مزاعم الـ"بي بي سي" حول تدخل الإمارات عسكريا في ليبيا تكشف حقيقة تبعيتها للإخوان
الجمعة 28/أغسطس/2020 - 06:57 م
طباعة
أميرة الشريف
في الوقت الذي نفت فيه دولة الإمارات، ملكيتها لأي أسلحة تم العثور عليها في ليبيا، مؤكدة التزامها بالقرارات الدولية في هذا الصدد ورفضها القاطع بالتدخل العسكري في ليبيا، تزعم هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أحد أكبر الشبكات الإخبارية في العالم والداعم الأول لتنظيم الإخوان الإرهابي، بأن الإمارات استهدفت قاعدة عسكرية "كلية العسكرية" التابعة لميليشيات طرابلس في يناير 2020، والذي أدي إلي مقتل 26 طالبًا عبر طائرة مسيرة من طراز وينج لوونج وصواريخ جو أرض صيني.
وأكدت إدارة التعاون والأمن الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، مرارا وتكرارا علي التزام الإمارات الكامل بقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و1973 بشأن العقوبات وحظر السلاح، مشددة على التزامها بالتعاون الكامل مع لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة.
وحثت الإمارات على خفض التصعيد وإعادة الانخراط في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وتُصر شبكة "بي بي سي" علي الترويج للمشروع الإخواني عبر منصاتها الإعلامية وتأييد المشروع التركي في ليبيا عبر الأكاذيب التي تروجها ضد الإمارات وغيرها من الدول العربية، حيث نفت الإمارات مرارا وتكرارا ملكية الأسلحة الأميركية التي عثر عليها في مخازن بالعاصمة الليبية طرابلس.
وفي هذا الصدد، كان قد علق مدير إدارة التوجيه المعنوى للقيادة العامة العميد خالد المحجوب، في تصريح سابق له على استهداف الكلية الحربية من قبل المليشيات، وكيف تم لصق التهمة لقوات الجيش الليبي، بأن ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية تعتمد على العمل الإعلامى وتأجيج الأحداث لصالحها والتلاعب وتزوير الحقائق ضد قوات الجيش الليبى.
وأوضح المحجوب، أن مثل هذه الأعمال التي تستهدف مؤسسات الجيش العسكرية والشبه العسكرية، هي أعمال داعشية، مثلما حدث في مدينة زليتن، وتفجير كلية براك الشاطى وغيرها، وأنها أقرب إليه للعمل الانتحارى، لافتًا إلى أن ما حدث أمس في طرابلس ليست المرة الأولى التي يقوم بها مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية بهذا الفعل الخسيس.
وطالب المحجوب، كافة الإعلاميين بتكثيف جهودهم بالتصدى لمثل هذه الشائعات، قائلًا إن "الميليشيات ليس لديها مشكلة فى التلاعب بالحقيقة فهم زمرة سارقة مال ومهربة وقود ومهرب بشر وسلاح ويمارس فى الجريمة فلا نتوقع منهم قول الحقيقة أو إعلانها".
وجدد العميد نفيه للاتهامات التي طالت قوات الجيش الليبى بدعم إماراتي، بشأن استهداف الكلية الحربية فى الهضبة (جنوبى طرابلس).
واتهم المحجوب، مجموعة تابعة للإرهابي غنيوة الككلي الموالى لميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا، وحملهم المسؤولية عن الهجوم، وأن الإمارات بريئة تمامًا من تلك الاتهامات التي من شأنها تشويه الجيش الليبى.
وتريد تركيا جعل ليبيا مركزا للمجاهدين لشن هجمات على الإمارات ومصر وغيرهم من الدول الداعمة للجيش الوطني الليبي ضد ميليشيات السراج، حيث اعتاد الرئيس التركي أردوغان إلقاء التهم علي دولة الإمارات ليتملص من جرائمة في ليبيا، وفي تصريح سابق اشتدت وتيرة تبادل التصريحات في الأيام القليلة الماضية بشأن العلاقات بين الإمارات وتركيا، حيث جدد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، هجومه على الإمارات وما وصفه بـ"الموقف العدائي الذي تسلكه وتبنيها سياسة ضد تركيا في كل الأصعدة" حسب قوله، وهو ما يؤكد المخططات التي تتبعها تركيا لتورط الإمارات في ألاعيبها القذرة بليبيا.
وجاء ذلك في مقال لأقطاي بصحيفة يني شفق التركية، بعنوان "صداقة الإمارات أخطر من عداوتها"، حيث زعم فيه أن "لا أحد يجهل الموقف العدائي الذي تسلكه الإمارات ضد تركيا، حيث تتبنى الإمارات سياسة ضد تركيا في كل الأصعدة، ظانة أنها تحاول قطع الطريق أمامها. وبالطبع نحن لا نتحدث عن منافسة ضمن قواعد مشروعية وحدود مضبوطة، بل نتحدث عن عداء لا يمت للأخلاق بصلة ولا يعترف بقواعد، يقوم على الدسائس والألاعيب والحملات الممنهجة. بينما تركيا طالما تحاول عبر سياساتها الأكثر إنسانية وإيجابية، أن تكبح جماح هذه التحركات اللاأخلاقية وغير القانوني، حسب مزاعمه.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش كان قد عقّب في تغريدة سابقة على تصريحات "استفزازية" لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قال: "التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده. منطق الباب العالي والدولة العليّا وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي. فالعلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية في هذا الزمن، والأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي".
وقالت الإمارات في رسالة إلى مجلس الأمن، إن تركيا تسعى لزرع الفوضى في العالم العربي، وعملياتها العسكرية في سوريا تعد انتهاكا للقانون الدولي، وجاءت الرسالة الإماراتية ردا على رسالة تركيا التي سلمتها إلى مجلس الأمن الشهر الماضي.
واعتبرت الإمارات رسالة تركيا "محاولة لتحويل الانتباه عن تصرفاتها الخطيرة، وانتهاج سياسة عدوانية"، مشيرة إلى أن "تركيا نقطة وصول وعبور لمقاتلي داعش إلى أفغانستان وآسيا الوسطى".
وتابعت أن "تركيا تهدد باستخدام المهاجرين لتعزيز أهدافها التي تتسم بجنون العظمة".
وكانت تركيا قالت في رسالتها إن "السياسات التخريبية للإمارات لقمع الحركات الديمقراطية في المنطقة، والسعي للسيطرة على المنطقة، تسببت في مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص في اليمن".
وتزايد التوتر مؤخرا بين الإمارات وتركيا، خصوصا بعد أن قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن "أبوظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسوريا".
ويري مراقبون أن شبكة bbc تستعين بعناصر إخوانية في الإعلام لديها للترويج لأهداف التنظيم عبر دعم الدول الراعية للإرهاب وتنظيم الإخوان كتركيا وقطر ومهاجمة الدول العربية وعلي رأسهم الإمارات ومصر والسعودية وغيرهم من رافضي التدخلات العسكرية في ليبيا، حيث أن تاريخ علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بالإذاعة البريطانية، ظهرت سنة 1928 عندما أرادت بريطانيا تكوين كيان يقوم بالوكالة عنها في تفكيك العلاقة الانتمائية بين المواطن ووطنه وتزييف وعي المواطن عن المواطنة والوطن وتحريضه على تدمير وطنه بيده وكلفت (حسن البنا) بتأسيس كيان بغلاف إسلامى وقام حسن البنا بتأسيس تنظيم الإخوان كان لابد من تسويق هذا الكيان عبر وسيلة ومنصة إعلامية عابرة للقارات وكانت محطة البي بي سي هي المرشح الاقوى في ذلك التوقيت وبعد ذلك كان لا بد من تاسيس منصة اقليمية لديها نفس ثقافة المنطقة وعادتها وتقاليده لكي يسهل عليها اختراق عقل ووجدان المواطن العربي".