وفاة إيبرو تيمتيك.. الموت يسكن سجون أردوغان
على وقع القنابل المسيل للدموع ومطاردت الشرطة لمئات المشيعين،
دفنت المحامية العلوية التركية، إيبرو تيمتيك، التي توفيت بعد إضراب عن الطعام في
سجون نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد إضراب طويل عن الطعام دام 238 يوماً
احتجاجاً على الحكم بإدانتها بتهم مرتبطة بالإرهاب، لتفضح جرام الخليفة العثماني
بحق شباب الشعب التركي الذي يقتل في سجون الخليفة.
المحامية إيبرو تيمتيك
وزميلها أيتاك أونسال المضرب عن الطعام في السجن أيضاً، عضوين في رابطة المحامين المعاصرين
المتخصصة بالدفاع عن القضايا الحساسة سياسياً. وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط
بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة "جبهة/حزب التحرير الشعبي الثوري"
التي نفذت اعتداءات وتعتبرها أنقرة ودول غربية "إرهابية".
وتم القبض على تيمتيك في
عام 2017 بتهم تتعلق بالإرهاب تتعلق بعملائها الذين واجهوا تهماً مماثلة بشأن عضويتهم
في حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري المحظور (DHKP-C). وحُكم عليها بالسجن 13 عامًا وستة أشهر في عام
2019.
وحكم على تيمتيك، التي كانت موقوفة منذ سبتمبر 2018، بالسجن 13 عاماً بعد
إدانتها وبدأت في فبراير إضرابا عن الطعام للمطالبة بمحاكمة عادلة. وكانت تيمتيك محتجزة
في سجن سيليفري، وهو مجمع سجون ومحاكم ضخم على أطراف إسطنبول.
وقال نائب حزب الشعوب الديمقراطي
المؤيد للأكراد الدكتور عمر فاروق جَرْجَرلي أوغلو في تدوينة صوتية: "كان الجميع
يعلم أنها كانت تسير نحو وفاتها منذ أن بدأت إضرابها عن الطعام". "لمدة
238 يومًا، أهملوا صيحاتنا."
قال جَرْجَرلي أوغلو إن
تيمتيك لم تكن تريد أن تموت. لكن سلطات الدولة التركية تجاهلتها. وقد أثارت قضية تيمتيك
مخاوف بين المنظمات القانونية الدولية بشأن نزاهة واستقلالية المحاكمة.
وفقًا لـجمعية المحامين
التقدميين، القضية التي تمت فيها محاكمة تيمتيك وأونسال و16 محاميًا آخرين من الجمعية
كانت بسبب أدلة مزورة وغير مقبولة.
كذلك كتب النائب عن حزب
الشعوب الديمقراطي غارو بايلان على تويتر "إيبرو تيمتيك ذبحت على أيدي الطغاة
في السلطة!".
وقال سيزغين تانريكولو
النائب عن حزب الشعب الجمهوري (الاشتراكي الديموقراطي) في تغريدة "إيبرو تيمتيك
أرسلت إلى الموت أمام أعيننا"، مضيفا "خسرناها بسبب الضمير الأعمى للقضاء
والسياسات. كانت رغبتها الوحيدة محاكمة عادلة ونزيهة".
سلخانة أردوغان
وفاة المحامية إيبرو تيمتيك،
يعد لمراقبون الاوضاع داخل السجون التركية، وما يتحمله سجون اردوغان من قتل وموت
للمعتقلين، قالت مؤسسة "التضامن مع الآخرين" الحقوقية في العاصمة البلجيكية
بروكسل، أن نسبة تعذيب المعتقلين في سجون النظام التركي بلغت 83%، وذلك من خلال نتائج
استطلاع للرأي أجرته حول "توثيق التعذيب الممنهج داخل السجون في تركيا" بمشاركة
موقوفين ومعتقلين.
وأوضحت المؤسسة أن استطلاع
الرأي أجري بمشاركة 938 شخصًا ألقي القبض عليهم أو اعتقلوا في تركيا، ووجهت لهم أسئلة
عما إذا كانوا تعرضوا للتعذيب أو المعاملة السيئة بشكل ممنهج، وما إذا كانوا قد تقدَّموا
بالشكاوى اللازمة أو لا، بحسب موقع "تركيا الآن".
وبيّنت النتائج أن 83%
من المشاركين تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة خلال إلقاء القبض عليهم، بينما أوضح
47% من المشاركين أنهم تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة داخل السجن.
موقع "نورديك مونيتور"
الأوروبي –مقره السويد-، كشف عن تعذيب ممنهج داخل سجون أردوغان، ولعل آخرها ما كشفتها
الوثائق السرية التي تم تسريبها حول تعرض ضابطة في الجيش التركي للاغتصاب من قبل الشرطة
التركية أثناء احتجازها، واضطرت إلى إجهاض الحمل، وذلك وفقًا لشهادة الملازم
"عبدالوهاب بيرك" أمام لجنة قضاة في محكمة أنقرة، مشيرًا إلى تعرض ضحية آخر
إلى الاغتصاب بشكل متكرر من قبل الشرطة.
الموقع اشار الى ان النظام
التركي، انتهج نفس سياسات تنظيم "داعش" في معاملة المعتقلين والسجناء، مما
يؤكد أنهما ينتهجان نفس الأفكار وأكبر دليل على ذلك شهادات الناجين من جحيم أردوغان،
أنهم كانوا يسمعون من الضباط كلمات مثل:"ممتلكاتك هي غنائمنا.. زوجاتك.. بناتك
أيضًا زوجاتنا.. أخلع خواتم الزفاف الخاصة بك"، وهي نفس المصطلحات والألفاظ التي
يتشدق بها تنظيم داعش الإرهابي.
موت جماعي
الأمر لا يتوقف عن
التعذيب في سلخانة وسجون أردوغان تحمل الموت للمعتقلين، فتحت عنوان "حالات الموت والانتحار المشبوهة
في تركيا"، رصد مركز ستوكهولم للحرية (حقوقي غير حكومي مقره السويد)، ارتفاع عدد
الوفيات المشبوهة في السجون ومراكز الاحتجاز التركية إلى 120 شخصا خلال العامين الأخيرين.
وأوضح أن السلطات التركية
تمارس التعذيب وسوء المعاملة رغم إعلانها أنها حالات انتحار دون أي تحقيق مستقل وفعال.
وأشار إلى وقوع حالات قتل
مشبوهة كذلك خارج جدران السجن، وسط ضغوط نفسية، وتهديدات بالسجن الوشيك والتعذيب، وأحيانا
عقب إطلاق سراح المشتبه بهم أو قبيل احتجازهم.
سجلت أعداد السجون في فترة
حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ارتفاعاً ملحوظاً، إذ تم افتتاح 200 سجن، فيما
اقترب عدد السجناء من 300 ألف سجين.
وكشفت المديرية العامة
للعقوبات ومراكز الاحتجاز التابعة لوزارة العدل التركية، الأربعاء، افتتاح 196 سجناً
خلال 14 عاماً ممتدة من 2006 حتى 2020، بحسب تقرير لموقع بولد ميديا.
وتقارب نسبة السجناء السياسيين
في تركيا 17% من إجمالي عدد السجناء المعتقلين بجرائم سياسية في تركيا، منذ مسرحية
الانقلاب التي وقعت منتصف عام 2016، وتقول تقارير إن عدد المتهمين بالمشاركة في الانقلاب
بلغ 50 ألفاً.
وأصبحت السجون التركية
مكتظة بالأمهات والحوامل والأطفال؛ حيث أشارت تقارير حقوقية سابقة إلى أنه يوجد 17
ألف أم و700 طفل داخل السجون التركية، انه الوجه الاخر لأقونة الإخوان.