استهداف الجيش السوري في دير الزور.. داعش ذراع أردوغان الارهابي الحاسم في سوريا
السبت 29/أغسطس/2020 - 03:11 م
طباعة
علي رجب
تشير العديد من التقارير الاستخباراتية التي تم تداولها عبر وسائل الاعلام عن علاقة الجماعات الارهابية بالاستخبارات التركية ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان، هذه العلاقة التي توظف فيها حكومة العدالة والتنمية، الجماعات الارهابية و"اتراك الخارج" لتنفيذ التمدد والنفوذ التركي بالدول المستهدفة، وتشكل سوريا احدي ابرز هذه الدول عبر استخدام "داعش" و"جبهة النصرة" وتنظيم الاخوان وكذلك "اتراك سوريا" في التمدد وقطم الاراضي السورية.
وخلال الأيام الماضية، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اشتباكات عنيفة تشهدها محاور بريف دير الزور الغربي ضمن البادية السورية، بين قوات الجيش السوري والجكاعات المسلحة الموالية لها من جهة، وعناصر من تنظيم “داعش” من جهة أخرى، تترافق مع قصف واستهدافات متبادلة بين الجانبين.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن عناصر ميليشيا “لواء القدس الفلسطيني” وقوات “الدفاع الوطني”، كانوا قد توجهوا إلى منطقة جويف في بادية الميادين، اليوم، من أجل تمشيطها من عناصر تنظيم “داعش”، قبل فقدان الاتصال مع عناصر المجموعة.
المرصد السوري وثق ، مقتل 6 عناصر من “المخابرات العسكرية” السورية، جراء استهداف آلياتهم من قبل عناصر تابعة لتنظيم “داعش” بالأسلحة الرشاشة، على طريق دير الزور – الميادين.
هجمات "داعش" واستهداف الجيش السوري في تدير الزور، تعد ورقة في يد الاستخبارات التركية لوقف اي عمليات عسكرية يشنها الجيش السوري لتطهير إدلب من الجماعات الارهابية، فتعد إدلب مقر الابرز للجماعات الارهابية كما تشكل فيها الجماعات الموالية لتركيا حكومة انقاذ، تديرها تركيها عبر هيئة تحرير الشام بقيادة جبهة النصرة والارهابي المطلوب دوليا أبو محمد الجولاني.
وقد فضحت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية في تقرير سرّي، بتاريخ يونيو 2016، العلاقة بين تركيا وقطر دعمتا جبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة في سوريا-، وقا لموقع نورديك مونيتور، السويدي المتخصص في الشؤون المخابراتية.
وكشفت الوثيقة التنسيق المتبادل بين المخابرات التركية والجماعات المتطرّفة في سوريا، وبخاصة تنظيم داعش، وجبهة النصرة. احتوت الوثيقة على سرد مفصّل لحالة المقاتلين الرئيسيين في سوريا مع جبهة النصرة التي تضم ما يصل إلى 10.400 مقاتل.
وأشار تقرير موقع نورديك مونيتور إلى أن النصرة حافظت على توريد المعدات وشبكة تسهيل قوية للحفاظ على الإمدادات والذخيرة وتدفقات الأسلحة. ولفت الانتباه إلى تعاونها مع جماعات المعارضة وكيف تكيّفت مع تحديات المشاركة في المعارك الرئيسية ضد النظام السوري.
لكن الوثيقة لفتت إلى أن العلاقة الأوثق كانت بين تركيا وداعش. وتؤكد هذه الوثيقة ما جاء في تقرير سابق لأجهزة الاستخبارات الهولندية كشف عن استخدام داعش الأراضي التركية كقاعدة إستراتيجية لتدريب عناصره، بالإضافة إلى عبور الآلاف من التابعين لداعش إلى سوريا وأوروبا.
ومن بين التفاصيل المذكورة أن عناصر من جهاز المخابرات التركية كانت تجتمع مع داعش بشكل دوري، ويتم خلال اللقاء نقل توصيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التنظيم. وأكّدت تقارير عديدة هذه التفاصيل. لكن اللافت في الوثيقة التي نشرها موقع نورديك مونيتور هو خارطة الانتشار الجغرافي لداعش في شمال غرب سوريا، والذي كان يتم بمتابعة تركية دقيقة.
ويشير المحققون إلى أن المخابرات التركية استخدمت العديد من المنظمات غير الحكومية كغطاء لتمويل التنظيمات الجهادية، بما في ذلك مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية (إنسان) لإخفاء الشحنات غير القانونية للمقاتلين المتطرفين في سوريا.
وتذكر التقارير أسماء ثلاثة أشخاص من الذين حددتهم الشرطة كشركاء لإبراهيم ش -وهو إبراهيم ش في سوريا، وهو إرهابي مدان من تنظيم القاعدة، قامت بتجنيده المخابرات التركية- في تهريب البضائع إلى سوريا هم عمر فاروق أكسيبزي (الذي عمل خارج فرع منظمة IHH Kayseri)، ورجب جامدلي (عضو في منظمة IHH في فرع قيصري)، وإبراهيم حليل إيلي (الذي عمل خارج فرع كيليس لمنظمة IHH). وأظهرت محاضر التنصت على المكالمات الهاتفية بين إبراهيم ش وهؤلاء العملاء كيف خططوا لاستخدام سيارات الإسعاف لنقل البضائع إلى المقاتلين المتطرفين عندما منع المحافظ شاحنات بيك آب من العبور إلى سوريا.
كذلك قال الدكتور ستانيسلاف إيفانوف الباحث الأول في مركز الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن السلطات التركية ورجال أعمال الظل في نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانوا يشترون النفط المهرب والمنتجات النفطية في شمال سوريا بشكل مباشر وعبر وسطاء لسنوات عديدة.
وأوضح في بحث لمركز دراسات "رياليست" الروسي، أن هذه التجارة كانت حية بشكل خاص خلال فترة ازدهار دولة "داعش" (2014-2017)، وكانت تركيا خلفية موثوقة وقاعدة للإرهابيين الدوليين من داعش، وعرضت وزارة الدفاع الروسية في وقت من الأوقات بوضوح شديد صورا من الفضاء الخارجي، حيث عبر مئات من جهاديي تنظيم "داعش" الإرهابي مع شاحنات الوقود في قوافل طويلة الحدود التركية، وسط مزاعم أن نجل "أردوغان" كان مسؤولاً عن هذا العمل غير القانوني.
ولفت إلى أن أنقرة تشعر اليوم بالضيق من اضطرارها لشراء منتجات نفطية من الأكراد الذين يكرهونهم، والذين يعيشون إلى حد كبير بسبب صادرات النفط والغاز، وملء ميزانية منطقة "روجافا" ذاتية الحكم والحفاظ على استقلالها عن دمشق.
وأوضح أنه على الرغم من أن الأكراد السوريين في السنوات العشر من الحرب الأهلية في سوريا لم ينتهكوا أبدا الحدود التركية ولم يقموا بهجوم واحد على الجيش التركي، تمكن "أردوغان" من إقناع موسكو وطهران بأن حقيقة وجود الحكم الذاتي الكردي مع رموز حزب العمال التركي المحظور في تركيا حيث يهدد المصالح الوطنية للدولة التركية.