تجمع قادة ثوار ليبيا.. تحالف ميليشياوي إخواني لدعم نوري أبو سهمين
الثلاثاء 08/سبتمبر/2020 - 12:58 ص
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدير لعبة جديدة هذه الأيام لاختراق المشهد السياسي الليبي بعد عجز جماعة الإخوان على استقطاب الشارع وبالأخص في ظل الانتفاضة التي شهدتها العاصمة طرابلس لرفض حكم الميليشيات وسيطرة جماعة الإخوان علي طرابلس حيث أعلن ما يسمى بـ”تجمع قادة ثوار ليبيا”، دعمهم لتيار “يا بلادي” الذي يقوده رئيس المؤتمر الوطني العام السابق (تنظيم الإخوان)، نوري أبو سهمين، مدعين أن هذا الدعم يأتي لإنقاذ ليبيا من حالة الانقسام المجتمعي التي تسببت فيه حكومة الوفاق غير الشرعية.
وقالوا في بيان لهم إنه بعد قرابة عقد من الزمان على ما أسموها “ثورتنا المباركة”، وجدوا أنفسهم في وضع مفصلي متأزم، إنسانياً وسياسيًا واقتصاديًا؛ جراء تسلط منظومة حكم فاشلة، في إشارة إلى حكومة الوفاق.
وأضاف التجمع: “هذه المنظومة فُرضت علينا من الخارج، والتي كانت وليدة اتفاقًا مشبوهًا ومشوهًا برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي”، زاعمين أنهم رضوا بها “حقنًا للدماء، وظنًا منهم بوطنية أعضائها وأهليتهم للحكم والخروج بليبيا إلى بر الأمان.
وتابعوا: “بعد مضي خمس سنوات عجاف اتضح لكل ذي لُبِ خبث هذه المنظومة الفاشلة، بل أصبح وجودها هو أزمة بحد ذاتها”، مردفين: “بلغت درجة الاحتقان الشعبي ذروتها نتيجة تردي الأوضاع المعيشية بكل أشكالها؛ وبات انهيار الدولة وانقسام المجتمع الليبي خطرًا وشيكًا، ما يحتم علينا التصدي له في أسرع وقت ممكن”، وفق نص البيان.
وأكملوا: “عليه قررنا نحن مجموعة من قادة ونخب سياسية واقتصادية ومجتمع مدني، تحمل مسؤولياتنا التاريخية والأخلاقية تجاه وطننا الحبيب ليبيا عبر تأسيس تجمّع قادة ثوار ليبيا لدعم تيار يا بلادي”، منوهين إلى أنهم استشعروا في هذا التيار، الصدق والإخلاص والوطنية الصادقة، إضافة إلى الحفاظ على مبادئ ثورتهم التي تضمن الحرية والأمن والعدل للجميع، على أساس دستور عادل يكفل الحقوق والواجبات على حد سواء، حسب إدعائهم.
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام السابق، نوري أبو سهمين، أعلن منتصف يوليو الماضي، عن افتتاح مقر مكتب تيار “يا بلادي”، كما وعد في الخطاب السابق عندما أعلن عن انطلاقه، مشيرًا إلى أنه افتتح المقر الأول في العاصمة طرابلس، ويقف أردوغان وراء تأسيس تيار سياسي جديد يحمل اسم « يا بلادي » بقيادة نوري آبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته ، والمعروف بأنه كان وراء دعم الميلشيات المسلحة في الفترة 2013 و2014
وتطلع أبو سهمين، في كلمة ألقاها بمناسبة الافتتاح، تابعتها “أوج”، إلى بدء لقاءات للتحدث عن الخطوات التي تم إعدادها بعد الخطاب الماضي، قائلاً: “ستُترجم على الأرض وسنبشر كل محبي هذا التيار والذين انضموا بأنه سيتم افتتاح فروع في مدن أخرى وبعضها جاهز، وسيُعلن عنها في حينها”.
وأكد أبو سهمين، أنه سيلتقي بكل من يريد أن ينضم إلى هذا التيار، قائلاً: “من يريد أن يستفسر فالمجال مفتوح، ولا يعني اللقاء أنه من الضروري الانضمام أو عدمه، فهذا التيار لخدمة وطننا الحبيب، وقد نتفق على رؤية مشتركة تجمعنا في هذا التيار”.
وسبق ذلك، أن دعا أبو سهمين، ما وصفهم بالشخصيات الوطنية ممن تؤمن بهذا البلد، وبشعبه وهويته ودينه وأعرافه وتركيبته الاجتماعية، وبحقه في أن يعيش عيشة كريمة، ينعم فيها بالسلام الدائم، والتنمية العادلة للجميع، والرخاء الاقتصادي والحرية والكرامة، وأن ينال ثمرة كفاحه ونضاله، بأن يضعوا أيديهم مع بعض لإطلاق تيار سياسي جديد كليًا.
ووفق وكالة أوج الليبية قال في كلمة مرئية، موجهة للشعب الليبي، إن “تيار يجمع ولا يفرق، تيار يبني ولا يهدم، تيار يوحد ولا يقسم، تيار اخترت له اسم تيار يا بلادي، يؤمن بأن المخرج الوحيد من هذا النفق المظلم هو في التقاء النخبة الوطنية المختلفة المتنوعة على مشروع وطني، يحقق الدولة المدنية المبنية على روح المواطنة المتساوية عبر مرحلة من تحقيق المصالحة الوطنية التي تحقق العدل بين الناس، وتحقق القسط للمتضررين”.
وحول سياسات التيار الذي يدعو إليه، قال: “يا بلادي يؤمن بحق كل الليبيين مهما كانت خلفياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية بالعيش بحرية كاملة على أرض ليبيا، في دولة تكفل تكافؤ الفرص بين كل المواطنين دون تمييز، ويؤمن بأن الحل في ليبيا لا تملكه أيديولوجيا أو حزب أو طائفة أو قبيلة بل إنه حل يصنعه الشعب الليبي كافة لنخرج من تلك الحسابات الضيقة إلى أفق الوطن الواسع، ويؤمن بأن الدولة مسؤولة عن مواطنيها شيبًا وشبابًا، تكفل للمتقاعدين حياة كريمة ترفع من مستوى دخلهم، وتمنح الشباب الفرصة الكاملة المدعومة بالخبرة ليحقق طموحه، ويؤمن بأنه لا دولة بدون سيادة، ولا دولة بدون تحالفات دولية، ولا علاقات إقليمية، لكن الغائب هنا هو التيار الوطني، الذي يبني كل تلك العلاقات لا لمنفعة شخصية أو حزبية أو أيديولوجية، ولكن لمصلحة شعبنا كافة وبلدنا كلها”.
ويري مراقبون أن الأتراك يدركون جيدا أن جماعة الإخوان منبوذة شعبيا ، ومرفوضة سياسيا ، لذلك اتجهوا للدفع بأبوسهمين لتشكيل تيار سياسي جديد يتكون في مستوى القيادة من بقايا الجماعة المقاتلة وبعض القيادات الإخوانية المنشقة عن حزب العدالة والبناء ، ومن أمراء الحرب وفلول الجماعات المتشددة الفارة من المنطقة الشرقية.