بترحيب دولي كبير.. الإمارات ترعي اتفاق سلام تاريخي يُنهي 17 عاما من الحرب بالسودان

الثلاثاء 01/سبتمبر/2020 - 09:49 ص
طباعة بترحيب دولي كبير.. أميرة الشريف
 
اعتادت دولة الإمارات علي رعاية السلام ولعب أدوار الوساطة دائما بين الدول المتنازعة، فقد وقعت الحكومة السودانية، أمس، اتفاق سلام بالأحرف الأولى بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية وحركة تحرير السودان جناح مني مناوي، برعاية إماراتية، أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان وحظي بترحيب دولي واسع.
من جانبها رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية والحركات المسلحة اليوم بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.
وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها تأكيدها وقوف دولة الإمارات التام مع السودان الشقيق و دعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنه واستقراره ورخائه وبما يحقيق تطلعات وآمال الشعب السوداني في التنمية و الازدهار والاستقرار.
واعتبرت الوزارة أن هذا الاتفاق يعد خطوة هامة على طريق تعزيز أمن واستقرار وسيادة السودان واستقلاله و وحدته الوطنية، معبرة عن تقديرها لجهود الحكومة الانتقالية السودانية في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي داعية بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام.
في سياق متصل، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام محمد حمدان دقلو إن بلاده تقف في الجانب الصحيح من التاريخ لتجاوز المراحل المؤسفة، معتبراً التوقيع على السلام ميلاداً لفجر جديد للسودان، في ذات الوقت الذي أكد فيه أن تعهد الإمارات لدعم تنفيذ الاتفاق يجعلهم مطمئنون لمستقبل العملية السلمية، مؤكدا خلال مخاطبته حفل التوقيع أنه وطوال سنوات الحرب لم يكسب أحد، ولن يكسب أحد.
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان كلاً من عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية، وعبدالواحد محمد نور قائد حركة جيش تحرير السودان، للالتحاق بالسلام، مؤكداً أن ما تحقق من اتفاق ليس مكسباً للحركات المسلحة وحدها وإنما هو حلم يراود كل السودانيين.
بدوره، أهدى رئيس مجلس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك اتفاقية السلام إلى الأطفال النازحين واللاجئين الذين اكتووا بنيران الحروب وفقدوا مأواهم، وتعهد باستكمال مسيرة السلام قائلاً: "أهدي السلام الذي وقعناه بدولة جنوب السودان إلى أطفالنا الذين ولدوا في معسكرات النزوح واللجوء لأُمّهات وآباء يشتاقون لقراهم ومدنهم".
وحظي اتفاق السلام التاريخي بترحيب دولي واسع، حيث رحبت به الترويكا "الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج".
وقالت في بيان، إن الاتفاق "يشكل خطوة أولى في عملية طويلة لإعادة بناء الأمل والاستقرار للمجموعات المتضررة من النزاع في السودان".
وأكد الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان، أن هذه "الخطوة مهمة في طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني وآماله المشروعة في الاستقرار والتنمية والازدهار".
وشدد الحجرف على مواقف مجلس التعاون الثابتة تجاه جمهورية السودان، ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنها واستقرارها.
بدوره، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في دارفور، جيريمايا مامبولو، إن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، يحمل الأمل لسودان أكثر إشراقاً، لكنه يتطلب التزاماً، داعياً الأطراف الذين لم يشاركوا في التوقيع، إلى عدم تفويت هذه الفرصة، قائلاً: إنها فرصة لتحقيق ما يحاربون من أجله، لكن بدون إراقة دماء.
بدورها، رحبت مصر بالاتفاق، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، جددت مصر تأكيدها على الوقوف بجانب الأشقاء في السودان في مساعيهم الحثيثة من أجل إحلال السلام في ربوع البلاد، بما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق.
وشارك السفير المصري أسامة شلتوت، مساعد وزير الخارجية لشئون السودان وجنوب السودان، فى جلسة التوقيع بالأحرف الأولى على "اتفاق چوبا للسلام" الذي وقعته الحكومة السودانية الانتقالية مع الجبهة الثورية والحركات المسلحة.
ورحبت المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاق السلام، معتبرة أنه يشكل "خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني الشقيق وآماله المشروعة في السلام والتنمية والازدهار"، كما قالت وزارة الخارجية عبر تويتر، ودعت المملكة بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية.
كما رحب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، بالاتفاق، قائلاً إن الجامعة العربية ملتزمة بدفع كافة أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين، خلال الفترة الانتقالية القادمة، والمقرر أن تمتد لثلاث سنوات، تبدأ من تاريخ توقيع الاتفاق.
ودعا إلى الاستمرار في حشد المساندة العربية والدولية للوقوف مع السودان، وبما يعزز ويرتكز على هذه الحقبة الجديدة، التي ترسي الأمن والسلام في جميع ربوع السودان.
ويتوقع مراقبون أن يشكل الاتفاق خطوة نحو تحقيق السلام الشامل في السودان الذي ظل يعيش منذ نهاية العقد الخامس من القرن الماضي حروبا أهلية حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.

شارك