"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 31/أغسطس/2020 - 12:13 م
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 31 أغسطس 2020.
الخليج: تدمير مسيّرة حوثية استهدفت السعودية
أعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف (تحالف دعم الشرعية في اليمن)، أمس الأحد، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه السعودية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، بأن قوات التحالف المشتركة تمكنت أمس من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مفخخة) أطلقتها الميليشيات الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين في المنطقة الجنوبية.
والجمعة، أعلنت قيادة التحالف اعتراض وتدمير مسيرة «مفخخة» باتجاه المملكة. وتمكنت قوات التحالف مساء الخميس من اعتراض وتدمير صاروخ بالستي أطلقته الميليشيات باتجاه نجران.
من جهة اخرى، أقدم عنصر من ميليشيات الحوثي على قنص سيدة في قرية الشقب شرق مدينة تعز، صباح أمس. وأكد ناشطون باشروا التحقيق في الحادث أن قناصاً حوثياً أطلق النار على السيدة جميلة مهيوب وهي ذاهبة لجلب المياه من ساقية عند سفح تبة الصالحين التي تتمركز فيها الميليشيات، ما أدى إلى مقتلها.
وسبق وتعرضت هذه السيدة لثلاث إصابات في أوقات مختلفة على أيدي الحوثيين في المنطقة، حيث أصيبت مرتين بالرصاص المباشر ومرة بشظايا، وفق الناشطين.
الاتحاد: تحرير جبل استراتيجي من الميليشيات في البيضاء
سيطرت قوات الجيش اليمني مسنودة بمقاتلي القبائل أمس، على موقع استراتيجي في مديرية «ناطع» شرقي محافظة البيضاء وسط اليمن.
وقال مصدر عسكري: إن قوات الجيش مسنودة برجال القبائل شنت هجوماً مباغتاً على «جبل صوران» في جبهة «ناطع» الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي. وأكد المصدر تحرير الموقع الإستراتيجي بعد مواجهات مع الحوثيين أسفرت عن مقتل 5 من عناصرهم. وأوضح المصدر أن «جبل صوران» يعد أحد أهم المواقع في المديرية، كونه يطل على مناطق في «ناطع»، ومناطق أخرى في مديرية «الملاجم» المجاورة.
وبحسب المصدر فإن الموقع كان يتمركز فيه قناصة الحوثيين ويشكل عقبة أمام الجيش في مسألة التقدم باتجاه مناطق في مديرية «الملاجم».
في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في جبهة «قانية» الحدودية بين محافظتي البيضاء ومأرب، وفي مديريات «ماهلية والعبدية ومجزر وصرواح» بمحافظة مأرب.
وذكرت مصادر ميدانية بمأرب لـ«الاتحاد» أن مواجهات عنيفة بين الجيش والميليشيات دارت في مديرية «ماهلية»، لافتةً إلى أن قوات الجيش صدت مجدداً هجمات للميليشيات التي حاولت التقدم باتجاه مركز المديرية.
وأشارت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي خلال الاشتباكات والغارات الجوية للتحالف العربي التي استهدفت في غضون 24 ساعة مواقع وتحركات الحوثيين في «ماهلية وصرواح ومجزر».
وفي سياق آخر، أعلنت قيادة القوات المشتركة «تحالف دعم الشرعية في اليمن» اعتراض وتدمير طائرتين من دون طيار «مفخختين» أطلقتهما ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تجاه المملكة العربية السعودية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أنه تم اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار «مفخخة» أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية وبطريقة متعمدة وممنهجة لاستهداف المسافرين بمطار أبها الدولي والذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين ومن جنسيات مختلفة. وأوضح العقيد المالكي أنه ونتيجة لعملية الاعتراض والتدمير فقد تساقطت بعض الشظايا على مطار أبها الدولي دون وقوع أي إصابات أو أضرار بالمدنيين من مسافرين وعاملين بالمطار.
وفي وقت سابق أمس، أكد العقيد المالكي أن «قوات التحالف تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية».
حكومة اليمن: تجنيد الحوثيين للأفارقة جريمة ضد الإنسانية
قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد اللاجئين الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، واستغلالهم في أعمال قتالية تستهدف أمن واستقرار اليمن ودول الجوار وتهديد المصالح الدولية، جريمة حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
وأوضح الإرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن «ميليشيات الحوثي تلجأ بكل وضوح إلى اللاجئين الأفارقة لتغطية عجزها في المقاتلين بعد نفاد مخزونها البشري جراء الخسائر الثقيلة التي تلقتها بمختلف جبهات القتال وعلى وجه الخصوص في: مأرب، الجوف، البيضاء، وعزوف أبناء القبائل عن الرضوخ لضغوطها والاستجابة للدعوات التي تطلقها للنكف القبلي».
ودعا الإرياني المنظمات الدولية المعنية باللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وكافة نشطاء حقوق الإنسان لإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، والضغط لوقف استخدامهم في أعمال قتالية واستخدامهم وقوداً للمخططات الإيرانية ومعاركها العبثية في اليمن والمنطقة.
البيان: مسؤول يمني لـ «البيان »: المنظمات الدولية تبدّد الأموال من دون أولويات
أكد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين باليمن نجيب السعدي، أن المنظمات الدولية العاملة في اليمن، لا تزال تعمل وفقاً لخطط الطوارئ، ولم تنتقل لخطط التعافي المبكر، ومن دون تحديد حقيقي للاحتياجات، وتبدّد الأموال في أنشطة ليست ذات أولوية، مشيراً إلى عدم تنسيقها مع الجانب الحكومي، ومن دون مراعاتها لديمومة المشاريع، وللجانب الملموس من الخدمات.
وأكد السعدي لـ «البيان» أن معاناة النازحين لا تزال كبيرة جداً، في ظل عدم وجود مأوى مناسب يحفظ للنازح كرامته، وحصص غذائية غير منتظمة، مؤكداً إنشاء مخيمات النزوح، في ظل غياب كامل للمنظمات الدولية، والتي لم تساعد السلطة المحلية حتى بالمشورة الفنية عن الأماكن المناسبة لإقامة المخيمات، ما تسبب بنتائج كارثية في محافظة مأرب مع السيول التي هطلت خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح أنه يتم الآن تدارس جملة من الخيارات لمعالجة أوضاع المخيمات الواقعة في مجاري السيول، والتي تم إنشاؤها بشكل عشوائي من قبل النازحين أو السلطة في مأرب، في ظل غياب كامل للمنظمات الدولية، والتي لم تساعد السلطات بأقل شيء بالمشورة الفنية عن الأماكن المناسبة لإقامة المخيمات بحسب المعايير الدولية.
ومن بين هذه المعالجات، نقل المخيمات إلى مناطق أخرى أفضل، وبعيدة عن مجاري السيول، والتشاور مع المنظمات الدولية لتصميم مأوى جديد، يستطيع مواجهة الظروف والأمطار، مع الانتقال من حالة الاستجابة الطارئة إلى حالة التعافي المبكر، ما سيكون حلاً لجميع المخيمات.
رقم ثابت
وأضاف أنه على الرغم أن مأرب أكبر محافظة استقبلت قرابة مليون و50 ألف نازح، وفيها ما يقارب 141 مخيماً وموقعاً للنزوح، ومخيم الجفينة أكبر مخيم للنازحين 8 آلاف أسرة نازحة، إلا أن المنظمات الدولية، ظلت تعتمد رقم76 ألف نازح، طيلة أربع سنوات، إلى نهاية عام 2018، وذلك ما أثر سلباً في ما يقدم للنازحين، حيث حرمهم من أي مساعدات من قبل هذه المنظمات، وبعد أن تم الضغط على هذه المنظمات، بضرورة النزول إلى مأرب، تم إيكال مهمة العمل الإنساني إلى منظمة الهجرة الدولية، والتي، للأسف، لم تستطع القيام بما يجب أن تقوم به، بل أصبح دورها في مأرب سلبياً جداً.
واختتم بالقول إن الوحدة التنفيذية بكل جهودها للتنسيق للعمل الإنساني، مع وجود قصور لأسباب عدم وجود كادر وظيفي متخصص، ومن دون وجود إمكانات أو موازنة أو تجهيزات للوحدة، إضافة لتعدد الجهات الحكومية، والذي يعد من أكبر عوائق العمل الإنساني، حيث يتم التدخل في عمل الوحدة من قبل السلطات المحلية وبعض الجهات، بالرغم من عدم وجود أي علاقة لها بالعمل، وليس من اختصاصاتها.
الحوثي.. انتهاكات بالآلاف خلال عام واحد
كشفت لجنة حكومية يمنية معنية بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الأحد، عن قرابة 3 آلاف انتهاك خلال عام، ارتكبت ميليشيا الحوثي الإيرانية العدد الأكبر منها.
وقالت اللجنة الحكومية للتحقيق في الانتهاكات، إنها تمكنت خلال عام كامل ( من 1 أغسطس2019 وحتى 31 يوليو الماضي، من استكمال التحقيق في 2940 واقعة انتهاك لحقوق الإنسان في مختلف المحافظات اليمنية.
وذكرت اللجنة، في تقريرها الدوري الثامن، أن إجمالي الضحايا فيها 6163، واستمعت إلى قرابة 15 ألف شاهد ومبلغ وضحية.
ووفقاً للتقرير، فقد انتهت اللجنة من التحقيق في مقتل 712 مدنياً، بينهم 66 امرأة و122طفلاً، فيما أصيب 935، بينهم 113 امرأة و274 طفلاً بعموم المحافظات اليمنية.
ورصد التقرير، تجنيد 126 طفلاً، و85 واقعة زراعة ألغام جميعها انفردت بها ميليشيا الحوثي، و1304 حالات ادعاء تعسفي واختفاء قسري، و55 واقعة قتل خارج القانون.
وقال رئيس اللجنة، القاضي أحمد المفلحي، إن التقرير تضمن أنواع الانتهاكات والجهات المسؤولة، واللجنة التزمت في عملها بمنهجية واضحة وفقاً للمبادئ والمعايير الدولية المتمثلة بمبدأ الشفافية والاستقلالية والحيادية والموضوعية والمهنية والسرية.
وتأتي ميليشيا الحوثي، في صدارة مرتكبي الجرائم، وأحدثها قنص الطفلة رويدا صالح (10 أعوام) في حي الروضة بمدينة تعز والتي عرفت لاحقا بـ«طفلة الماء».
الشرق الأوسط: ميليشيا الحوثي بلا نتيجة في هدفين: السعودية وخطوط الملاحة الدولية
في يونيو (حزيران) عام 2015 أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أول صاروخ باليستي باتجاه السعودية، وتصدت له قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، كان ذلك بعد شهرين ونصف على بدء «عاصفة الحزم» التي أنهت الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية.
ذلك أول صواريخ الحوثي، وتم إطلاقه بعد 75 يوماً من بدء عاصفة الحزم، حينها قال تحالف دعم الشرعية إن إطلاقهم صاروخاً واحداً بعد هذه المدة الطويلة من بدء العمليات العسكرية يدل على نجاح قواتنا في تدمير الكثير من الصواريخ التي يمتلكونها، مؤكداً في ذلك الوقت أن قوات التحالف لا تستبعد أن تعيد الميليشيات إطلاق صواريخ، لكن قوات الدفاع الجوي السعودي في أتم جاهزيتها للتصدي لهذه الصواريخ.
لم يتحقق ما يريده الحوثيون واقعاً، ومعهم الإيرانيون، حيث يمسكون بالخطوط الحقيقية للتهديدات، وأنهم حزام النار حول خاصرة الجزيرة العربية، حيث ينقلون مواجهتهم وتهديداتهم للسعودية، على وجه الخصوص، إلى مرحلة الصواريخ الباليستية. وإن كانت تجاوزت الصواريخ التي تحاول استهداف الأراضي السعودية 333 صاروخاً باليستياً، إلا أن المرحلة أخذت في الاتجاه بتحريك الطائرات المسيّرة من دون طيار.
تظهر الطائرات من دون طيار كبديل منخفض التكلفة نسبياً وأكثر فاعلية للميليشيا الحوثي، وميزة فريدة لهم، بصعوبة اكتشافها السريع، لكنها تتجه إلى مسار الصواريخ في نهايتها للتدمير، وإن بدأت قبل 2017 في توجيهها نحو السعودية وازدادت في تفاصيل زمنية لاحقة من ذلك العام.
الحوثيون ميليشيا تملك طائرات «درون» متطورة وكذا صواريخ باليستية، ومع ذلك تضمها الأمم المتحدة للتفاوض، وهذا لا يجعل الأمر خافياً حول دعم إيران لإمداد ميليشيا الحوثي بالأسلحة، من خلال عمليات تهريب السلاح الكثيرة، التي تم اكتشافها وإحباطها، وتأكد أن مصدرها إيران ووجهتها الحوثي، حيث يؤكد مراقبون أن المقدرات المالية واللوجيستية التي تضعها إيران تحت تصرف جماعة الحوثي هي ما يجعلهاتخوض كل هذه المواجهات.
407 طائرات بلا طيار
الحوثيون ومن قبلهم الإيرانيون يعلمون أن كل صاروخ حوثي باليستي يتم تحطيمه دون أضرار، لكن الطائرات المسيّرة ذات أسلوب مختلف، وتستطيع تحقيق دويّ، وإن كانت تحت أعين الدفاعات الجوية السعودية، حيث إن استهدافها حتمي، لكن تحت ارتفاعات أقل، ما يجعل تكرارها أمراً يحاكي أسلوب الاستفزاز المسلح. ووفق رصد الأعداد، أطلق الحوثيون 407 طائرات دون طيار «مفخخة» باتجاه المدن السعودية، ومنها ما وصل إلى محاول استهداف خطوط نقل النفط.
وفي ظل مرحلة زمنية حالية يحضر فيها الحوثي في طهران، ترى إيران في الحوثي أساساً في خريطة السياسة اليمنية، وسبق لها أن أعلنت على لسان اللواء إسماعيل قاآني، نائب قائد «يلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، عن دعمها وتقديمها استشارات للجماعة الحوثية، مضيفاً: «ندعم بقوة كل من يقاتل تحت راية الجمهورية الإسلامية... ومدافعو اليمن (الحوثي) تربّوا على يد الجمهورية الإسلامية، ولن يستطيع الأعداء مواجهتهم».
الخريطة اليمنية أصبحت أكثر وضوحاً، وكذا غامضة في تفاصيل معقدة، وضوحها أن التقدم العسكري الميداني من قوات الشرعية، والهدير الأضخم لقوات التحالف، وأن الحوثي ومن معه يستبقون كل خسارة ميدانية بالبحث عن مندوبي الأمم المتحدة، لضخ رسائل السلام الواهية لوضع مبادرات كثيرة... لعل درس «استوكهولم» أكبر أثر.
لماذا «الدرون»؟
طائرات الدرون اليوم، هي حلقة لن تكون أخيرة في أسلوب الاستهداف للأراضي السعودية، لأن كل ما سبق من فئات الرمي الإيرانية من خلف الصفوف، أفشلته القوة العسكرية والممارسات السياسية السعودية، حيث أفقدت إيران الكثير من أدوات اللعبة، ودمّرت الكثير مما كانوا يُعدون العدة له، بمواجهة المشروع الإيراني الحالم بتطويق المنطقة، ولم يعد بيد الحوثي أي محاولة للمغامرة في المجالات السياسية أو العسكرية، ولعل محاولات الانقلابيين وضع دول تحظى بالقبول لدى عدد من دول التحالف في موقف المفاوض الموثوق بغية وضع حد لخسائرهم، وإعادة ترتيب صفوفهم، ورفع الأوراق الأخرى التي يخبئونها، دليل آخر على الوهن.
هي محاولة لتحقيق بعض المكاسب لاستغلالها في الدعاية الإعلامية بعد أن ألحق بهم القصف الجوي الذي ينفّذه التحالف، خسائر فادحة على مستوى العمل الاستراتيجي، وهو ما يراه متابعون أنه أفقدهم حلم السيطرة على الجمهورية اليمنية، في مواجهة دولية ترفض ذلك الانقلاب.
باب المندب... حلم إيران
مع بداية «عاصفة الحزم» كان القلق يحيط بالدول المستوردة للنفط، حول مدى استغلال ميليشيات الحوثي لسيطرتهم السابقة على مضيق باب المندب، مما يجعل الاحتمالات حول البعد المستقبلي لسوق الطاقة في مدى الخطورة خصوصاً أن الحوثيين لا ينفكّون عن التهديدات ومحاولة تصدير أزماتهم نحو المرتزقة في المحيط البحري.
وتظهر الممرات المائية عادةً في المنهج الجيوسياسي، كمنطقة خصبة لاندلاع الحروب، وفي «باب المندب» تاريخ مفصل من محاولات عدة لتدويل المنطقة، وجعلها في قلب النزاع، عبر استغلال مستمر من دول في المنطقة لضمان تحقيق امتداد لها عبر المياه العالمية. لكن، كانت الخطة لقوات التحالف العربي ذات بُعد أعمق.
يستلزم ذلك التذكير بأن التحالف حرر باب المندب خلال 6 ساعات فقط من ميليشيا الحوثي التي كانت تسيطر على المضيق مع قطع بحرية إيرانية كانت تحاول تعكير صفو التجارة العالمية، وهي مدة وجيزة في عُرف المعارك، لكنّ قوات التحالف قدمت الخدمة الأهم ليس للمنطقة لكن للعالم في سبيل تسهيل مهمات بضائعه، فكانت خلاصة المرحلة هي القضاء على جس النبض الإيراني نحو السعودية ودول البحر الأحمر، وتأكيد القومية العربية لباب المندب.
155 لغماً بحرياً
ومنذ عام 2015، زرع الحوثيون 155 لغماً بحرياً، أحبطتها السعودية مع التحالف، وتصدت بتدمير 47 زورقاً مفخخاً، وهي في الأساس موجهة لخطوط الملاحة الدولية، التي من شأنها، إن نجحت في الاستهداف، أن تُحدث تغييراً في مسار التجارة، لكن القوة العسكرية تصدت لها.
اليمن، ذو الإشراف الأكبر عبر المضيق، تشترك معه دولتا جيبوتي وإريتريا، كانت جميعها على شفير النار مع محاولات النفوذ الإيراني تكميم منافذ المنطقة والعالم، وكانت استراتيجيات التوقعات حول مدى استفادة طهران من ذلك حاضرة في أذهان المجتمع الدولي منذ عام 2008.
استراتيجية إيران التي تنفذها في اليمن أيادي الحوثيين؛ سعت منذ أكثر من عام لوضع يدها على المضيق مما يشكل تهديداً للحركة التجارية في العالم، حيث تمر عبر المضيق أكثر من 7%، من إجمالي الملاحة العالمية، وقرابة 26 ألف سفينة نقل على مدار العام، ومن ضمن ذلك ما يقرب من 4 ملايين برميل نفط يومياً، وفقاً لتقارير وكالة الطاقة الدولية.
تلويحة الوداع لم تتمّ من الحوثيين إلا انكساراً بعد أن كانوا يحاولون استغلال سيطرتهم على المضيق في محافظة تعز ومديرية المخا التابعة لها، بل كانت إجباراً بعد منارة القوة العسكرية، التي تحيط اليوم الناقلات البحرية بالأمان، وكذلك قاطعة الإمداد العسكري الإيراني الذي كان يمر من المضيق، تطبيقاً كذلك للقرار الأممي 2216 الذي جاء من ضمن بنوده منع توريد الأسلحة إلى الانقلابيين الحوثيين.