حزب تواصل... الإخوان بوابة تركيا للنفوذ في موريتانيا

السبت 05/سبتمبر/2020 - 02:49 م
طباعة حزب تواصل... الإخوان علي رجب
 

انتفاضة واسعة من قبل ابناء الشعب الموريتاني، ضد الوجود التركي والقطري في البلاد، ظهرت بوضوح مع تنظيم عدد كبير من الموريتانيين تظاهرة شعبية أمام  السفارة التركية في العاصمة نواكشوط.


التغلغل التركي  الذي استشعره ابناء الشعب الموريتاني، يأتي مع وجود مخططات من قبل نظام رجب طيب أردوغان، لتغلغل والسيطرة على موارد موريتانيا، وكذلك اتخذا الدولة العربية على ساحل المحيط  الأطلسي، قاعدة لتغلغل في افريقيا وايضا تهديد أوروبا.


الأطماع التركية أيضا في موريتانيا كانت تتركز على  ثروات موريتانيا، ورغبة الشركات التركية للحصول على ثروات الموريتانيين عبر "بوابة  الاستثمار" والتي تشكل واجهة "اقتصادية" للتغلغل والسيطرة ودعم ادوات تركيا في موريتانيا وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين، أو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعروف اعلاميا بحزب "تواصل".

ويعد محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، الأب الروحي للخوان والجماعات التطرفة في موريتانيا ويقيم في عاصمة التنظيم الدولي للاخوان " اسطنبول"، إضافة إلى محمد جميل منصور، الأمين العام السابق لحزب "تواصل"، أهم مفاتيح تركيا للتغلغل في موريتانيا.

حزب "تواصل" الأخواني، الذي جرى تدشينه في صيف العام 2007، يعد الوريث الأبرز للإسلام السياسي  في موريتانيا، حيث يتبع الحزب، فكر جماعة الإخوان ومتاثر بأفكار حسن البنا وسيد قطب، ويعمل على الوصول لسلطة.


وظهر فكر جماعة الإخوان في موريتانيا بمنتصف السبعينيات مع تأسيس حركة الإصلاحيين الوسطيين، وكانت الجماعة الإسلامية هي أول تنظيم للتيار الإسلامي في موريتانيا، وتطورت أوضاع الإخوان حتى وصلوا لتأسيس تنظيم "حاسم" في 1990، ثم حزب الأمة وأخيرا حزب "تواصل".

ووفقا لبيانات الحزب يبلغ عدد أنصار "توصل" نحو 100 ألف شخص، ويترأس "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" محمد محمود ولد سيدي، والذي انتخب رئيسا للحزب في ديسمبر 2017، خلفا لجميل ولد منصور.

الانخراط التركي في الداخل الموريتاني من خلال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، يشكل جزءاً من رؤية أنقرة الاستراتيجية للتغلغل في مناطق عدة في القارة الافريقية وخاصة في منطقة غرب ووسط القارة اسمراء وكذلك تطويق شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء والتي تعد موريتانيا حجر الزاوية في هذه المخطط.

وقالت صحيفة "البديل" الموريتانية - فى تقرير لها تحت عنوان (كيف استطاع تواصل سرقة أموال الفقراء والتغرير ببعض الشباب؟) ـ إن الحزب الإخوانى يتلقى بانتظام تمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولار من جهات ومنظمات إخوانية فى قطر وتركيا ، يتم تحويلها عن طريق بعض تجار التنظيم فى موريتانيا وأنجولا.

صحيفة "البديل" الموريتانية  أضافت أن فرع موريتانيا لتنظيم "الإخوان" الدولى يمتلك هيئات تتكفل بالعمل الفعلى لجمع المال وتسهيل إكتتاب الحركات الإرهابية ، تستغل هامش المجتمع المدنى ، فى حين تفوض القيادة السرية التى تتولى مركزة القرار والثروة ، الواجهة السياسية "تواصل" لتوزع الأدوار على أذرع التنظيم الإعتبارية والاستراتيجية والسياسية والنقابية والمالية والخيرية والروحية.


وأضافت "البديل" الموريتانية أن التنظيم يسيطر على مؤسسات تجارية كبيرة ، ويباشر تسيير ميزانيات ضخمة تطال جميع المجالات التجارية من صيدليات ومحطات بنزين ومحلات بيع الملابس والمواد الغذائية ووكالات تأجير السيارات وبيع العملات الصعبة فى السوق السوداء.

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز- رغم علاقته الجدة بقطر- كان لديهم مخاف من الدور التركي والقطري ودعمهم لتنظيم الاخوان في تهديد استقرار وزعزعة الدولة الموريتانية.


ولد عبد العزيز قد صرح في حديث صحفي نشرته وسائل إعلام: “ليس من الطبيعي أن يستخدم حزب واحد الإسلام ويحتكره، هذا غير مقبول، ولن يكون مقبولاً في المستقبل”، ولم يستبعد اتخاذ إجراءات ضد حزب التجمع الوطني للإصلاح “تواصل” ، مؤكداً أن اتخاذ الإجراءات سيتم في حينه.

وأضاف قائلاً: “المآسي التي تسببت فيها الحركات الإسلامية المتطرفة للعرب والمسلمين أكثر من القتل والمآسي التي تسببت فيها إسرائيل للفلسطينيين وللعرب في ثلاث حروب خاضتها معهم”.


ولد عبد العزيز عمل على مواجهة التمويل المتدفق النقدي من قبل تركيا وقطر من أجل تمويل الذراع السياسية للإخوان المسلمين في موريتانيا، أشار تقرير صادر عن موقع The portal إلى أن المحاولات القطرية والتركية للتدخل في موريتانيا تستهدف زعزعة الاستقرار، عبر تمويل مراكز متهمة بتعزيز الأيديولوجية التكفيرية وإنشاء كيانات، تحت ستار الجمعيات الخيرية، تهدف إلى اختراق المجتمع الموريتاني.

إجراءات ولد عبد العزيز  لتقليم أظافر الأخوان تضمنت قراراً بإغلاق جمعية “المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم” التى تم إنشاؤها عام 2008، والتى استخدمها التنظيم لتحقيق مصالحه السياسية.  كما سحبت السلطات، أواخر الشهر الماضي، ترخيصاً كانت قد منحته لجامعة “عبد الله ياسين” التي يهيمن عليها تيار الإخوان المسلمين في موريتانيا، ما فسّره البعض بأنه يأتي ضمن حزمة من الإجراءات التي وضعها ولد عبد العزيز لقصقصة أجنحة الجماعة العلمية والمالية، تمهيداً لحل واجهة الإخوان السياسية “تواصل”، وربما حظر نشاط الجماعة نفسها

وفي يناير 2020 نظم |المركز العربي الأفريقي للتنمية في موريتانيا"، ندوة بعنوان "التدخلات الأجنبية في الوطن العربي.. التدخل التركي في ليبيا نموذجا"، شارك فيها عدد كبير من الإعلاميين والحقوقيين، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر "السلام في ليبياط بالعاصمة الألمانية برلين.

وانتقد المشاركون تدخلات تركيا في المنطقة العربية، وخصوصًا تدخلها العسكري في ليبيا، وأكدوا أنها تؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، ويعكس مطامعها التوسعية في أفريقيا.

وخلال الندوة، قال أحمد سالم ولد الداه، مدير المركز ونقيب الصحفيين الموريتانيين: إن تدخل تركيا في ليبيا جاء لتلبية الأطماع التوسعية للحكومة التركية، داعيًا الليبيين إلى تفويت الفرصة على هذه النوايا، والجلوس إلى طاولة الحوار، ونبذ الفرقة؛ من أجل قطع الطريق على القوى الأجنبية في الوطن العربي.

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني المصطفى محمد المختار، إن الإخوان لا يقيمون وزنًا أو قيمة لأوطانهم، بقدر مصلحة التنظيم الدولي، وتحقيق أجنداته حتى ولو كانت على حساب المصلحة الذاتية لهذا البلد العربي أو ذاك، لافتا إلى خطورة الأذرع الإعلامية المبررة للتدخل العسكري التركي في ليبيا، واختطافها عقول كثيرين من الشباب والأجيال الصاعدة.

 

 

 

 

 

 

شارك