اتفاق السودان فرصة تاريخية لتحقيق مستقبل أفضل

الخميس 03/سبتمبر/2020 - 08:30 ص
طباعة اتفاق السودان فرصة روبير الفارس
 
أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام في السودان والذي تم في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.

وأعرب الأمين العام عن أمله في أن يبدأ السودانيون بهذا الاتفاق التاريخي حياتهم الجديدة نحو الاستقرار والإزدهار، وأكد أن أطراف الاتفاق أثبتوا اليوم للعالم أجمع أن مصلحة بلادهم وأمنها فوق كل اعتبار.

وناشد بقية الأطراف الدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة الانتقالية بهدف التوصل لسلام شامل وعادل ودائم في جميع أنحاء السودان.

ونوه بجهود الوساطة ممثلة في دولة جنوب السودان والدعم الكبير الذي وجده السودان من الشركاء الإقليميين والدوليين منذ بداية التفاوض وصولاً لهذا الإنجاز المهم.

وشدد العثيمين على موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت من دعم جمهورية السودان، وثمن دورها الكبير داخل المنظمة، وجهودها التي تبذلها في تعزيز التضامن الإسلامي والعمل الإسلامي المشترك.
تجمع برلمانات شمال إفريقيا يرحب باتفاق سلام جوبا
كما 
رحب رئيس تجمع برلمانات شمال إفريقيا المستشار السياسي لرئيس البرلمان الإفريقى النائب مصطفى الجندى ، باتفاق السلام الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى في عاصمة جنوب السودان بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

و قال “الجندى”، في بيان له، إن برلمانات شمال إفريقيا ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس جنوب السودان سيلفاكير، ورئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، لجائزة نوبل للسلام على جهودهم الكبيرة لإحلال السلام داخل السودان. وقال الباحث السوداني  منتصر عبد الماجد في  مقال تحليلي تعليقا على الاتفاق 

للذين لم يفرحوا  بالسلام لبنوده أو مضمونه

هنالك ملايين السودانيين لاجئين في الجوار، ملايين النازحين ..

الملايين من المهمشين، والمبعدين.. هنالك الآلاف المنسيين الذين تنهب أبقارهم ، وأرواحهم ،دون وجيع

الآلاف من القاصرات اللائي يغتصبن في الهامش ،،المئات من العاملات المعنفات..

كل هؤلاء يجدون الفرصة الآن في السلام، وحقهم في الحياة العادلة وتوزيع الحقوق والأمن والموارد والسلطة والثروة بالتساوي والعدالة .
وأكد ماجد قائلا إن 
السلام الآن، أولاً هو الخطوة الحقيقية نحو الانطلاق بالدولة التي نتمناها ، وفي سبيلها قدمنا الشهداء والجرحى وسنين التعذيب.

هذه البلاد المنكوبة بالتشتت والضياع والدمار خلاصها السلام الشامل العادل والتعايش السلمي.

جميعنا كسودانين نحن الآن أمام الفرصة التاريخية لصناعة المستقبل؛ والنجاة بنا والبلاد من شبح الموت والتقسيم والانفصال والحرب.

علينا الالتفاف ودعم قضايا السلام والانتقال الديمقراطي للعبور نحو الشمس (الحرية /السلام/العدالة)

للسودانيين ذاكرة قديمة ومتجددة مع عمليات التفاوض والتوقيع، كلها لم تجد حظها من الالتفاف الشعبي، أو توحد الهموم، ولم تؤخذ قضايا المتضررين بشكل كامل، وتنظر لجذور الأزمة الأفجع.

إن كل تلك الاتفاقات التي (لم ينجح فيها أحد ) كانت مع أنظمة شمولية وعسكرية لا تعلم معنى الديمقراطية ولا السلام والعدالة .

هذا التوقيع الذي تأخر كثيراً يأتي في ظل تعقيدات بالغة، وظروف تاريخية مختلفة، وربما أول عملية تتم في مناخ انتقال يناقش جميع القضايا والجذور،

هذا الاتفاق من جميع جوانبه سيعزز الديمقراطية والانتقال إليها وقوى لحكومة الثورة والتحام شعبي نحوها .

عليهم الآن الإيمان بأن القبيلة هي الوطن، وأن زمان التمييز قد ولى،

زمان الإقصاء والتهميش المؤدلج قد نسفته ثورة ديسمبر المجيدة بلا عودة.

والآن نحن نرسم ملامح الخطوة القادمة

نعقد تحالفاً مع الشمس بأننا نودع عهود الظلام بلا عودة.

ننطلق بجناحين نحو الحلم الوطني العريض..

دولة المواطنة والحقوق والحريات والتعدد والاستقرار.

دولة توزيع السلطة والثروة على الكل دون تهميش أو إبعاد .

حينما أتحدث عن السلام أنا لا أنظر لمن الذي وقع من الطرفين أو كيف وصل؟

وإنما أنظر بداخلي لكمائن الطوب العالية التي تتسلقها امرأة تربط طفلها على ظهرها وتعمل في الشمس والنار …

أشاهد يا عزيز الطريق الوعر الذي تمر به الفتيات محملات بالحطب على رؤوسهن ويتعرضن للاغتصاب.

أنا أرى ملايين المرضى لا يجدون مشفى ولا مأوى

أرى معسكرات النزوح وسوء الظروف.

في هذا التوقيع نحن الذين اكتوينا بنيران التهميش والحرمان والفقر، ندرك تماماً معنى السلام .

هذا السلام يدرك معناه جيداً من كان ينام في الكراكير على أصوات الانتنوف .

يدركه من كان ينام وهو لا يأمن بيته..

من كان يداهمهم الرباطة والمليشيات والجنجويد يعرفون الآن جيداً قيمة السلام ..

هذا التوقيع نحن ننظر له بعين الأمنيات بالمآسي والمرارات وحجم التطلعات

المعنفات والمرضى والمبعدين

ننظر له منذ لحظة عدم دخول الأطفال للمدارس

وتوجههم للسوق لبيع المناديل.

ننظر له من لحظة يصبح هناك تمييز اجتماعي بين المكونات، وطبقات لأن ابناء تلك المناطق حرموا من حقهم في التعليم والصحة والعلاج ….

ننظر لبوابات الكليات الحربية والوظائف التي كانت تغلق حينما تسأل من القبيلة .

هذا السلام هو الضامن الوحيد والحقيقي لتحقيق كل تلك الأحلام والحقوق

شارك