تركيا تتحدى الانتقادات الأوروبية... وتصر على استفزازاتها بمناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط
الأحد 30/أغسطس/2020 - 01:55 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تحدي تركي جديد للانتقادات الأوروبية وإصرارًا على سياسات إثارة التوتر، وهو أمر ترجمته أنقرة بمناورات عسكرية جديدة قبالة قبرص من المفترض أن تستمر لمدة أسبوعين، وتجري هذه المناورات في سياق أجواء التوتر التي تخيم على شرق المتوسط، إذ أن أنقرة لم تكتفي بالإعلان عن المناورات بل أقدمت مقاتلات تركية على اعتراض 6 طائرات يونانية من طراز "أف 16" شرق المتوسط، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع التركية أن اعتراض الطائرات التي أقلعت من جزيرة كريت اليونانية تم بزريعة اقترابها من المنطقة التي أعلنت انقرة عن إجراء عمليات التنقيب عن موارد الطاقة فيها.
وحسب بيان وزارة الدفاع التركية إن "أنظمة الرادار التابعة للقوات الجوية التركية رصدت في 27 أغسطس، 6 طائرات (إف 16)، أقلعت من جزيرة كريت اليونانية متجهة إلى جنوب قبرص".
وأضافت أن طائرات "إف 16" التركية اعترضت طائرات تقترب من المنطقة التي أصدرت فيها تركيا تحذيرا، جنوب غربي الجزيرة القبرصية، و"صدتها بعد اكتشاف أن الطائرات تابعة لليونان".
ووسط تجاذبات شرق المتوسط وجهت فرنسا رسالة حازمة لتركيا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون الذي قال أن بلاده وضعت خطوط حمراء لتركيا في تلك المنطقة الحيوية مؤكدًا أن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال.
ودعا ماكرون الاتحاد الأوروبي لإبداء تضامن مع اليونان وقبرص في الخلاف حول موارد الطاقة مطالبًا في الوقت ذاته بفرض مزيد من العقوبات على أنقرة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
تصريحات ماكرون تأتي بعد تلويح منسق الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بفرض عقوبات على أنقرة، ومن شأن هذه التصرفات التركية أن تزيد الغضب الأوروبي وتعجل بتفعيل خطوات عقابية ضد تركيا وسياستها الاستفزازية
من ناحية أخرى ذكرت مجلة "التايم" الأميركية في تحليل مطول، أنه منذ تصاعد التوتر في منتصف أغسطس الجاري، شكل التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط عود ثقاب، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أن "أي شرارة صغيرة قد تؤدي إلى اشتعاله وتدفع إلى كارثة".
وبالفعل، يبدو أن أنقرة تتحين الفرصة لإشعال الشرارة، مع استخدامها لكلمة الحرب ضمن خطابها العدائي تجاه اليونان.
حيث هدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، السبت 29 أغسطس، بشن حرب على اليونان، وقال جاويش أوغلو، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" الرسمية:" لا يمكن لليونان توسيع حدود مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا في بحر إيجة فهذا سبب للحرب".
وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، قد هدد في وقت سابق اليونان بالأمر نفسه.
وقال أقطاي في تصريحات صحفية "إنه إذا لم تكن محاولات أثينا توسيع مياهها الإقليمية سببا للحرب، فما هو السبب؟".
وردت اليونان على حديث نائب الرئيس التركي، على لسان وزارة خارجيتها، التي قالت في بيان، السبت، إن ممارسة أثينا لحقوقها السيادية لا تخضع لأي شكل من أشكال الفيتو التركي.
وأضافت أن "اعتقاد تركيا أن بوسعها تهديد الدول المجاورة باستخدام القوة عندما تمارس حقوقها القانونية يتعارض مع مبادئ القانون الدولي والثقافة السياسية المعاصرة".
وكان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، قد أعلن الأسبوع الماضي نية حكومته تقديم مشروع قانون إلى البرلمان لتوسيع مياهها الإقليمية في بحر إيجا من 6 أميال حاليا إلى 12 ميلا.
وأضاف ميتسوتاكيس أن اليونان بهذه الخطوة تمارس "حقا سياديا لا يخضع غير قابل للتصرف".