"البيدجا".. عميل أردوغان في ليبيا يحرض ضد متظاهري طرابلس
الجمعة 28/أغسطس/2020 - 05:32 م
طباعة
أميرة الشريف
هاجم مهرب البشر والوقود المُعاقب دوليًا، الميليشياوي عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ"البيدجا"، المتظاهرين في طرابلس والمنطقة الغربية، قائلاً: الأتراك أسيادهم، واصفًا المرتزقة السوريين بـالتريس، مؤكدًا أن آمر ميليشيا المرسي وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا يريد الانقلاب على رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
وانتقد البيدجا، في مقطع فيديو تم تداوله علي نظاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التظاهرات المنتشرة في ليبيا، متسائلاً: ما الذي يريدون أن يصلوا إليه؟ ومن المُستهدف من المظاهرات هل هو السراج؟.
وطالب البيدجا، هيثم التاجوري، آمر مليشيا ثوار طرابلس بالنزول إلى ليبيا لأنها على حد وصفه مقلوبة، وطالبه بأن يكون إلى جانب السراج، قائلاً للمعترضين على وجود الأتراك: الأتراك أسيادك، وأن من يسب الأتراك والسوريين يسب فيه وفي غيره.
والبيدجا هو أكبر تجار البشر والوقود في مدينة الزاوية الليبية، من مواليد 1990 ، ضابط برتبة ملازم كلفته حكومة الوفاق برئاسة جهاز خفر السواحل في المنطقة الغربية، وفرضت عليه عقوبات بحسب قرار مجلس الأمن في يونيو 2018 لضلوعه في تجارة البشر عبر الحدود الليبية من أفريقيا إلى أوروبا.
كما يعتبر البيدجا الذراع القوي الذي يستخدمه أردوغان في التحريض ضد الجيش الوطني الليبي والإشادة بالسراج بشكل مستمر، فهو عميل تركيا في ليبيا.
ويعد البيدجا هو الذراع الأيمن لـ محمد كشلاف الشهير بـ القصب من أكبر مهربي الوقود والهجرة غير شرعية وتاجر مخدرات وصدر فيه أيضا قرار عقوبات من مجلس الأمن.
ظهر في أبريل 2019 في أحد محاور طرابلس عقب اندلاع معارك تطهير العاصمة من الميليشيات والإرهابيين مهددًا ومتوعدًا القوات المسلحة.
والبيدجا هو مطلوب القبض عليه لدى النائب العام في طرابلس حسب ادعاء وزارة الداخلية في حكومة الوفاق في أكتوبر 2019.
واستنكر البيدجا، كون التظاهرات ضد تواجد الأتراك والسوريين في ليبيا مدافعًا عن ذلك بأنهم كانوا يحاربون بجانب قوات بركان الغضب، مضيفًا أن من حق المرتزقة السوريين الأموال التي تُصرف لهم بالدولار لأنهم كانوا يحاربون قائلاً: كانوا يحمون أمي وأختك أو أخت ذاك” واصفهم المرتزقة بأنهم تريس، مُطالبا أن يقال كلمة حق في ذلك.
ووجه حديثه إلى الجموع التي خرجت في التظاهرات وما إذا كانت ضد السراج الذي اتهمته بكل التهم واصفا إياه بالمسكين، وأضاف أن الغرض من تلك المظاهرات واضح وهو الانقلاب”، قائلاً: المتظاهرون خرجوا ليهرجوا، وخارجين إلى ميدان طرابلس بدون علم استقلال، حسب تعبيره.
وقال إن هناك من دفع دم أخواته من المشاركين في عملية بركان الغضب وأن هناك أمهات أصيب أبنائهم وأخريات مات لهم ابن أو أكثر وأن الاعتقاد بأن السراج يمكن أن يتغير أو غيره فهذا صعب، مشددًا على أن 17 فبراير لن تتغير مُذكرًا الثوار بيوم 4 الطير 2019م بداية الحرب على طرابلس قائلا: هل تتبلوا على السراج أو البركان؟.
وأبدى البيدجا غضبه من أن مليشيات ثوار طرابلس وغنيوة والنواصي والردع لم تتحرك بالشكل المطلوب من وجهه نظره، قائلاً” كله شايف الغلط أمامه وساكت.
ووجه البيدجا حديثه إلى باشاغا، مؤكدًا أنه يقود وزارة الداخلية لكن لن يُسمح له بعمل انقلاب ضد السراج، مستنكرًا عدم رفع ما أسماه بـ”علم الاستقلال في طرابلس رغم أن هناك من ضحى، قائلاً: ويقولون الشرطة مع الشعب!، لافتًا إلى أن وراء ذلك انقلاب ضد السراج وبركان الغضب و17 فبراير، مُشددًا على أنه لن يتم تنحيه السراج وهناك من يدعمه ممن ضحوا في عملية بركان الغضب وخرجوا بإعاقات وفقدوا أيديهم وأرجلهم فيها، قائلاً: السراج رجل بارك الله فيه وقف مع البلاد والوطن.
واختتم قائلا: 17 فبراير باقية وتتمدد، فالناس أعطت لها الدم، وعلى النواصي أن تخرج كلها، فالناس ترى أننا مليشيات وهناك انقلاب عليكم و17 فبراير تتنحى، حسب قوله.
وعلى مدار اليومين الماضيين، اعتقلت ميليشيا النواصي، عددًا من منظمي حراك طرابلس، من بينهم مهند إبراهيم الكوافي، وناصر الزياني، والصادق الزياني، والأخوين محمود ومحمد القمودي، وتم نقلهم جميعًا لجهة مجهولة.
كما أطلقت ميليشيا النواصي التي يقودها مصطفى قدور، الرصاص الحي وبشكل عشوائي على المتظاهرين العزل والأبرياء في الساحة الخضراء ما أدى إلى سقوط جرحى، الأحد الماضي، في صفوف المتظاهرين الذين يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الخدمات.
وفي تجدد لموجة الغضب التي تحتاج مدنا عدة غربي ليبيا، دعا ناشطون إلى تظاهرات جديدة في طرابلس، الجمعة، تحت عنوان مليونية "إسقاط السراج" ، تحدى المتظاهرون حظر التجول الذي أعلنته حكومة السراج بسبب فيروس كورونا، ليصعدوا احتجاجهم على تدهور الأوضاع المعيشية، ورصد شهود عيان انتشارا مكثفا لعربات عسكرية تابعة للميليشيات الموالية لحكومة السراج بميدان الشهداء في طرابلس، قبيل انطلاق المظاهرات، وقالوا إنها تحمل مدافع رشاشة.
وقال نشطاء ليبيون إن زعماء كتيبة النواصي التابعة لميليشيات طرابلس "اتصلوا بنا وخيرونا بين البقاء في بيوتنا أو مواجهة موت محتم".
ومنذ الأحد الماضي، تتواصل المظاهرات المعارضة لحكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس، كما أن هذا التصعيد ينبئ بتصاعد الخلاف بين السراج وفتحي باشا أغا، الذي توعد باستخدام القوة ضد الميليشيات المسلحة التي أشار إلى تبعيتها للسراج، في حال تعرضها للمتظاهرين.