اصابع تركية.. كينيا تواجه تمويل حركة الشباب بقرارات جديدة
الجمعة 04/سبتمبر/2020 - 04:17 م
طباعة
علي رجب
في ظل مواجهة كينيا لإرهاب حركة الشباب الصومالية، اتخذت نيروبي، قرارا بتجميد أرصدة لمواطنين كينيين على علاقة بتمويل التنظيم الأخطر في القرن الأفريقي،وسط تقارير استخبارتية عن دور تركيا في تمويل التنظيم الارهابي.
تشهد كينيا تنامياً ملحوظاً في نشاط حركة "شباب المجاهدين" الصومالية. ففي أبريل 2020، قتلت الحركة ستة من الجنود في شمال شرق البلاد. وقَبْلها، وتحديداً في شهر يناير 2020، شنَّت هجوماً على قاعدة جوية أمريكية. وبرغم الضربات الأمريكية المتواصلة لمعاقلها، ما تزال الحركة تُصعِّد من عملياتها، خاصةً في الجزء الشمالي الشرقي.
وزير الداخلية والأمن في الحكومة الكينية فريد ماتاينغي أمر ، الخميس 3 سبتمبر، بتجميد أرصدة 9 من المواطنين الكينيين الذين اتهموا بتمويل حركة الشباب الصومالية ذات الصلة بتنظيم القاعدة.
الوزير الكيني لفت في بيان أصدره إلى أن الطريق الوحيد لتقييد الإرهابيين هو تدمير الشبكات التي تقوم بتسهيل أعمالهم والجهات التي تقدم إليهم الدعم المالي، موضحا أن بلاده لن تستسلم للإرهابيين.
تعاني كينيا من إرهاب حركة الشباب، وارتفاع وتيرته ضد القوات الكينية الموجودة في الصومال، إذ اعتمدت الحركة في الآونة الأخيرة، التركيز على المناطق الحدودية الكينية الصومالية، ردًّا على مطالب نيروبي بإدراج الحركة على قوائم الإرهاب.
كينيا تعرضت خلال السنوات الماضية لهجمات مميتة من مقاتلي حركة الشباب الذين استهدفوا كبريات المدن الكينية بما فيها العاصمة نيروبي، وقد نجحت الحركة في تجنيد بعض الكينيين ليقاتلوا في صفوفها، ولم تستطع الحكومة الكينية حتى الآن منع تسلل المقاتلين من حدودها مع الصومال لتنفيذ هجمات داخل كينيا.
الحركة هددت "بحرب طويلة ومرعبة وحمام دم"، رداً على تدخّل الجيش الكيني في الصومال، ودعت كينيا في يوليو 2019، القوى الدولية للتوحد في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وحثت المجتمع الدولي على الإسراع بإدراج حركة الشباب على قائمة المنظمات الإرهابية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267، كما نشرت قوات إضافية على حدودها مع الصومال، وكثفت من الدوريات الأمنية؛ لوقف تسلل مسلحي الحركة إلى داخل أراضيها.
دور تركي:
مواجهة كينيا لتمويل حركة الشباب يكشف عندور تركيا في دعم الجماعة الارهابي، فقد ذكر موقع "نورديك مونيتور – Nordic Monitor"، المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة، أن الحكومة الأمريكية رصدت التحويل المالي، وطالبت بإجراء تحقيق حول الشبكة التي سمحت بتمويل حركة "الشباب"، لكن الحكومة التركية تسترت على التحقيق الذي تم إجراؤه بعد تلقي إخطار من ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية آنذاك.
ووفقاً للمعلومات الواردة في صحيفة الاتهام في قضية اغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، في العاصمة التركية أنقرة في 19 ديسمبر 2016، على يد ضابط شرطة ذي صلة بتنظيم القاعدة يُدعى مولود ميرت ألتنتاش، زعمت الحكومة التركية أنها لم تعثر على دليل حول هذا التحويل المالي.
وجاء في صحيفة الاتهام المقدمة إلى المحكمة في 23 نوفمبر 2018 أن مكتب كوهين نقل معلومات للحكومة التركية، تبين أن مواطنا يُدعى إبراهيم شين (37 عاماً) كان متورطاً في تحويل مبلغ بقيمة 600 ألف دولار إلى حركة الشباب الصومالية في سبتمبر 2012.
وقال "نورديك مونيتور" إن حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زعمت أن هيئة التحقيق في الجرائم المالية، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة المالية والخزانة يرأسها صهر أردوغان بيرات ألبيرق، لم تجد أي دليل على هذا التحويل.
وأضاف الموقع السويدي أن حكومة أردوغان أرادت التكتم على التحقيق مع شين، والذي كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات التركية لنقل الإرهابيين من وإلى سوريا.
ووفقاً لملف التحقيق الذي نُشر في يناير 2014، أعتُقل شين في باكستان بسبب علاقته بتنظيم القاعدة ونقل إلى "جوانتانامو" ومكث هناك حتى عام 2004، قبل أن يقرر المسؤولون الأمريكيون تسليمه إلى تركيا.
لماذا كينيا؟
وبدوره يقر مركز “صوفان” للأبحاث الأمنية والعسكرية بأن حركة الشباب حركة تجدد وجودها من جديد وتُظهر القدرة على شن هجمات دون أن تخضع لعقاب.
ويؤكد المركز في تقرير صادر عنه أن مقاتلي الحركة أثبتوا قدرتهم على نشر قوتهم خارج حدود الصومال وإلى كينيا، لكنه يتساءل عن مرد عدم معاقبة هذه الجماعة الجهادية التي ضاعفت نفوذها في شرق أفريقيا.
وتظهر دراسات بحثية وخبراء لماذا تركز حركة "الشباب" على مهاجمة كينيا، أكثر من كل الدول المشاركة في القوات الأفريقية التي تحاربها، ولماذا تنجح أي عملية تشنها الحركة؟ يشار إلى أن حركة "الشباب" لم تشن بين 2006 و2007 أي هجوم في كينيا، فيما شنت هجوماً واحداً في إثيوبيا.
وقد شنت حركة الشباب الارهابية بين العامين 2008 و2015 أكثر من 230 هجوماً في كينيا وخمسة في إثيوبيا، ثبتت حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة وجودها في القرن الافريقي رغم السياسية الأمريكية لمواجهة الارهاب.
وتوضح الدراسات أن هذا الأمر يعود إلى عدة أسباب، أبرزها الحدود المفتوحة وغير المؤمّنة عسكرياً مع الصومال. كما أنه توجد في كينيا صحافة حرة، ما يسمح بنشر واسع للمعلومات عن العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى انتعاش قطاع السياحة، وهو أمر يزيد من الأهداف.
كما أن العديد من قيادات حركة "الشباب" هم من كينيا، التي تتواجد فيها خلايا إرهابية نائمة، بالإضافة إلى تفشي الفساد. ويبدو أن تركيز "الشباب" على كينيا، على الرغم من مشاركة دول أخرى في "أميصوم"، يعود إلى تواجد القواعد التابعة إلى الحركة في جنوب الصومال.
وتهدف "الشباب" من استهدافها المصالح الأجنبية والأجانب في كينيا، إلى إظهار أنها قوة "جهادية"، وهو ما سيؤدي إلى انضمام مقاتلين جدد إليها. ويوجد في نيروبي عدد كبير من السفارات والدبلوماسيين مقارنة بالدول الأخرى المجاورة للصومال.