"الوحدة 121" ... تفاصيل فرقة الموت التابعة لحزب الله
الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 03:17 م
طباعة
علي رجب
يمتلك حزب الله فريقا متعدد المهام، واهمهما عملية اغتيال الخصوم والذين يشكلون خطرا على مخططات ومصالح الحزب وايران في لبنان والمنطقة، والعالم.
ومع استدال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحقيقًا استمر 11 عامًا، الستار على محاكمة المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بإدانة سليم عياش (56 عامًا)، وهو عميل تابع لمليشيا حزب الله، والمتعاون في عملية الاغتيال، كشف مسؤولون أمنيون عن معلومات أن الشخص المدان في حادث اغتيال رفيق الحريري كان جزءًا من فرقة اغتيال نفذت أربعة عمليات مشابهة على الأقل بأوامر من قادة حزب الله.
وقد أدين عياش، الذي لم يعرف مكان وجوده علناً، غيابياً، من قبل المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة دولية، تتخذ من هولندا مقراً لها، أنشئت للتحقيق في قضية مقتل رئيس الوزراء. وقد نفى حزب الله مسؤوليته عن مقتل الحريري.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلًا عن المسؤولين السابقين والحاليين، ذكرت أن فرقة الاغتيال المعروفة باسم "الوحدة 121" تهيمن عليها قيادة حزب الله وكانت نشطة بالفعل لسنوات تحت هويات مختلفة عندما فجر العملاء في 14 فبراير/شباط عام 2005 قنبلة في حادث أسفر عن مقتل الحريري و21 آخرين في بيروت.
تقرير الصحيفة الأمريكية اوضح أن التفاصيل بشأن فرقة الاغتيال التي لاتزال نشطة قدمها مسؤولي أمن سابقين وحاليين من الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية وشرق أوسطية تحدثوا شريطة عدم كشف هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسية بشأن عملية الاغتيال وتداعياته.
وأوضح هؤلاء أن كافة المعطيات التي جمعت خلال التحقيق في قضية الحريري أكدت وجود وحدة تصفيات أو خلية اغتيالات تابعة للحزب وتأتمر بأوامر زعيمه حسن نصرالله، وقد نفذت تلك الخلية التي تعرف بالوحدة 121 خلال السنوات الماضية سلسلة استهدافات عبر سيارات مفخخة.
كما أشار أحد المسؤولين الأمنيين ممن التقتهم الصحيفة الأمريكية إلى أن تلك الوحدة السرية تضم عشرات العناصر الناشطين الذين يعملون بشكل منفصل عن بقية نشاطات الحزب ويتلقون أوامرهم مباشرة من نصر الله، مضيفا أنه من بين تلك المجموعة الصغيرة لقادة حزب الله المتورطين في عمليات الاغتيال، مصطفى بدر الدين، الذي قتل في سوريا عام 2016، والذي ورد اسمه أيضا بصفته العقل المدبر لاغتيال الحريري ضمن ملفات المحكمة الدولية.
وقال مسؤولان أمريكان سابقان إنه تم إطلاع أعضاء المحكمة على تقييمات استخباراتية خاصة، على الرغم من أنه لا يمكن نشر هذه المواد للعامة بسبب مخاوف من الكشف عن مصادر سرية وأساليب جمع المعلومات الاستخبارية.
وقال المسؤولون إنه بالرغم من تغير تركيبة فرقة الاغتيال، إلا أن الخيط المشترك هو مشاركة عياش، واحد من بين الأربعة المتهمين في قضية الحريري، والذي أصبح لاحقا قائدا للوحدة 121.
وقد ارتبط فريق الاغتيالات، الذي لم يكن معروفاً من قبل بقتل شخصيات سياسية وعسكرية، وكلها تحت إشراف حزب الله، وفقاً لمسؤولين لديهم معلومات استخباراتية حساسة للغاية عن الجماعة المسلحة وعملياتها.
وقال المسؤول إن وحدة الاغتيال مسؤولة عن مقتل كل من "وسام عيد، وهو محقق لبناني في عملية اغتيال الحريري ووسام الحسن وهو مدير عام قوى الأمن الداخلي، والعميد في الجيش اللبناني، فرانسوا الحاج، ومحمد شطح وهو خبير اقتصادي (وزير سابق)". وقد قُتل الجميع بالسيارات المفخخة في هجمات بين عامي 2007 و2013.
النائب الللبناني السابق فارس سعيد، علق على تقرير واشنطن بوست، قائلا على حسابه عبر "تويتر"، كاتِبًا: "وفقاً لـ Washington post، ينتمي سليم عيّاش الى"وحدة 121"، مدّربة لتنفيذ عمليات اغتيال وأوامرها من قيادة حزب الله"، لافِتًا إلى أنّها "قتلت فرنسوا الحاج، محمد شطح، وسام الحسن، ورفيق الحريري".
ونقلت الصحيفة عن ماثيو ليفيت، المحلل السابق لمكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة ومؤلف كتاب عن العمليات الإرهابية لحزب الله، إن "الجماعة لديها صناع قنابل من ذوي الخبرة العالية وهيكل قيادة معقد يهدف إلى عزل كبار المسؤولين عن اللوم".
وقال ليفيت "لقد خصص حزب الله وحدات متخصصة لمهام فريدة، بعضها محدد بفترة زمنية زمنياً والبعض الآخر يتعلق بنوع معين من التكليفات ووحدة الاغتيالات السياسية التابعة لحزب الله هي مثال على ذلك".
وقد أعرب العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين ومحلّل "حزب الله" عن خشيتهم من أن يشعر قادة "الجماعة" بالجرأة على تنفيذ هجمات جديدة تستهدف القادة السياسيين والخصوم المتصوّرون في لبنان وربما خارجه.
وقال المحللون ان الدافع لاسكات المنتقدين اللبنانيين للجماعة ربما يكون أقوى الآن وسط الاضطرابات السياسية التي أعقبت الانفجار الهائل الذي وقع فى ميناء بيروت وأسفر عن مصرع ما يقرب من 200 شخص وتدمير عشرات المباني.
وقال روبرت باير، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية إن "أي شخص يحاول الربط بين حزب الله والانفجار سيكون مستهدفا".