الأزمات تحاصر السراج .. وبركان الغضب ضد فساده مستمر
الإثنين 31/أغسطس/2020 - 10:07 ص
طباعة
روبير الفارس
تجددت موجات غضب مواطني العاصمة الليبية طرابلس، بسبب تفاقم الأزمات التي تسببت فيها حكومة «الوفاق» الإخوانية بزعامة فايز السراج، والميليشيات الموالية لها، وخاصة المليشيات المدعومة من اردوغان وجاء غياب الخدمات الرئيسية في المدن والقرى التابعة للوفاق، ليسكب الزيت على النار ويزيد الأمور اشتعالًا.
وأدى ذلك إلى تلويح المواطنين بالعصيان المدني، وعلى إثر ذلك استخدمت شرطة «الوفاق» القوة المفرطة ضد المتظاهرين لتفريقهم، في الوقت الذي جددت الميليشيات الإرهابية الموالية للوفاق انتهاكاتها ضد عدد من المدن الواقعة تحت سيطرة حكومة الغرب، وكان النصيب الأكبر لمواطني مدينة الأصابعة في الجبل الغربي، بغطاء من حكومة السراج.
حيث
جدد ليبيون غاضبون في طرابلس، تظاهراتهم ضد حكومة فائز السراج، داعين جميع المدن للانضمام إليهم، محملين حكومة الوفاق مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية، وتردي الخدمات وتفاقم الفساد؛ بسبب اعتمادها على الميليشيات المسلحة.
ولوّح المتظاهرون، بالتحول إلى العصيان المدني، ويشمل إغلاق المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية، داعين إلى مواصلة التظاهرات.
وخلال التظاهرات، ظهر رجال بلباس عسكري يُوجِّهون أسلحتهم تجاه المتظاهرين في أحد شوارع العاصمة، وادعى وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، في تغريدة له عبر «تويتر»، أن من ظهروا بمظهر رجال الأمن هم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار، نافيًا تبعية هؤلاء للحكومة، زاعمًا أن قواته قامت بتأمين وحماية المظاهرات، فيما طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فى بيان لها بإجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد أمن موالين لحكومة الوفاق ضد المتظاهرين في طرابلس ما أسفر عن إصابة عدد منهم.
ويحاول فايز السراج امتصاص غضب الشارع، عبر تأكيده على تنفيذ خطوات فعلية في مجال مكافحة الفساد، الذي يتزعم بنفسه ممارساته ولعل هذا ما دفع مكتبه الإعلامي للإعلان عن لقائه رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ، من أجل بحث الخطوات التي اتخذت بشأن وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وتشديده مجددًا على ضرورة فتح جميع ملفات الفساد المتعلقة بإهدار المال العام.
ولا ندري كيف سوف يحاسب نفسه
وتعيش مدن غرب ليبيا القابعة تحت سيطرة الوفاق، في ظلام أغلب فترات اليوم بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذى يمتد إلى عشر ساعات يوميًّا، إضافة إلى أزمة التزود بالمياه؛ فضلًا عن ارتفاع الأسعار، وتأخر الرواتب وانعدام الخدمات؛ بجانب وجود نقص كبير في الوقود السائل أو الغاز الطبيعي، في بلد غني بالنفط
ورغم إعلان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن وقف لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، فإن القوات الموالية لها وبدعم من المرتزقة السوريين الذين تجندهم تركيا سارعت إلى اقتحام مدينة الأصابعة في الجبل الغربي.
وقال اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، إن الميليشيات اقتحمت منازل مواطنين فى الأصابعة وغريان، واعتقلت العشرات منهم بتهمة الولاء للجيش الوطني الليبي ونقلتهم إلى مدن أخرى لتعذيبهم.
ومجددا
عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها إزاء ما اعتبرته ”استخداما مفرطا للقوة ضد متظاهرين في العاصمة طرابلس“، التي تشهد احتجاجات شعبية منذ أيام.
وقالت البعثة في بيان على موقعها الإلكتروني: ”تشهد ليبيا تحولا لافتا في الأحداث يؤكد الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية من شأنها أن تلبي تطلعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثله بشكل ملائم.. تحث بعثة الأمم المتحدة على الهدوء وتطبيق سيادة القانون، والحفاظ على حقوق جميع المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم“.
وأضافت: ”في كل أنحاء ليبيا، تشهد البعثة زيادة في التقارير بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاحتجاز والقيود المفروضة على حرية التنقل والتعبير، وكذلك الحق في التجمع السلمي والاحتجاج“.
وتابعت: ”في طرابلس يساور البعثة القلق إزاء استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وكذلك الاعتقال التعسفي لعدد من المدنيين. كما تعبر البعثة عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات وتجاوزات مستمرة لحقوق الإنسان في سرت“.
واختتمت البعثة بيانها قائلة: ”يبدو أن الاستخدام الواسع لخطاب الكراهية والتحريض على العنف يهدف إلى زيادة الفرقة بين الليبيين، وتعميق الاستقطاب وتمزيق النسيج الاجتماعي في البلاد على حساب الحل الليبي – الليبي“.