في أول عملية من نوعها.. فرنسا وألمانيا تعيدان اللاجئين إلي العراق طوعية
الجمعة 04/سبتمبر/2020 - 04:13 م
طباعة
أميرة الشريف
في إطار "أول عملية أوروبية مشتركة من نوعها"، عاد عشرات المهاجرين العراقيين الذين كانوا يعيشون في فرنسا وألمانيا بناء على طلبهم إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وفقا لما أفادت به السلطات الفرنسية بأنهم عادوا طواعية إلى أربيل، وبلغ عددهم 51 شخصاً، حيث استفادوا من برنامج المساعدة للعودة طوعية الذي يقضي بعودة الأجنبي إلى بلاده مقابل مبلغ مالي.
وقال، رئيس المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج، ديدييه ليسكي، إن "هذه العملية الفرنسية الألمانية هي الأولى من نوعها ومثال على التعاون الجيد بين الدول الأوروبية" في قضايا الهجرة، مؤكدا أن رحلة باريس - ميونيخ - أربيل مولتها هيئة مراقبة الحدود الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس".
وقد استقل 15 عراقياً رُفضت طلبات لجوئهم وكانوا يعيشون في شمال فرنسا بعد أن خضعوا لاختبار الكشف عن كوفيد-19 وجاءت نتيجته سلبية، وحصل كل منهم على مبلغ 1800 يورو، يضاف إليه مبلغ 3000 يورو بمجرد وصولهم إلى هناك على شكل "مساعدة اندماج"، وفق ديدييه ليسكي.
وفي ميونيخ، استقل 36 عراقياً بدورهم الطائرة التي رافقهم فيها مسؤولون فرنسيون وألمان، وكان يفترض أن يكونوا 75 شخصاً (90 في المجموع مع العراقيين من فرنسا) لكن المصابين بفيروس كورونا لم يستقلوا الطائرة. وحطت المجموعة في البداية في بغداد الخميس قبل أن تواصل رحلتها إلى أربيل شمالي البلاد.
ليسكي أفاد بأن برلين هي التي كانت وراء المبادرة المشتركة "التي ستتبعها أخرى"، مضيفا أن في فرنسا "هناك طلب" على العودة الطوعية" التي سرَّعتها أزمة كوفيد" عندما زادت الضغوط خصوصاً في سوق العمل، لكن صعوبات الحركة وانخفاض الرحلات الجوية منذ بداية الأزمة الصحية أبطأت مجريات هذه العودة.
وتراجع عدد عمليات ترحيل اللاجئين الذي رفضت طلبات لجوئهم كثيرا خلال النصف الأول من العام الجاري بسبب وباء كورونا، وفق وزارة الداخيلة الألمانية وصحيفة ألمانية، لكن هذا التراجع يقابله من جهة أخرى ارتفاع في عدد اللاجئين الذين تم ردهم من على الحدود ومنعهم دخول البلاد.
وأفاد تقرير لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية أن عدد عمليات الترحيل من ألمانيا انخفض بشكل حاد خلال أزمة وباء كورونا في النصف الأول من العام الجاري.
ووفق المعلومات التي أوردتها الصحيفة نقلاً عن وزارة الداخلية الألمانية فقد تم ترحيل 4616 شخصا. في حين بلغ عدد عمليات الترحيل في نفس الفترة من العام السابق 11496شخص أي ما يعادل أكثر من ضعف العدد الحالي.
من جهة أخرى أشار التقرير إلى استخدام للعنف في تنفيذ 362 عملية ترحيل أثناء الفترة الممتدة ما بين يناير ويونيو، وفي رد من وزارة الداخلية على طلب إحاطة من كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني(بوندستاغ) حصلت الصحيفة على نسخة منه، فإن 448 عملية ترحيل باءت بالفشل، منها 74 عملية ترحيل أوقفت بسبب رفض الطيارين أو شركات النقل الجوي، نقل من كانت الوزارة ترحيلهم.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن تداعيات وباء كورونا لم تقتصر على خفض عدد عمليات الترحيل بشكل حاد خلال النصف الأول من العام الجاري، بل تسبب أيضاً في زيادة عدد اللاجئين الذين تم ردهم من على الحدود أيضا.
فبحسب بيانات وزارة الداخلية، مُنع 12188 شخصاً من دخول البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو يقارب العدد الذي سُجل طوال العام الماضي، حيث ما تم رد 13689 شخصاً من على الحدود، وكثيرا ما تم تبرير الرفض بوجود "تهديد للصحة العامة"، في حين كان السبب الرئيسي في العام الماضي هو عدم توفر وثائق صالحة للسفر.
يشار إلي أن 10 أغسطس الماضي غادرت العاصمة اليونانية أكبر رحلة جوية لهذا العام (ضمن برناج الأمم المتحدة)، وعلى متنها 134 عراقيا عائدين "طوعيا" إلى بلدهم الأم، وتنضوي الرحلة تحت خطة الاتحاد الأوروبي " بالتخفيف عن اليونان" التي تستقبل عشرات الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء. إلى ذلك، شككت بعض الجمعيات الإنسانية بـ"طوعية الرحلة"، معتبرين أنها نجمت عن الضغوطات والتعقيدات التي تواجه طالبي اللجوء بعد وصولهم إلى القارة الأوروبية.
ووفقًا لتقرير برلماني صدر عام 2018، تبلغ كلفة الترحيل "القسري" 14 ألف يورو في المتوسط، مقابل 2500 إلى 4000 يورو للمساعدة على العودة.
في عام 2019، نفذت فرنسا حوالي 8500 عودة طوعية مقابل 2300 منذ بداية عام 2020 بهذه الصيغة التي أشادت بها الحكومة لأنها أقل تكلفة بكثير من الإبعاد القسري.