عبر وساطة إفريقية ورعاية إماراتية... توقيع اتفاق السلام بين فرقاء السودان
الإثنين 31/أغسطس/2020 - 04:16 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
برعاية إماراتية ووساطة مصرية وإفريقية وقعت الحكومة السودانية، يوم الاثنين 31 أغسطس، اتفاق سلام بالأحرف الأولى مع الحركات المسلحة، وذلك في جوبا التي استضافت محادثات مطولة بين الجانبين أسفرت في النهاية عن هذه الخطوة المنتظر أن تنهي سنوات من التوتر.
وجرى توقيع الاتفاق بحضور كل من رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ووفد رفيع من الخرطوم.
ويتضمن الاتفاق حكما ذاتيا لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على أن تقسم موارد ومداخيل المنطقتين بنسبة 60% للسلطة الفيدرالية و40% للمحلية، بحسب ما نقلت مصادر لـ "سكاي نيوز عربية".
ووفقا للمصدر فإن من أبرز بنود الاتفاق منح 25% من مقاعد مجلس الوزراء ومثلها في التشريعي و3 في السيادي للجبهة الثورية.
ويتضمن الاتفاق أيضًا تمديد الفترة الانتقالية في السودان 39 شهرا إضافيا تبدأ من تاريخ توقيع الاتفاق أي من أول سبتمبر 2020. وبدأت الفترة الانتقالية في السودان في النصف الثاني من عام 2019 بعد أشهر قليلة من سقوط نظام المخلوع عمر البشير بثورة شعبية في أبريل من العام نفسه، وكان مقررا أن تستمر 39 شهرا منذ ذلك التاريخ.
ومن بين بنود الاتفاق كذلك تحديد فترة 39 شهرا لإنهاء عمليات دمج وتسريح القوات التابعة للحركات المسلحة ضمن إجراءات عديدة تضمنتها بنود الترتيبات الأمنية.
وقد لعبت الدول الراعية للاتفاقية، وفي مقدمتها الإمارات، دوراً بارزاً في تمرير الاتفاقية، التي كادت تتعثر في محطات عدة، فيما نجح حرص الحكومة الانتقالية على تحقيق السلام في السودان، بالإضافة إلى دفع الدول الراعية لتمريره، في تحقيق اختراق في الملف.
وبحسب مصادر صحفية يصبّ اتفاق السلام الجديد في السودان في صالح التوازن الإقليمي في المنطقة، والذي تلعب الإمارات دوراً محورياً في تحقيقه، في مواجهة الدور القطري التركي المزعزع لاستقرار المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
ومن جانبه أكد ممثل الإمارات السفير حمد الجنيبي أن اتفاق السلام لحظ تاريخية هامة في تاريخ السودان لإنجاز السلام ورغبة في الوصول للغاية الكبرى، وشدد الجنيبي خلال مخاطبته الاحتفال بالتوقيع على الاتفاق على العلاقة الوثيقة بين السودان وبلاده التي تقوم على التعاون والتشاور، وانطلاقٌا من هذه الثوابت عملت الإمارات على إنجاز هذا الاتفاق منذ عام مضى، وكلها أمل في أن يحقق الاتفاق المتطلبات المرجوة للسودان والمنطقة، مؤكدًا متابعتهم لهذه الخطوة التاريخية وضمان نجاحها بالدعم والرعاية على كافة المستويات.
مؤكدًا تطلع الإمارات لبناء عهد جديد في السودان يقوم على الاستقرار والنماء والطمأنينة والأمن.
وهذا وقد رعت الإمارات اتفاقاً مماثلاً للسلام بين إريتريا وإثيوبيا، حصد إثره رئيس الوزراء الإثيوبي آبي الأحمد جائزة نوبل للسلام في العام 2019.
كما يصبّ صدى اتفاق السلام في القاهرة، التي تعتبر الخرطوم شريكاً استراتيجياً لها، وتربطهما ملفات حيوية عدة تتمثل في مواجهة الإرهاب والتطرّف، وسد النهضة.