السلام بين الإمارات وإسرائيل.. خطوة تاريخية نحو منطقة أكثر استقرارا

الثلاثاء 01/سبتمبر/2020 - 10:55 ص
طباعة السلام بين الإمارات أميرة الشريف
 
يبدأ مسؤولون من الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، اليوم، مناقشة آفاق التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية التالية: الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة، لتكون النتيجة إقامة تعاون واسع بين دولتين هما من أكثر اقتصادات المنطقة ابتكارا وديناميكية.
وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة، ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل. 
حددت معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل خريطة طريق نحو منطقة أكثر استقرارا وازدهارا وأمنا، واتفقت التحليلات على وصف الاتفاق بين الدولتين بالخطوة التاريخية نحو السلام.
جاء ذلك في بيان ثلاثي مشترك أصدرته الإمارات، والولايات المتحدة، وإسرائيل، أمس، في ضوء زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي، برئاسة جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإمارات.
وضم الوفد روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي ومائير بن شبات مستشار، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى جانب عدد من ممثلي القطاعات المختلفة بدولة إسرائيل.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإن البيان شدد على أن معاهدة السلام التي تم التوصل إليها بين دولة الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية، خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملا وازدهارا.
وأضاف البيان، توفر معاهدة السلام تفكيرا جديدا حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة حيث تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل.
وتابع البيان، أن المعاهدة تأتي في الوقت المناسب، فعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة ملحوظة في الحروب والدمار والنزوح وتحول ديموجرافي متزايد نحو الشباب، ولذلك فإذا أردنا تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة، فإنه يجب أن نستجيب بشكل فعال لكل هذه التغييرات.
وأطلقت المعاهدة فرصة تاريخية في إقامة علاقات اعتيادية بين دولة الإمارات وإسرائيل والتي أدت إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل الأراضي الفلسطينية.
وتحث الولايات المتحدة ودولة الإمارات، القادة الفلسطينيين على إعادة الانخراط مع نظرائهم الإسرائيليين في المناقشات الرامية إلى تحقيق السلام.
وألغت دولة الإمارات السبت الماضي، رسميا قانون المقاطعة الذي تم إصداره قبل 40 عاما، مما سمح للشركات والأفراد من الإمارات بإقامة علاقات تجارية مباشرة مع دولة إسرائيل.
وبدأ الوزراء من الإمارات وإسرائيل من مختلف القطاعات، ولا سيما في الشؤون الخارجية والأمن الغذائي، مناقشاتهم الرسمية الأولى حول فرص وآفاق التعاون الثنائي، ولقد فتحنا بالفعل خطوط الاتصال بين البلدين.
وأشار البيان إلى أن أمس الإثنين، شهد أول رحلة تجارية لشركة طيران "العال" الإسرائيلية إلى الإمارات العربية المتحدة، تحمل مسؤولين إسرائيليين ووسائل إعلام.
وتود الإمارات وإسرائيل الإعراب عن امتنانهما لردود الفعل الدولية الإيجابية على هذه المعاهدة من جميع أنحاء العالم، ونأمل أن تؤدي جهودنا الجماعية في المستقبل القريب إلى إطلاق سلسلة من التغييرات الإيجابية الكبيرة والصغيرة على حد سواء والتي ستضع شعوبنا والمنطقة بأسرها على طريق تحقيق الأمن والازدهار والسلام، بحسب البيان الثلاثي.
في هذا السياق، كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن أن مباحثات أولية جرت بين الوفدين الإسرائيلي والإماراتي في العاصمة الإماراتية أبوظبي حول افتتاح سفارتين في البلدين. 
وقالت الخارجية الإسرائيلية،: "ترأس المدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز الوفد الإسرائيلي في الاجتماع الأول حول إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات مع فرق من الإمارات والولايات المتحدة، مضيفة أن الطرفين ناقشا إمكانية فتح السفارات المتبادل وتوقيع اتفاقيات ثنائية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين".
ولفتت إلى أنه "يقود الفريق الإماراتي مدير عام وزارة الخارجية الإماراتية، فيما يقود الفريق الأمريكي السفير الأمريكي لدى الإمارات". 
ودعا كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جاريد كوشنر إلى توسيع مسار السلام في المنطقة والعالم، مشددا على أن السلام ضروري لشعوب الشرق الأوسط.
وتابع كوشنر قائلا: "مستقبل المنطقة لا يجب أن يبقى رهينة للماضي"، داعيا الفلسطينيين إلى "العودة للحوار والقيام بخطوات تجاه السلام".
ومن جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إنه سيتم تبادل السفراء بين الإمارات وإسرائيل، والتعاون في مجالات عدة بينها التعليم والصحة والتكنولوجيا.
وأعتبر أوبراين أن "اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل بداية مسار تاريخي للسلام"، مشيرا إلى أنه "تمّ التوصل للاتفاق بفضل شجاعة الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس دونالد ترامب".
ووجّه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلمة للجالية الفلسطينية في اللقاء الذي نظمته، أكد فيها استمرار الإمارات في القضية الفلسطينية.
وقال الشيخ محمد بن زايد في كلمة ألقاها وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد ، إن موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد ولي عهد أبوظبي أن الإمارات "مستمرة في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة ولا تغيره أي اعتبارات".
وتابع قائلا: "اليوم والإمارات تتخذ قرارها السيادي من أجل السلام والمستقبل، أؤكد لكم أنكم في بلدكم الثاني بين أهلكم، كما أؤكد على أن هذه العلاقة بين الشعبين الإماراتي والفلسطيني ثابتة وراسخة ولن تتغير".
وأوضح أن الإمارات "ترى أن خيار السلام استراتيجي وضروري للمنطقة، ولم يكن على حساب دعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".
واختتم خطابه بالقول: "أتطلع في المرحلة المقبلة إلى استمرار العطاء الإيجابي للجالية الفلسطينية، وستكون دولة الإمارات كما كانت الحاضنة الآمنة لكم ولأسركم".
ووفق مراقبون تمثل المعاهدة صفحة جديدة في العلاقات الدولية وإنجازا للدبلوماسية وسياسة الحوار وفرصة للسلام في منطقة مزقتها الصراعات والحروب لعقود طويلة.
وفي المرحلة الراهنة، ستلعب المعاهدة دورا كبيرا في تعزيز التعاون في مجال الصحة والصناعات الدوائية وعلى رأس الأولويات، تطوير لقاح لكورونا.
ومن الآثار الإيجابية المترتبة على المعاهدة، تعزيز السلام والأمن في المنطقة من خلال إيقاف عمليات الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، وفتح الأبواب من جديد أمام إمكانية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم.

شارك