"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 05/سبتمبر/2020 - 11:36 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  5 سبتمبر 2020.
الاتحاد: الجيش اليمني يحرر مناطق استراتيجية في الجوف
حرر الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وغطاء جوي من طيران التحالف العربي مواقع استراتيجية شرق محافظة الجوف.
وأعلن الجيش اليمني مقتل عشرات العناصر من ميليشيات الحوثي الإرهابية خلال الاشتباكات. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة: إن معارك عنيفة خاضها الجيش ورجال المقاومة في جبهة «العلم» بمحافظة الجوف. وأضاف: «رجالنا يحررون سلسلة جبال حويشان، ويدمرون عدداً من الآليات والأطقم، ويستعيدون كميات من الأسلحة والذخائر». وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع العشرات من عناصر الميليشيات. وكانت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، قد تمكنت خلال الأيام الماضية، من تحرير مساحات كبيرة في جبهة «النضود» شرق مدينة «الحزم» بالجوف.
وشنت الميليشيات الحوثية، خلال الساعات الماضية عدّة هجمات ومحاولات تسلل في مسعى منها لاستعادة بعض منها، إلا أن قوات الجيش والمقاومة أفشلت كل المحاولات وكبّدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.
وذكرت مصادر ميدانية في الجوف لـ«الاتحاد» أن مقاتلات التحالف شنت أكثر من 6 غارات على مواقع تابعة للميليشيات في جبهتي «العلم» و«النضود»، وقال الناطق باسم قوات الجيش اليمني، العقيد ربيع القرشي، إن الغارات الجوية دمرت مخازن تسليح الميليشيات الحوثية في «دحيضة وقرن الصيعري ومليفيفة في العلم والنضود»، لافتاً إلى أن طيران التحالف ساند أيضاً قوات الجيش والقبائل خلال المواجهات شرق مديرية الحزم، والتي انتهت بتحرير عدد من المواقع شرق منطقة «بئر المرازيق» وأسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات الانقلابية.
كما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي في محافظة مأرب.
وذكرت مصادر ميدانية عديدة لـ«الاتحاد» أن القصف أصاب أهدافا حوثية في مديريات «مجزر ومدغل وصرواح وماهلية»، لافتةً إلى أن الغارات أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين ودمرت معدات قتالية وعسكرية تابعة لهم. وأشارت المصادر إلى احتدام المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في منطقة «المخدرة» بمديرية صرواح غرب مأرب، وفي عدة مناطق بمديرية «ماهلية».
وقال مصدر عسكري إن «قوات الجيش مسنودة بأبناء قبيلة مراد تخوض معارك عنيفة في ماهلية، وأن العشرات من عناصر الميليشيات سقطوا قتلى وجرحى خلال المواجهات في غضون 24 ساعة ماضية». وأضاف أن 15 مسلحاً حوثياً قتلوا أمس، خلال تصدي الجيش لهجوم عنيف للميليشيات وسط مديرية «ماهلية».
إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية، أمس، انتهاكاتها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة. وذكرت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي استَهدفت بشكل عشوائي الأحياء السكنية في مدينة «حيس»، مشيرة إلى أن الميليشيات قصفت بالمدفعية والرشاشات الأحياء السكنية الشرقية والشمالية لمركز المدينة، والمنازل في الشمال الشرقي لمنطقة بيت مغاري شمال غرب المديرية. كما أطلقت ميليشيات الحوثي نيران أسلحتها على المسافرين في الطريق الرابط بين مديريتي حيس والخوخة ما أدى لإثارة رعب وهلع المسافرين وجلهم من المدنيين.
وقصفت الميليشيات بقذائف المدفعية منطقتي «الفازة والجبلية» بمديرية التحيتا، واستهدفت أيضاً المنازل في مناطق متفرقة بمديرية الدريهمي.

«الحوثي» تعتقل 11 مدنياً في البيضاء بينهم أطفال
اعتقلت ميليشيات الحوثي الإرهابية، 11 مدنياً في محافظة البيضاء خلال اليومين الفائتين، من بينهم أطفال. وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات الحوثية داهمت منازل المدنيين في مديرية «القريشية» واعتقلت هناك 11 مدنياً، منهم 5 أطفال، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة. 
وبحسب ذات المصادر، فإن الميليشيات شنت عمليات الاعتقال التعسفية في قرية «الشرياف» والقرى المجاورة لها، دون معرفة الدوافع من وراء هذه الحملة. وأكدت المصادر أن قرية «الشرياف» بالتحديد، سبق وتعرضت لعمليات دهم سابقة، وانتهاكات متنوعة مارستها الميليشيات الحوثية، وسط صمت حقوقي إزاء تلك الجرائم اللاإنسانية.
 الجدير بالذكر أن الأطفال اليمنيين باتوا من أكثر الفئات عرضة للانتهاكات الحوثية، حيث يتم اعتقالهم أو تجنيدهم وغسل أفكارهم، أو تشريدهم، إن لم يتم قتلهم بالقصف والقنص والاستهداف الممنهج.

البيان: تحرير مواقع جديدة في الجوف ومأرب
حررت القوات المشتركة مواقع جديدة في محافظتي الجوف ومأرب بإسناد من مقاتلات التحالف كانت ميليشيا الحوثي قد سيطرت عليها.
وذكرت مصادر عسكرية لـ«البيان» أن القوات المشتركة تمكنت من تحرير سلسلة جبال حويشان في جبهة العلم، وقتلت وأسرت عدداً من مقاتلي الميليشيا، واستعادت كميات من الأسلحة والذخائر، كما دمرت مقاتلات التحالف عدداً من الآليات والمركبات العسكرية التابعة للحوثيين.

وفي جنوب محافظة مأرب تمكنت القوات المشتركة بإسناد من القبائل من تحرير عدد من المواقع في جبهة ماهلية بعد معارك عنيفة مع عناصر ميليشيا الحوثي، مع وصول تعزيزات أرسلتها قيادة القوات المشتركة إلى هذه الجبهة ضمت تعزيزات بشرية وأسلحة وآليات، في حين قتل مدني في قصف حوثي لتجمعات سكنية في مديرية القريشية التابعة لمحافظة البيضاء. ‏وفي جنوب محافظة البيضاء تجددت المواجهات بين قوات لواء الأماجد مع ميليشيا الحوثي في مديرية مكيراس الواقعة على حدود محافظة البيضاء مع محافظة أبين، استخدمت فيها صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون .

وقال قائد لواء الأماجد العميد صالح الشاجري إن قواته تخوض معارك النصر من أجل تحرير مديرية مكيراس والوصول لمحافظة البيضاء وتحرير كل شبر من أرض الوطن. وفي الساحل الغربي قصفت الميليشيا بعنف بلدتَي الفازة والجبلية التابعتين لمديرية التُّحيتا جنوب الحديدة في إطار انتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار بالحديدة.

الشرق الأوسط: عصابات حوثية في المدن اليمنية لخطف الأطفال وتجنيدهم للقتال
لم يكن الطفل «ر.م.ع» البالغ من العمر 13 عاما يعرف أن المدن الخاضعة للحوثيين لم تعد آمنة للتجول لمثل من هم في مثل سنه، لذلك كان في الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري على موعد مع العصابات الحوثية المتخصصة في خطف الأطفال وتجنيدهم للقتال في صفوف الجماعة الانقلابية.
وبحسب مقربين من الطفل تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن الحادثة، خرج الطفل من منزل جده في مدينة يريم الواقعة إلى الشمال من محافظة إب على أمل أن يستقل أول وسيلة للمواصلات باتجاه القرية التي يسكن فيها والده إلى الجنوب من المدينة، غير أن مسلحي العصابة الحوثية كانوا في انتظاره. اقتاد المسلحون الطفل إلى حافلة لنقل المسافرين باتجاه صنعاء بعد أن غطوا عينيه وهددوه بالقتل إن قام بالصراخ عند نقاط التفتيش، التي تضم إضافة إلى المشرفين الحوثيين عناصر من الشرطة الخاضعة للجماعة.
استجمع الطفل رباطة جأشه - بحسب الرواية التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»- عندما وصل إلى نقطة تفتيش «نقيل يسلح» على بعد 50 كلم جنوب العاصمة صنعاء وهي النقطة الأهم التي يتم فيها تفتيش المسافرين والتدقيق في هوياتهم، ليقوم بالصراخ بشدة، وهو ما لفت إليه عناصر الشرطة الموجودين الذين قاموا بإنزاله من الحافلة للاستماع إلى حكايته التي أعقبها إطلاق سراح المسلحين بعد أن عرفوا بأنفسهم بأنهم يتبعون الجماعة الحوثية.
في اليوم نفسه اقتاد عناصر الشرطة الأمنية الخاضعة للميليشيات الطفل إلى إدارة المباحث الجنائية التابعة لقسم شرطة باب اليمن وسط العاصمة صنعاء، حيث أخبرهم برقم هاتف والده وعنوان سكنه وقريته، لينجو أخيرا من قبضة خاطفيه. هذه الحادثة عززتها في اليوم نفسه واقعة أخرى كان ضحيتها الطفل (ع.ت.م) الذي أبلغ أهله عن فقده بعد خروجه من المنزل في حي شميلة جنوب العاصمة لشراء متعلقات لأسرته من البقالة المجاورة لكنه لم يعد، وسط ترجيحات بأنه وقع في يد العصابة الحوثية لخطف الأطفال وتجنيدهم. الحادثتان أعادتا إلى الأذهان موجات متصاعدة من عمليات خطف الأطفال من المدن والقرى اليمنية خلال السنوات الماضية، إذ يتهم ناشطون وحقوقيون الجماعة الحوثية بخطفهم واقتيادهم إلى أماكن سرية لتلقينهم أفكار الجماعة وتدريبهم على استخدام الأسلحة قبل الزج بهم في جبهات القتال.
في هذا السياق تحدث مصدر أمني مناهض للجماعة الحوثية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» وأكد أن الجماعة أنشأت خلايا تابعة لها ضمن جهاز الأمن الوقائي مهمتها اصطياد الأطفال والمراهقين من جوار منازلهم وأثناء خروجهم من المدارس أو ذهابهم إلى المتاجر لخدمة ذويهم. وبحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من بطش الجماعة، فإن أفراد هذه الخلايا المنتشرين في مختلف المدن الخاضعة للميليشيات يحصلون على مبالغ مالية تعادل 500 دولار نظير خطف كل طفل أو مراهق إلى معسكرات الجماعة الانقلابية. وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات رصدت خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2015، وحتى 30 أغسطس (آب) 2019، ارتكاب الجماعة الحوثية أكثر من 65 ألف واقعة انتهاك بحق الطفولة في اليمن، في 17 محافظة يمنية. وفي وقت سابق أفادت مصادر حقوقية في محافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء) لـ«الشرق الأوسط» باتساع ظاهرة خطف الأطفال حيث اختفى العشرات منهم من الشوارع والمدارس بصورة مفاجئة ومن ثم ظهور أعداد منهم في جبهات القتال أو في سجون الميليشيات الحوثية.
وخلال شهرين في المحافظة نفسها، أكدت المصادر وصول عدد الأطفال المختطفين إلى أكثر من 68 طفلا، كان بعضهم قد شارك في احتفالات الجماعة المتكررة التي تقيمها لمناسباتها ذات الصبغة الطائفية.
وفي محافظات ذمار وحجة والمحويت وريمة، كانت تقارير حقوقية أفادت باختفاء العشرات من الأطفال خلال العامين الماضيين، حيث اتضح لاحقا أن الكثير منهم تم اقتياده إلى معسكرات التدريب الحوثية، ومنهم من تم الزج به في جبهات القتال ليعود جثة هامدة إلى أهله.
وسبق أن قامت قوات الجيش اليمني في جبهات عدة بأسر العشرات من الأطفال المجندين في صفوف الجماعة حيث تم إعادة تأهيلهم في محافظة مأرب وإعادتهم إلى أهاليهم في المناطق الخاضعة للميليشيات الحوثية.
من جهتها كانت الحكومة اليمنية حذرت من مضاعفة الجماعة الانقلابية لعمليات التجنيد والتحشيد في صفوف الأطفال، واستمرارها في الزج بهم في جبهات القتال لتعويض خسائرها البشرية الكبيرة، وفق ما ذكره وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريحات سابقة.
واتهم الوزير اليمني الميليشيات بأنها تدفع يومياً بالمئات من المجندين غالبيتهم من الأطفال للموت المحقق في جبهات القتال دون أي اكتراث بمصيرهم.
إلى ذلك قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية اليمنية في حكومة تصريف الأعمال، ابتهاج الكمال إن أكثر من 6 ملايين طفل تضرروا بشكل مباشر جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية. وأكدت أن المليشيات حولت أكثر من 5.2 مليون طفل من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل، وتسببت في وجود أكثر من مليوني طفل يعانون سوء التغذية الحاد.
واعتبرت الوزيرة في تصريحات رسمية سابقة، أن استمرار الجماعة في تجنيد الأطفال والزج بهم في معارك عبثية وتعريضهم لخطر الإصابة بالألغام وتسريبهم من المدارس، يؤكد مدى بشاعتها واستهتارها بالاتفاقيات الدولية والمبادئ الإنسانية. وتقدر الإحصاءات اليمنية والدولية قيام الجماعة الحوثية بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر (أيلول) 2014، في الوقت الذي اتهمت فيه المنظمات الحقوقية قادة الجماعة بارتكاب «جرائم حرب» بحق الطفولة في تحدٍ صارخ لكل القوانين والمواثيق المحلية والدولية التي تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات والحروب.

تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحوثيين في مدن يمنية
دخلت المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية مرحلة جديدة من الاحتجاجات والتظاهرات والوقفات الغاضبة التي نظمها يمنيون من مختلف الفئات والشرائح المجتمعية، تنديداً بسياسات النهب والفساد والقمع والانتهاكات والجرائم التي مارستها الجماعة بحقهم من جهة، واستمرار تدخلها المباشر في صلاحيات ومهام القضاء، وتلاعبها بقضايا المواطنين والأحكام الصادرة عنه وتجييرها، خدمة لأجندتها وأهدافها الانقلابية.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن تصاعد حدة الاحتجاجات والتظاهرات المنددة بفساد وعبث وجرائم الميليشيات الانقلابية، وتوسع رقعتها لتشمل عدداً من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وأكدت المصادر أن الشهر الماضي فقط شهد موجة تظاهرات ووقفات احتجاجية واسعة ضد الانقلابيين، في كل من أمانة العاصمة، ومحافظات إب وذمار وصنعاء وتعز وحجة والبيضاء وريمة وغيرها، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية للسكان، وتفشي الفساد، وارتفاع منسوب الجرائم والانتهاكات، كالاختطافات وعمليات التعذيب والقتل والنهب، والعبث المنظم بكل مقومات الدولة، وتدخلات الجماعة المباشرة في صلاحيات القضاء، وغيرها من التجاوزات الأخرى.
وأحصت المصادر تنظيم أكثر من 65 عملية إضراب وتظاهرة ووقفة احتجاجية مجتمعية متنوعة، مناوئة لسياسات وجرائم الميليشيات الحوثية خلال أغسطس (آب) الماضي. وأشارت إلى أن الفعاليات الغاضبة التي شهدتها العاصمة صنعاء ومدن أخرى خلال الفترة ذاتها تنوعت بين «وقفات احتجاجية وتظاهرات غاضبة وإضرابات كلية وأخرى جزئية» وجميعها وقعت بعدة مؤسسات ومرافق حكومية وغير حكومية.
ومن بين الفعاليات التي نُظِّمت خلال الشهر نفسه ولا تزال تداعياتها تقض مضاجع الانقلابيين حتى اليوم، تظاهرات أطباء وموظفي مستشفى «الثورة» بصنعاء، للمطالبة بصرف مستحقاتهم، واحتجاجات مساهمي شركات الأسهم الوهمية المنددين بنهب الحوثيين لأموالهم، ووقفات أمهات المختطفين لإطلاق سرح أبنائهن من سجون الانقلابيين، وأخيرها وليس آخرها وقفتان احتجاجيتان شهدتهما مؤخراً كل من صنعاء العاصمة ومحافظة إب، استنكاراً لاستمرار تدخل الحوثيين في أعمال وصلاحيات القضاء، وبطء إجراءات التقاضي في قضايا قتل وغيرها في المحاكم الحوثية.
على الصعيد ذاته، كانت تقارير محلية قد أكدت في وقت سابق أن مناطق سيطرة الحوثيين وعلى رأسها العاصمة صنعاء المختطفة، شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية موجة احتجاجات واسعة ضد الجماعة لأسباب عدة، يتعلق بعضها بتردي الأوضاع المعيشية، وانتهاج الميليشيات لسياسة الإقصاء، ونهب المرتبات، وغيرها من القضايا الأخرى.
وكشفت وحدة الرصد التابعة لمركز العاصمة الإعلامي عن أزيد من 354 فعالية نضالية شهدتها أمانة العاصمة صنعاء وحدها ضد الميليشيات، خلال عام 2017.
وعلى صعيد الاحتجاجات المنددة بتدخلات الحوثيين واستهدافهم المتكرر للمؤسسة القضائية في مناطق سيطرتهم، أكد مصدر محلي في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط»، خروج جموع غاضبة من المواطنين قبل ثلاثة أيام في المدينة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، في مسيرة احتجاجية للمطالبة بالقصاص من قتلة الطفل رعد الزنداني، وشقيقته هنادي.
وقال المصدر إن المحتجين طافوا عدداً من شوارع المدينة حتى وصلوا إلى مقر النيابة العامة، للتنديد بتأخر وبطء إجراءات التقاضي في القضية، ووقوف قيادات حوثية في المحافظة وراء ذلك التأخر المتعمد؛ مشددين في الوقت ذاته على سرعة محاسبة الجناة.
وأكد أن المحتجين طالبوا عبر مسيرتهم قضاء الميليشيات بإنزال أقسى وأشد العقوبة بحق الجناة، لردع الجرائم التي ترتكبها مثل تلك العصابات الإجرامية، والتي تصاعدت مؤخراً في إب المحافظة ومديرياتها بشكل غير مسبوق.
وبحسب المصدر، كان الطفل رعد الزنداني البالغ من العمر 12 عاماً وشقيقته هنادي (17 عاماً) قد لقيا حتفهما خنقاً في منتصف أغسطس الماضي، على يد خطيب شقيقة زوج المجني عليها وشخص آخر، بتحريض والدة زوج المجني عليها (50 عاماً) وشقيقة زوج المجني عليها هنادي، في جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق الطفولة والإنسانية في محافظة إب، التي لا تزال قابعة تحت حكم وسيطرة الجماعة الحوثية. وبالعودة إلى صنعاء وإلى التظاهرات المنددة بتلاعب الجماعة في أحكام القضاء، نظم عدد من مشايخ وأبناء مديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء، مطلع الأسبوع الماضي بالعاصمة، وقفتين احتجاجيتين: الأولى أمام محكمة جنوب شرقي الأمانة، والثانية أمام محكمة جنوب غربي المدينة، للمطالبة بسرعة إصدار وتنفيذ حكم الإعدام العاجل بحق أحد المتهمين بقتل اثنين من إخوانه على خلفية نزاعات أسرية.
وعبر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عن استنكارهم الشديد، واستغرابهم من مماطلة السلطة القضائية الحوثية في إعدام القاتل؛ لا سيما أنه قد اعترف أمام النيابة والمحاكم بارتكاب جريمة قتل إخوانه، الأمر الذي يضع – بحسبهم - حول القضاء الخاضع للحوثيين عدداً من علامات الاستفهام؛ حيث أكد المحتجون على ضرورة قيام القضاء بالدور المنوط به، بعيداً عن المماطلة والمراوغة والمتاجرة بالدماء البريئة.
وأفاد أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية لـ«الشرق الأوسط»، بأن تباطؤ ومماطلة القضاء في فض النزاعات وحل الخلافات وإنصاف المظلومين، يؤدي إلى انتشار الجريمة واتساع رقعتها في أكثر من منطقة ومكان.
وأضاف أن الخلل الذي يعانيه القضاء اليوم ينعكس سلباً على المجتمع؛ حيث تتفاقم الخلافات وتنتج عنها جرائم أسوأ وأكبر وأجسم من القضايا المنظورة التي لم يحرك القضاء فيها ساكناً.

شارك