكل الخطر الأكبر على الأمن القومى لجيرانه. مضى تتملكه نزعة توسعية لا يعترف فيها بالحدود القائمة والفكرة مستمدة من إرثه العثمانى، استعدى أغلب الدول العربية، فتوغل في الأراضي السورية وتبعها بليبيا وتحرش بالعراق. مضى يلعب دورا خيانيا في المنطقة يديره من خلال ما سمى بمخطط الشرق الأوسط الكبير والذي يعتمد فيه على زعزعة استقرار دوله وبث الفتنة في كل أرجائه.
وقالت السعيد 
يستمر أردوغان في اتباع استراتيجية هجومية عندما يشعل المزيد من النيران في المنطقة. وهذا ما حدث مؤخرا عندما دخل على خط تصعيد الخلاف مع اليونان بإعلانه وقف التفاوض معها واستئنافه لأعمال التنقيب في شرق المتوسط وبإطلاقه مناورات عسكرية في المناطق المتنازع عليها بين أنقرة وأثينا، وكانت الأزمة قد تصاعدت بين تركيا واليونان الشهر الماضى ولكن تم احتواؤها بعد أن سحبت تركيا السفينة (عروج ريس)، وعقدت مباحثات مع اليونان ومع ألمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربى. بيد أن الوضع عاد مؤخرا للتأزم من جديد بعد أن تم بالقاهرة في السادس من أغسطس الجارى التوقيع على اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة، وهي الاتفاقية التي اعتبرها أردوغان نكاية بتركيا، ومن شأنها أن تبطل الاتفاق البحرى الذي وقعته أنقرة مع حكومة الوفاق في ليبيا، كما تضر بمصالح تركيا من جهة وتشكل انتصارا لغريمتها اليونان.

عارضت تركيا الاتفاقية المصرية اليونانية وأعلن وزير الخارجية التركى بأن بلاده ستعزز عمليات التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط، ولن تساوم على حقوقها. بل إنها أعلنت أن (عروج ريس) ستنفذ أنشطة في الفترة ما بين ١٠ ـ ٢٣ أغسطس الجارى في منطقة تدعى تركيا بأنها جرفها القارى. وانبرى أردوغان يخاطب شعبه قائلا: (لا يمكننا السماح لدولة أن تتجاهل دولة كبيرة مثل تركيا وأن تحاول سجننا في شواطئنا). بل أكثر من ذلك اعتبرت الخارجية التركية أن الاتفاقية التي وقعتها مصر واليونان باطلة ولاغية. وهكذا وصلت بأردوغان الوقاحة إلى حد أن ينكر فيه على مصر واليونان حقهما في أن تكون لهما مناطق اقتصادية خاصة بهما في شرق المتوسط، واندفع ليستعرض عضلاته في المنطقة ليقول للجميع بأنه جاهز لخوض المعركة مرتكزا على وهم بأن تركيا تمتلك ميراثا عسكريا ودبلوماسيا يجعل منها الطرف الرابح في أية مفاوضات أو توترات شرقى المتوسط. ومن ثم سارع بإرسال سفينة أبحاث للمسح الزلزالى في المنطقة المتنازع عليها شرقى المتوسط في خطوة استفزازية دفعت اليونان إلى رفع حالة التأهب.

الجدير بالذكر أن المهمة التي تضطلع بها السفينة التركية تستهدف تحدى الاتفاقية اليونانية المصرية التي أبرمت بين الدولتين للتنقيب عن الغاز، وهي الاتفاقية التي جاءت لتعكس مدى تميز العلاقات الثنائية بين مصر واليونان وتوافر الإرادة السياسية القوية فيما بينهما للارتقاء بها على مختلف الأصعدة. وهي الاتفاقية التي اعتبرتها الدولتان تطورا تاريخيا للعلاقات الثنائية بينهما، فضلا عن كونها تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في شرق البحر المتوسط. أي أن هذا الأخطبوط يريد أن يملى إرادته على الجميع، ولهذا فإن احتمالات نشوب مواجهة بين اليونان وتركيا تظل قائمة، لا سيما أن حلف الناتو الذي تنتمى إليه الدولتان يعد مشلولا بقرار أمريكي ولا يتدخل اللهم إلا بتصريحات غير فاعلة، هذا فضلا عن أن الاتحاد الأوربى ليس له مخالب لتهديد تركيا، ولا يملك إلا التلويح بفرض عقوبات عليها، بل إن أمريكا والاتحاد الأوربى لن يتبنيا موقفا مناهضا لتركيا، رغم جميع الجهود التي تبذلها اليونان من أجل تشكيل محور معاد لتركيا في الغرب.

تصاعدت التوترات من جديد في أعقاب إرسال أنقرة سفينة للمسح الزلزالى للمنطقة ترافقها سفن لسلاح البحرية التركى قبالة سواحل جزيرة «كاستيلوريزو» اليونانية بما يشكل انتهاكا للحدود البحرية بشرقى المتوسط. ومن ثم بادرت اليونان فنشرت أيضا سفنا حربية لمراقبة السفينة التي تبحر حاليا غرب جزيرة قبرص، وأعربت اليونان عن أملها فى أن يسود التعقل لدى تركيا حتى يمكن إعادة إطلاق الحوار بحسن نية. وحذر رئيس الوزراء اليوناني قائلا: (عندما تتجمع العديد من القوى العسكرية في منطقة محدودة يصبح خطر وقوع الحادث متربصا بها)، وأشار إلى أن أثينا لا تسعى إلى التصعيد ولكنها سترد على أي استفزاز، وطالبت اليونان تركيا بالانسحاب من المنطقة التي تعتبرها تابعة لها، كما طالبت بعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوربى لبحث القضية، وفى اتصال هاتفى مع رئيس وزراء اليونان أكد الرئيس الفرنسى «ماكرون» رفض باريس لخطوات تركيا الخطيرة والأحادية الجانب، وأعرب عن قلقه إزاء التوترات التي تسبب بها القرار التركى بالتنقيب في منطقة شرق المتوسط، وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية بأن باريس قررت تعزيز تواجدها في المنطقة، وتبعت ذلك بإرسال طائرتى (رافال) إليها.

غاب عن هذا الخيانى أردوغان، أن فتح أكثر من جبهة ومعاداة معظم دول المنطقة من شأنه أن يورطه في أزمات هو في غنى عنها. غابت عنه الحكمة وسيطرت عليه أهواؤه الظلامية، نسى نفسه ومضى في طريق وعثاء لن يجنى من ورائها في النهاية سوى الحصرم، ويكفي أن النتائج التي ستتمخض عن تحركاته الرعناء ستكبد تركيا وشعبها الكثير وستنال من أمنها واستقرارها، غاب عن هذا النزق أنه عندما يصنع مجده من وهم فهذا هو السقوط المدوى وبداية النهاية له..
وحول  الأزمات الاقتصادية التي  تخنق أردوغان كتب  أحمد عسكر تقرير موثق جاء فيه يبدو أن الرئيس التركى أو الخليفة المزعوم رجب أردوغان وصل به جنونه إلى حافة الهاوية، فمع كل ما تعانيه سياساته الاستفزازية وغروره المتهور من فشل تلو الآخر، نفدت كل الحلول، وتساقطت كل أوراق اللعب من بين يديه، وأصبح محاصرا بالأزمات من كل اتجاه، عجز فى ميزان المعاملات الجارية فى يونيو بلغ ٢.٩٣٤ تريليون دولار، انخفاض الليرة التركية إلى أدنى مستوى فى تاريخها عند ٧.٣٦٧٧ أمام الدولار بنسبة تقترب من ٢٠ فى المائة، اقتصاد هش، والشركات التركية الخاصة مثقلة بديون خارجية بلغت ١٧٥ مليار دولار، انقسامات سياسية وانفصال واستقالات لرموز حزب العدالة والتنمية، قمع داخلى يمنع وصول الأتراك إلى نحو ٥٠ ألف موقع إلكترونى، اعتقال ما يقرب من ١٥٠ صحفيًا، غلق ٢٠٠ مؤسسة صحفية وإعلامية، فصل ٣٠ ألف فرد من القوات المسلحة التركية واعتقال ضعف هذا الرقم، فشل فى سوريا والعراق وليبيا، خطوط حمراء مصرية لا يجرؤ على الاقتراب منها وتهديدات أوربية تكبله مجبرًا، حتى تنظيم الإخوان الإرهابى الذى كان يعتمد عليه فى مخططاته القذرة ضد بعض الدول منها مصر، أصبح ورقة محروقة، ليجد أردوغان نفسه فى مأزق حقيقى ينبئ بنهايته القريبة بعد أن فقد كل سبل النجاة.

الدكتور سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أكد أن أردوغان فى مأزق كبير بالفعل؛ حيث يحارب الأكراد فى جبهتين، الأولى بشمال سوريا، والثانية بشمال العراق، وهذه الحرب مكلفة جدا من ناحية العناصر والقوات والأسلحة، موضحا أن المأزق الذى وقع فيه أردوغان ينقسم لمحورين؛ الأول يتمثل فى المشاكل الداخلية فى تركيا وأولها خروج عناصر عدة من حزب العدالة والتنمية وبدأوا ينفضون من حوله منهم على سبيل المثال “داوود أوغلو” رئيس وزرائه السابق الذى بدأ فى تأسيس حزب جديد، أيضا على باباجان مهندس الاقتصاد التركى انفصل عن الحزب، وعبدالله جول الذى كان رئيسا للجمهورية عندما كان أردوغان رئيس وزرائها أيضا انفصل عنه، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، ومنذ عدة أيام شهدت الليرة التركية أكبر انخفاض حاد فى تاريخ تركيا، أما المحور الثانى فهو المشاكل الخارجية، التى بدأها أردوغان بالتحرش بغاز شرق المتوسط، خاصة أن كل الأبحاث والدراسات تقول إن غاز المتوسط يسير مع كل الدول إلا تركيا، فبدأ التحرش بقبرص وبدأ بإرسال سفينة تنقيب عن الغاز واضطرت للعودة إلى تركيا بعد أن قوبل بالتهديد من ألمانيا، كما بدأ أردوغان القول بأن له نصيبًا فى غاز المتوسط، وقام بترسيم حدود بحرية وهمية باطلة بين تركيا وليبيا من خلال اتفاقه مع السراج، الذى انتهت شرعية حكومته وهى حدود غير قانونية وغير دستورية؛ لأن البرلمان الليبى لم يوافق عليها، كما ورط أردوغان نفسه فى مشكلة عسكرية ثالثة، فبعد شمال سوريا وشمال العراق تورط باتفاق أمنى لا قيمة ولا شرعية له مع السراج ويدعمه بالمرتزقة.

ويضيف اللواء سمير فرج أن كل هذه المشكلات التى ورط أردوغان نفسه فيها بالمنطقة جعلته مذبذبًا، وجعلت الاتحاد الأوربى فى خطوات اتخاذ قرارات ضد تركيا وأردوغان؛ حيث قامت فرنسا بإرسال قطع بحرية لشرق المتوسط كى تمنع وصول الإمدادات والمرتزقة إلى ليبيا.. ألمانيا أيضا أرسلت قطعًا بحرية لتمنع نقل المرتزقة، لذا فهو يواجه مأزقًا حقيقيًا، ووضع نفسه فى حرب مع الجميع بدءا من جيرانه ثم دول شرق المتوسط ثم باقى الدول والجميع ضده، مما يزيد من ضعف موقفه فى ظل ضعف أو انهيار الاقتصاد التركى، فرج يرى أن احتمال افتعال أردوغان حروبًا وخوضها وارد ضمن عدة احتمالات، ولكنه احتمال صعب للغاية خاصة مع تصعيد اليونان وتشديدها على أنها لن تقبل أى مساس بحقوقها، يؤكد على ذلك قول أردوغان بأنه يريد التفاوض لترسيم الحدود وهذا مؤشر جيد، فليس من السهل أن تدخل دولة ذات اقتصاد ضعيف مثل تركيا فى حرب مع اليونان، فهى مغامرة غير مأمونة الجوانب، وندلل على ذلك بما حدث فى ليبيا، فقد قال أردوغان إنه سيدخل مدينة سرت وعندما حددت مصر أن سرت والجفرة خط أحمر تراجع على الفور؛ لأنه لن يستطيع المواجهة.

السفير على الحفنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يصف هو الآخر مأزق أردوغان بأنه مأزق ثنائى الشكل، المأزق الداخلى جاء نتيجة سوء إدارته الاقتصادية للدولة مما جعل شعبيته تتهاوى مع فقدان عدد كبير من الأتراك لوظائفهم، والأوضاع المعيشية التى يتحملها المواطنون الأتراك بصعوبة، كذلك انهيار العملة نتيجة استدانة أردوغان بكثرة لينفق على مغامراته الإقليمية والخارجية، والمعارضة التركية تكتسب أرضًا جديدة كل يوم؛ لأن مبرراتها مقنعة للشعب التركى، والمستقبل السياسى لأردوغان وحزبه فى خطر كبير، أما عن المأزق الخارجى فيقول السفير الحفنى إن أردوغان توسع فى مغامراته الخارجية بشكل كبير وجعل لتركيا أعداءً كثيرين، وأقحم جيشه فى مغامرات خارج تركيا، بعد أن سول له طموحه أن يمارس هيمنته وينشر نفوذه الشخصى الذى ينسجم مع أحلامه بشأن استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية الغابرة.

السفير الحفنى يرى أن أردوغان يدير دولته بشكل غير مسئول وفيه قدر كبير من التهور والمغامرة والاستفزاز، ما جعله فى عداء مع دول شرق المتوسط والهلال الخصيب والشرق الأدنى وشمال إفريقيا وجنوب أوربا، وسياسته لن يكتب لها الاستمرارية أو النجاح، خاصة أنه لا يملك الإمكانات التى تساعده وخزائن قطر لن تظل مفتوحة له لفترة طويلة؛ لأن قطر نفسها تخضع لضغوط شديدة لدورها المشبوه فى دعم المنظمات الإرهابية حول العالم، رغم ذلك سيظل أردوغان معتمدا على أسلوب المافيا والعصابات الدولية فى ابتزاز العدو والصديق، ولا يسهم بأى دور بناء فى أى نقطة نزاع بالمنطقة، بل يزيدها تعقيدا، ويقضى على فرص تسوية هذه النزاعات بشكل سياسى كسوريا والعراق وليبيا من خلال إرسال المرتزقة ودعم الإرهابيين بالسلاح، مما يضر بدول الجوار أيضا.

السفير الحفنى يوضح أيضا أن متابعة شخصية أردوغان تؤكد أنه مراوغ من الدرجة الأولى ومن خلال مراوغاته استطاع الحصول على مليارات الدولارات، وغالبا لا يصدق فى أى وعود أو تعهدات، ويضيف السفير الحفنى أن أردوغان يتزعم التنظيم الدولى للإخوان الإرهابية الذى صنعته أجهزته مخابرات أجنبية، ولن يتخلى عن هذه الزعامة، وسيحاول الاستمرار فيها لأطول فترة ممكنة حتى مع أفول نجم هذا التنظيم فى المنطقة، وسيحاول توظيفهم بما يخدم مصالحه، وإذا تخلى عن الإخوان سيكون هناك بديل يغنيه عن الاستمرار فى هذه المسرحية ويحقق له مكاسب أكبر ببيع الوهم للشباب والمخابرات الأجنبية وتنفيذ مخططات شيطانية تديرها بعض أجهزة المخابرات التى مازالت ترى أن التيار الدينى كارت مازال يمكن اللعب به بما يخدم مصالحهم.

الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، يؤكد أن الخيارات الموجودة أمام الرئيس التركى كلها خيارات صفرية لأنها بدأت تضيق حوله، لذا يلجأ الآن إلى محاولة طرح وإعادة تقديم نفسه بصورة أو بأخرى وهذا مرتبط بعدة أمور أولها فشله فى إدارة الصراعات داخل الإقليم وعدم تحقيق مكاسب يقنع بها الرأى العام التركى أنه حقق أى نجاح يذكر، فمثلا لم ينجز شيئا فى ليبيا ويتحرك فى إطار من المراوغات، كما فشل فى إنشاء قاعدة عسكرية كاملة هناك خاصة بعدما حددت مصر خطوطًا حمراء مباشرة فى هذا السياق، وفى الملف السورى توقفت الأهداف التركية عند حدود إدلب واللاذقية وبالتالى لم يحقق نجاحًا حقيقيًا هناك أيضا، وتحرك فى مناطق أخرى كالعراق التى اغتال عددًا من قيادات جيشها، لكن لم ينجح فى تحريك المشهد العراقى بصورة كبيرة، أما المعركة الكبرى التى أثبتت فشله فيها، فهى منطقة شرق المتوسط التى لها حسابات وخيارات كثيرة ولا يملك فيها أردوغان اتخاذ أى قرار فهو لا يعترف بقبرص ومع ذلك يريد التفاوض مع الدول الأوربية بشأنها، كما عرض الدخول فى منتدى غاز المتوسط وقوبل بالرفض من قبل الأطراف المعنية، رفض الاتفاق اليونانى الإيطالى ثم عاد للتحرش باليونان وهو تحرش له تبعاته، خاصة أن الاتحاد الأوربى لن يترك له الأمر بالصورة التى يتوقعها وهذا الملف تحديدا له حسابات وأوراق مختلفة سيكون لها تبعات أخرى، وهو ملم بحالة فشله الكبير فى شرق المتوسط لذا يسعى لأساليب أخرى، حتى إنه يسعى للتفاوض مع إسرائيل ويضغط على السلطة الفلسطينية لترسيم حدود معه، وحركات أردوغان كلها تنتهى بالفشل؛ لأنه يتحرك من منطق المصلحة وتحقيق الأطماع الشخصية دون مراعاة لمصالح الأطراف الأخرى، وفى تقديرى أن المأزق الأكبر الذى يواجهه أردوغان خارجيا يرتبط بعدم وضوح الرؤية ودخوله فى مرحلة كل المشاكل مع كل دول الإقليم، حتى إنه لم يحقق تطورا مع الدول التى دخلها بالملف الاقتصادى كتونس والجزائر، فالمأزق الدولى والإقليمى الكبير الذى وقع فيه أردوغان مرتبط بأزمة فى الداخل التركى بانشقاقات حزب العدالة والتنمية والأحزاب التى سيكون لها تأثير كبير على مسار حزب العدالة والتنمية فى الفترة المقبلة، بالإضافة إلى تردى الوضع الاقتصادى وهو أخطر ما يهدده داخليا؛ لأن أردوغان كان يتحدث دائمًا عن نجاح الدولة التركية فى تحقيق معدلات كبيرة الأمر الذى ثبت زيفه، وفى ظل المطالبات بإجراء انتخابات مبكرة يعانى أردوغان من عدم وجود مؤيدين ومساندين له، لذا من المتوقع وجود رد فعل كبير ومشكلة هيكلية كبيرة فى السياسة التركية، ورغم المسارات المتعددة للمأزق الأردوغانى داخليا وخارجيا، لا يقدم أردوغان حلولًا ناجحة للخروج من الأزمة، بل على العكس فحلوله التقليدية سيكون لها نتائج سلبية فى الفترة القادمة، خاصة أن الداخل التركى فى حالة من الغليان ويحتاج إلى ساسة جدد.

فهمى يرى أن الإخوان الإرهابيين أصبحوا ورقة محروقة انتهى توظيفها بالنسبة لأردوغان، وهم أيضا لديهم فزع كبير، فمن الوارد جدا أن يضحى أردوغان بالإخوان ويذهبوا إلى دولة قطر أو ماليزيا أو السودان والجزائر، ونحن أمام مفترق طرق مرتبط بدعم أردوغان لجماعة الإخوان فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تعانيها تركيا فى ظل أنصاف الحلول وأشباه القيادات.

فهمى يرى أن الإخوان الإرهابيين أصبحوا ورقة محروقة انتهى توظيفها بالنسبة لأردوغان، وهم أيضا لديهم فزع كبير، فمن الوارد جدا أن يضحى أردوغان بالإخوان ويذهبوا إلى دولة قطر أو ماليزيا أو السودان والجزائر، ونحن أمام مفترق طرق مرتبط بدعم أردوغان لجماعة الإخوان فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تعانيها تركيا فى ظل أنصاف الحلول وأشباه القيادات، وهكذا تكشف الأقلام عن واقع انهيار أردوغان القريب.

شارك