مرصد الأزهر يستنكر إعادة نشر «شارلي إيبدو» رسوم مسيئة لرسول الإسلام.. ويشيد بخطوات ألمانيا
اعلن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن رفضه الكامل واستنكاره
الشديد لما قامت به مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، من إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد
-صلى الله عليه وسلم- في عدد المجلة الصادر اليوم الأربعاء.
ويحذر المرصد من أن الإصرار على جريمة إعادة نشر هذه الرسوم
المسيئة، يرسخ لخطاب الكراهية ويؤجج المشاعر بين أتباع الأديان، ويقف حائط صد نحو خلق
بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، ويعد استفزازا غير مبرر
لمشاعر ما يقارب الملياري مسلم حول العالم، كما أنه كفيل بأن يعرقل جهودا عالمية قادتها
كبرى المؤسسات الدينية على طريق الحوار بين الأديان، بلغت ذروتها بتوقيع وثيقة الأخوة
الإنسانية بين أكبر رمزين دينيين في العالم، خلال فبراير العام الماضي.
كما يكرر مرصد الأزهر إدانته الشديدة للهجوم الإجرامي على
مقر «شارلي إيبدو» مطلع عام 2015، مؤكدا رفض الإسلام لأي أعمال عنف، داعيا القائمين
على المجلة لاحترام معتقدات الآخرين ومقدساتهم.
وطالب مرصد الأزهر المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم في التعدي
على مقدسات المسلمين ورموزهم، وأن الازدواجية في التعامل مع أتباع الأديان وسياسة الكيل
بمكيالين وغض الطرف عن جرائم اليمين المتطرف لن تقدم للإنسانية إلا مزيدا من الكراهية
والتطرف والإرهاب.
وقال شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد
الطيب :"على هؤلاء الذين تجرؤوا على ارتكاب جريمة حرقِ المصحف الشريف أن يعلموا
أن هذه الجرائمَ هي إرهاب بربري متوحش بكل المقاييس، وهي عنصرية بغيضة تترفَّع عنها
كل الحضارات الإنسانية، بل هي وقود لنيران الإرهاب الذي يعاني منه الشرقُ والغربُ".
وأضاف :"مما لا ريبَ فيه أن هذه الجرائم النكراء تؤجِّج
مشاعر الكراهية، وتقوِّض أمن المجتمعات، وتهدِّد الآمال التي يبعثها حوار الأديان والحضارات".
وشدد الطيب:"على هؤلاء أن يدركوا أن حرقَ المصحف الشريف
هو حرقٌ لمشاعر ما يقرُبُ من ملياري مسلم حول العالم، وأن التاريخ الإنساني سيسجِّل
هذه الجرائم في صفحات الخزي والعار".
كذلك اشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بخطوة تشكيل الداخلية
الألمانية لجنة لمواجهة العداء ضد الإسلام، بوصف ذلك العداء لا يشكِّل تهديدًا للمسلمين
فحسب، بل يهدِّد التماسك المجتمعي بشكل عام؛ حيث صرَّح وزير الداخلية الألماني هورست
زيهوفر، أمس الثلاثاء، بأنه قد تمَّ الانتهاء من تشكيل اللجنة، وأنها سوف تباشر عملها
بشكل رسمي.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تشكيل تلك اللجنة التي
تتكون من 12 عضوًا، وتبدأ عملها في أكتوبر المقبل وتستمر لمدة عامين، خطوة على الطريق
الصحيح تعكس إصرار الحكومة الألمانية على مكافحة ظاهرة العداء ضد الإسلام، والتي استشعرت
خطرها على أمن المجتمع ووحدة نسيجه.
يذكر وزير الداخلية الألماني، قد أعلن عن اعتزامه تشكيل تلك
في مارس الماضي -وهو الأمر الذي تابعه مرصد الأزهر في حينه-؛ وذلك بعد الهجوم على مقهيين
لهما طابع شرقي في مدينة «هاناو» الألمانية، والذي راح ضحيته 11 شخصًا وعدد من المصابين.