ترحيب إماراتي وإشادة عربية ودولية باتفاق السلام السوداني
الثلاثاء 01/سبتمبر/2020 - 06:31 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
وقعتا الحكومة السودانية والجبهة الثورية التي تضم العديد من الحركات المسلحة أمس الاثنين 31 أغسطس، بالأحرف الأولى اتفاق السلام الشامل بالبلاد في احتفال مشهود.
وكان الحضور السودانى في حفل التوقيع على أعلى مستوى ممثلاً في رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، وجرى التوقيع برعاية رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، بصفته الراعي الرسمي للمفاوضات التي جرت على مدار عام كامل، وسبقت الاتفاق بين الأطراف في العاصمة "جوبا".
وبدأت مراسم لحفل التوقيع على عدة اتفاقات بين الحكومة والمسارات المختلفة بالجبهة الثورية، حيث تم التوقيع أولاً على اتفاق "سلام دارفور" بالأحرف الأولى، والذي يضم 8 بروتوكولات، وهي "الترتيبات الأمنية، النازحين واللاجئين، تقاسم السلطة، العدالة والسلام والمساواة والمصالحة، الرعاة والمزارعين، والأرض والحواكير، والتعويضات، وتقاسم الثروة".
وشاركت عدد من الدول العربية بوفود رفيعة المستوى، وهم "الإمارات ومصر والسعودية وتشاد"، ورؤساء البعثات الأجنبية بالدولة، ورئيس بعثة اليوناميد، ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي، وعدد من ممثلي دول منظمة "الإيجاد".
كما قوبل التوقيع على بروتوكولات اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية ترحيباً عربياً ودولياً كبيراً، والتأكيد على أهمية هذه الخطوة لتحقيق طموحات الشعب السوداني.
وقد حظيت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دفع عملية السلام بالسودان وتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، بالثناء والإشادة والتحية من جميع قادة دولتي السودان وجنوب السودان ورؤساء الحركات المسلحة السودانية التي انخرطت في مسيرة التفاوض.
وخلال كلمته في حفل التوقيع، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، كل الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة "زايد الخير" الذين ساهموا معنا في أن تكون جوبا منبراً لمفاوضات السلام، واستمر دعمها لهذا المنبر بإرسال وفد ظل موجوداً بيننا ولا يزال لدفع عملية التفاوض، مشيراً إلى أن عملية تنفيذ أي اتفاق تتطلب دعماً من الأصدقاء والأشقاء، ومن المجتمع الدولي كافة، لكن تعهدات دولة الإمارات بدعم تنفيذ هذا الاتفاق يجعلنا مطمئنين على مستقبل العملية السلمية في البلاد، مؤكداً أن التوقيع على هذه الاتفاقيات يمثل ميلاد فجر جديد للسودان، مقدماً الشكر للرئيس سيلفاكير على رعايته للمفاوضات، ودولتي تشاد ومصر على دعم اتفاق السلام.
وقدم سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم، حمد محمد الجنابي، الشكر لدولة جنوب السودان ورئيسها ولجنة الوساطة على احتضان المفاوضات الشاقة والجهود الضخمة التي بُذلت من أجل تحقيق السلام على مدار عام كامل، مضيفاً أتقدم بالتحية لدولة السودان على هذا الإنجاز التاريخي وبداية عهد جديد للسودان آمن ومستقر، مؤكداً أن اتفاق السلام يُعد لحظة تاريخية في تاريخ الشعب إنجازاً للسلام المنشود ورغبة في تحقيق الأمن وإنهاء أسباب الصراع والاقتتال، لاسيما أن دولة الإمارات ظلت على علاقات وثيقة ووطيدة مع دولة السودان وانطلاقا من تلك الثوابت حققنا هذا الإنجاز التاريخي، مؤكداً أن الدولة ستعمل على متابعة الجهود المخلصة لتنفيذ الاتفاق وضمان نجاحه.
فيما أكدت وزارة الخارجية السعودية، ترحيبها بالاتفاق والتوقيع على بروتوكولات السلام، مؤكدة أن هذا التطور خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني وآماله المشروعة في السلام وتعزيز سيادة بلاده. ودعت الخارجية "بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية". وجددت الخارجية تأكيدها على وقوف المملكة التام مع جمهورية السودان الشقيقة ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنها واستقرارها ورخائها.
كما رحبت الكويت بالاتفاق، وأكدت وزارة الخارجية مساندة الكويت للسودان في هذه المرحلة، ودعم جهوده بما يحقق الأمن والسلام في جميع ربوعه، وصولاً إلى تعزيز الاستقرار والازدهار وتحقيق التنمية التي يتطلع إليها أبناء الشعب السوداني.
وعلى صعيد متصل رحبت البحرين بالاتفاق، ووصفته بأنه خطوة مهمة في إرساء الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب السوداني، مؤكدة وقوف المنامة إلى جانب السودان ودعم كل ما يعزز أمنه.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية المصرية بالتوقيع بالأحرف الأولى على "اتفاق جوبا للسلام"، مجددة تأكيدها على الوقوف بجانب الأشقاء في السودان في مساعيهم الحثيثة من أجل إحلال السلام في ربوع البلاد، بما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق. وأعربت عن استعدادها مواصلة دعمها لكافة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين.
ومن جانبها، رحبت الأردن بالاتفاق، وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أهمية هذه الخطوة في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان وتلبية طموحات الشعب السوداني الشقيق في النمو والازدهار. كما أكدت وقوف المملكة الأردنية إلى جانب الأشقاء في السودان في سعيهم لتحقيق السلام، وتعزيز السيادة والاستقلال.
وأشادت الوزارة بجهود الأطراف كافة، وتغليب المصلحة الوطنية، وثمنت جهود جمهورية جنوب السودان في التوصل إلى هذا الاتفاق.
كما أعلن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي على تويتر، ترحيبه باتفاق السلام وقال: "أدعو جميع الأطراف لتحويل الاتفاق إلى واقع ملموس، ونطالب المجتمع الدولي بدعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه". وأكد أن توقيع الاتفاق سينعكس على دعم جهود الأمن والاستقرار في السودان والعالم العربي.
وفي الإطار نفسه، رحبت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، أمس بالاتفاق، مؤكدة أنه يرسي الاستقرار المستدام.
وفي بيان رسمي، قالت الدول الثلاث: "تضع اتفاقية السلام الأساس لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في دارفور وغيرها من المناطق المتضررة من الصراع، وهو أمر بالغ الأهمية للانتقال الديمقراطي في السودان".
كما أضافت "ندرك التنازلات التي قدمناها جميعاً لإتمام هذه المفاوضات، وندعو جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاقية بحسن نية وبنفس روح الشراكة والحلول الوسط، وبطريقة تكمل المحادثات الجارية مع المجموعات الأخرى".
وتابعت "إنها خطوة مهمة في استعادة الأمن والكرامة والتنمية لسكان المناطق المتضررة من النزاع والمهمشة في السودان»، مضيفة «نعتقد أن الاتفاق الرسمي يجب أن يُتبع بجهود السلام والمصالحة المحلية في المناطق المتضررة من الصراع".
كما حثت "الترويكا" الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال - عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان - عبد الواحد النور على البناء على هذا الإنجاز، والدخول في مفاوضات جادة مع حكومة السودان من أجل تحقيق وعد السلام الشامل.
ومن جهتها وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، أمس الإثنين، توقيع "اتفاق السلام" بالأحرف الأولى في جوبا بالمعلم الهام في عملية الانتقال الديمقراطي، ويمهد الطريق لسلام دائم في البلاد.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في بيان تلقته "سودان تربيون"، "يشير اتفاق السلام الذي تم توقيعه اليوم بين الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون في السودان، والجبهة الثورية السودانية، إلى معلم هام في عملية الانتقال الديمقراطي والاقتصادي الجارية في السودان".
وأضاف، "بدور الوساطة والمساعدة التي قامت بها دولة جنوب السودان المجاورة، يمهد الاتفاق الطريق نحو إحلال سلام دائم في السودان".
ونوَّه إلى أن "الاتفاق الذي يتم تنفيذه بحسن نية وبروح التعاون يمكن أن يفي باحتياجات وتوقعات الشعب السوداني من أجل حياة أفضل في سلامة واستقرار".
ودعا الاتحاد الأوروبي، وفقا للبيان، الحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، إلى الانضمام إلى جهود السلام لصالح المجتمعات المحلية التي تستحق الاستفادة من التغييرات الجارية في السودان.
من جهته أثنى المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية بمنطقة شرق وجنوب أفريقيا ديبروزي ميوشينا، وقال "الاتفاق يفتح كوة ضوء لملايين السودانيين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؛ ممن انتهكت حقوقهم الإنسانية بشكل ممنهج، ويمنح الامل لكل الذين كابدوا ويلات وعسف أطراف الصراع وعنفهم المروع"
وقالت المنظمة في بيان إن على حكومة السودان ضمان إجراء تحقيقات شاملة وفعالة ونزيهة في مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، المرتكبة بواسطة أفراد القوات المسلحة والميليشيات المتحالفة معها، وكذلك الانتهاكات التي ارتكبتها جماعات المعارضة المسلحة".
ورأت أن "إشراك اهل المصلحة؛ بمن فيهم النازحين ومنظمات المجتمع المدني، يضمن استنباط الحلول للتحديات المتعددة"
وفي السياق ذاته رحب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام أمس، في جوبا، بين الأشقاء السودانيين.
وقال فضيلة الإمام الأكبر - بهذه المناسبة -: "نرحِّب باتفاق السلام بين الأشقاء السودانيين، وندعو الله أن يكون بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ، تُسهمُ في نهضة هذا البلد العربي الأصيل، وأن يرزقهم المولى عزَّ وجلَّ البصيرةَ، ويُلهمهم الحكمةَ، ويُسخِّرهم لخدمة شعبهم".
كما أشاد المجلس العالمي للتسامح والسلام باتفاق السلام السوداني الذي تم توقيعه في مدينة "جوبا" بجنوب السودان أمس، بين الخرطوم والحركات السودانية المسلحة، والذي أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان.
وبعث معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، بهذه المناسبة، رسالة تهنئة للفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، بهذا الاتفاق التاريخي.
وأكد الجروان، في بيان له، أن المجلس العالمي للتسامح والسلام يقف بقوة خلف كل ما من شأنه تحقيق السلام والوئام ووقف النزاع والاقتتال في كافة أرجاء العالم، مشيداً بجهود الحكومة الانتقالية السودانية التي وضعت ضمن أولوياتها الوصول لحل سلمي من خلال التفاوض، وهو ما أثمر بالوصول إلى اتفاق السلام التاريخي الذي من شأنه إحلال الأمن والسلام في كافة أرجاء السودان.
وقال: إن المجلس العالمي للتسامح والسلام بكافة أعضائه من برلمانيين وشركاء يدعون دوماً لمثل هذه الخطوات الشجاعة لحل النزاعات بالتفاوض والحوار بعيداً عن الاقتتال والحرب، حيث إن ذلك من أهم مبادئ وأهداف المجلس التي قام عليها من أجل نشر التسامح والسلام حول العالم، معرباً عن أمنياته أن يكون لمثل هذا الاتفاق التاريخي خير الأثر على السودان، وبما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار والرخاء للشعب السوداني.