"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 08/سبتمبر/2020 - 05:05 م
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  8 سبتمبر 2020.
الخليج: «التحالف» يدمر مسيّرة حوثية وتعزيزات للميليشيات غربي صرواح
دمرت قوات التحالف مسيّرة حوثية مفخخة أُطلقت نحو السعودية، كما دمر طيران التحالف تعزيزات للميليشيات في محافظة مأرب، وقضت محكمة في المدينة التي تحمل اسم المحافظة نفسها بالإعدام على خمسة من المتمردين، في وقت أغلقت الميليشيات الانقلابية مطار صنعاء أمام رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
تمكنت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن صباح أمس الاثنين من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار «مفخخة» أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه المملكة العربية السعودية.

وقال العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، في بيان، إن قوات التحالف المشتركة تمكنت صباح أمس الاثنين من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار «مسيرة مفخخة»، أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة؛ لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية بالسعودية.ورصد المركز الإعلامي للقوات المشتركة اليمنية، تمكن قوات الجيش الوطني، خلال أغسطس/آب المنصرم، من إسقاط وتدمير 23 طائرة مسيّرة حوثية، في جبهات القتال بمحافظات صنعاء وصعدة والجوف والبيضاء. وتنوعت هذه الطائرات بين مسيّرة مفخخة واستطلاعية؛ لتصوير مواقع وتمركزات قوات الجيش وأغلبها إيرانية الصنع.
إلى جانب ذلك، دمر طيران التحالف مركبات كانت تحمل تعزيزات لميليشيات الحوثي غرب صرواح بمحافظة مأرب، ما أدى إلى مصرع جميع العناصر الحوثية التي كانت على متنها.
من جهتها قالت الحكومة اليمنية: إن ميليشيات الحوثي الانقلابية تتخذ من اتفاق ستوكهولم ووقف إطلاق النار في الحديدة دافعاً للتصعيد العسكري في المناطق الأخرى؛ وهو الأمر الذي لن نقبل به أبداً ولن يستمر، جاء ذلك على لسان وزير الخارجية اليمنية محمد الحضرمي، أمس، خلال لقائه مع القائم بأعمال السفارة الألمانية لدى اليمن يان كرواسر؛ حيث أكد حرص الحكومة اليمنية على الوصول إلى سلام شامل ومستدام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها. ولفت إلى أن تعنت ميليشيات الحوثي واستمرار حربها العبثية على اليمنيين يشكل العائق الحقيقي لجهود المبعوث الأممي.
إلى جانب ذلك، أصدرت محكمة عسكرية يمنية في مأرب، حكماً بالإعدام ضد خلية تابعة للميليشيات، متورطة في جرائم اغتيالات استهدفت ضباطاً في الجيش والاشتراك في جرائم زراعة عبوات ناسفة ومتفجرات استهدفت آليات ومعدات الجيش، كما قضى حكم آخر بإلزام النيابة العامة العسكرية بالتحقيق مع 180 متهماً، على رأسهم زعيم ميليشيات الحوثي عبد الملك الحوثي، في تهم تتضمن الاشتراك في تشكيل عصابات مسلحة؛ بغرض الانقلاب على نظام الحكم القائم، ومؤسسته الدستورية.
على صعيد آخر، أعلن الانقلابيون الحوثيون، أمس، عن إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية خلال الأيام القليلة المقبلة، بزعم نفاد كمية المشتقات النفطية المخصصة للمطار.

الاتحاد: مصادر عسكرية لـ«الاتحاد»: إحباط مخطط إرهابي حوثي يستهدف المناطق المحررة في الساحل الغربي
أبطلت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة بالساحل الغربي مفعول عدد من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها خلايا تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية في طريق رئيس جنوب محافظة الحديدة.
وأفادت مصادر عسكرية لـ«الاتحاد» بأن الألغام والمتفجرات الحوثية التي جرى زرعها في الطريق الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة، وهو طريق وحيد يمر به الأهالي والنازحون للتنقل بين المديريتين، موضحاً أن الميليشيات تقوم بزرع المتفجرات في الطريق بشكل متواصل عبر خلايا متسللة بهدف استهداف المدنيين بدرجة أساسية.
ودأبت مليشيات الحوثي على زرع العبوات الناسفة والألغام في الطرقات العامة والفرعية والمزارع، في سعي منها لإيقاع خسائر بشرية ومادية في صفوف المواطنين الأبرياء.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية شكلت خلايا إرهابية متخصصة لزرع الألغام والعبوات الناسفة على الطرقات الرئيسية وداخل المدن المحررة بهدف استهداف المدنيين ونشر الفوضى والتخريب، موضحاً أن تحركات عسكرية تقوم بها القوات المشتركة بشكل متواصل بين المديريات والطرقات الرئيسة والفرعية بين المديريات أحبط الكثير من الهجمات والعمليات الإرهابية التي كانت تنوي الميليشيات تنفيذها لاستهداف المدنيين.
وأضاف المصدر أن الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة تمكنت من تفكيك شبكات من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات في بعض المناطق الشرقية التابعة لمدينة المخا بمحافظة تعز.
وقال أحد أعضاء الفريق الهندسي لنزع الألغام والمتفجرات في «اللواء الـ11 عمالقة» إن الفريق الهندسي قام بمسح وتطهير بعض من الطرق الفرعية والأماكن التي قامت بتلغيمها ميليشيات الحوثي شرق المخا خصوصاً الخط الفرعي الذي يصل بين منطقتي «يختل» و«الكديحة» والذي يسهل حركة العبور والمرور للمواطنين القادمين من وإلى مدينة المخا في عزلتي «الزهاري» و«الجمعة» وأجزاء من عزلة «الهاملي» التابعة لمديرية «موزع».
وأكد أن الفريق أثناء عملية المسح اكتشف شبكات من الألغام المزروعة والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات تحت الأرض وفي الأشجار بأشكال وأحجام مختلفة، موضحاً أن الفرق الهندسية مستمرة في نزع الألغام والعبوات الناسفة ضمن جهودها الرامية إلى إعادة تطبيع الحياة بالساحل الغربي وإنقاذ حياة الأهالي من تلك المتفجرات التي تشك خطراً كبيراً على الأهالي وتهدد حياتهم.

البيان: نائب وزير النقل اليمني لـ« البيان»: الحوثي يفتعل أزمة وقود للابتزاز
نفى نائب وزير النقل اليمني ناصر شريف وجود أزمة وقود في مناطق سيطرة الحوثي، مؤكداً أن الميليشيا تفتعل الأزمة وتدير سوقاً سوداء كبيرة من أجل زيادة عائداتها المالية وبهدف الابتزاز السياسي لا غير، وآخرها التلويح بإغلاق مطار صنعاء أمام الأمم المتحدة ورحلات المنظمات الإغاثية.

وفي تصريحات لـ«البيان» أكد شريف أن أزمة الوقود في مناطق سيطرة الميليشيا مفتعلة من أجل الابتزاز السياسي واستغلال معاناة الناس وإنعاش السوق السوداء من أجل الحصول على إيرادات عالية من خلال بيع الوقود بأضعاف سعرها الحقيقي، وجزم بأن تهديد الميليشيا بإغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية وتحججها بإغلاق المستشفيات أمام المرضى بنفاد الوقود هي محاولة ضغط جديدة على الشرعية والمجتمع الدولي من أجل الابتزاز كما يفعلون دائماً.

استثمار المعاناة
ونبّه نائب وزير النقل اليمني إلى أن مثل هذه النوايا والتصرفات غير مستغربة وليست بجديدة، فمنذ أن اختطفت هذه الميليشيا الدولة ومؤسساتها لم تتوانَ يوماً عن استثمار معاناة الشعب اليمني، واستخدام ورقة الجانب الإنساني والصحي للعلب بها والتهديد بغرض إحراز مكاسب سياسية تخدم مشروعها السلالي المتخلف الذي يرفضه ويقاومه الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه. وقال: نحن ندرك أن هذا الإعلان والتلويح بإغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية التي تخدم الشعب اليمني وتعمل على تخفيف بعض المعاناة التي خلقتها وتسببت فيها وعمقتها هذه الميليشيا الإيرانية، كل هذا يهدف إلى التملص من التزاماتها تجاه الشعب اليمني الواقع تحت سيطرتها وما تعهدت به أمام العالم باتفاقية استوكهولم 2018 بينها وبين الحكومة الشرعية وتحت رعاية الأمم المتحدة وشهد عليها المجتمع الدولي.

نهب واستيلاء
وحسب شريف فإنه بالتجربة مع الحوثي لم يلتزم ولم يفِ بتعهداته فقد نهب مقدرات الدولة ووصل به الأمر إلى حد الاستيلاء وسحب عشرات المليارات لدعم ميليشياته الذي تقتل الشعب اليمني.

وهذه المبالغ من الإيرادات والمبالغ المخصصة كمرتبات كانت ستدفع لموظفي الدولة في الجمهورية اليمنية كافة، كما كان متفق عليه بموجب اتفاق استوكهولم، والمحدد من إيرادات المشتقات النفطية الداخلة عبر ميناء الحديدة. كما أن هذه الميليشيا وفي الوقت الذي تتحجج وتتذرع بعدم السماح بدخول سفن المشتقات النفطية هي من يتسبب في خلق الأزمات وخرق الاتفاقيات، ووصل بها الأمر إلى حد خلق سوق سوداء لبيع هذه المشتقات.

الحكومة اليمنية: عمل البعثة الأممية في الحديدة غير مجدٍ
أظهر مقطع فيديو، لحظات استسلام مجاميع تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية، في جبهة الصبايغ شرق محافظة الجوف، شمالي اليمن.. فيما اعتبرت الحكومة اليمنية الشرعية، أن استمرار عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، في ظل تقييدها من قبل الميليشيا الحوثية، بات أمراً غير مجدٍ.

ويظهر المقطع الذي نشره مركز سبأ الإعلامي، أمس، مجاميع من مقاتلي الميليشيا الحوثية، وهم يسلمون أنفسهم على وقع تقدمات الجيش اليمني، مسنوداً بالمقاومة والقبائل وطيران تحالف دعم الشرعية، في جبهات الجوف.

وحسب المركز، فإن 27 مسلحاً حوثياً سلموا أنفسهم، بعد فرض الحصار عليهم في جبهة الصبايغ، كما سقط أكثر من 20 عنصراً حوثياً قتلى في الجبهة ذاتها. كما يظهر الفيديو بعض الجرحى الحوثيين وأفراد الجيش اليمني يقومون بإسعافهم.

سياسياً، أكدت الخارجية اليمنية، أن استمرار عمل (أونمها)، في ظل تقييدها من قبل الميليشيا الحوثية، بات «أمراً غير مجدٍ». وأوضحت الوزارة في تغريدات على صفحتها الرسمية، الليلة قبل الماضية «أصبحت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، مقيدة، وتحت رحمة الميليشيا الحوثية. وبات استمرار عملها في ظل هذا الوضع، أمراً غير مجدٍ».

وكررت الوزارة مطالبتها بنقل مقر البعثة الأممية إلى مكان محايد في الحديدة، وتأمين عمل البعثة الأممية، بما يضمن تنفيذ البعثة لولايتها المحددة، بموجب قرار مجلس الأمن 2452. واتهمت ميليشيا الحوثي بالاستمرار «في تقويض تنفيذ مقتضيات اتفاق الحديدة، وعمل البعثة الأممية، وتقييد حريتها وحركتها، ورفض إزالة الألغام، أو فتح الممرات الإنسانية، أو السماح لدوريات الأمم المتحدة بالتحرك داخل المدينة».

وأشارت الخارجية اليمنية، إلى أن البعثة الأممية لم تتمكن من التحقيق في استهداف الحوثيين لضابط الارتباط الحكومي، العقيد محمد الصليحي، الذي يفترض أن يحظى بحماية البعثة. وأضافت أن الحوثيين رفضوا «التحقيق، وفجروا نقطة المراقبة التي تم فيها الاستهداف لتقويض أي عملية تحقيق من قبل الأمم المتحدة». وتابعت «تطالب الحكومة اليمنية، بضرورة التحقيق الشفاف والشامل في الاستهداف الإجرامي للعقيد الصليحي». كما اتهمت ميليشيا الحوثي بالاستمرار في «استخدام الحديدة كمنصة لهجمات الطائرات بدون طيار».

الشرق الأوسط: عراقيل الحوثيين ونقص التمويل يقلصان نشاط المنظمات الأممية
دفعت العراقيل الحوثية المستمرة أمام عمل المنظمات الأممية والإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية إلى تقليص أنشطة هذه المنظمات، إضافة إلى نقص التمويل، خاصة في قطاعات الصحة والإغاثة، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».
وفي الوقت الذي سعت فيه الجماعة إلى تضييق الخناق على هذه المنظمات بغية التحكم بطبيعة أعمالها، ونهب أموالها ومساعداتها المقدمة لليمنيين الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، قالت مصادر طبية بصنعاء إن عدداً من المنظمات الأممية انسحبت مؤخراً من تقديم الدعم للقطاع الصحي في مناطق سيطرة الجماعة.
وأوردت المصادر العاملة في قطاع الصحة الواقع تحت قبضة الحوثيين لـ«الشرق الأوسط» أسباباً عدة جعلت بعض المنظمات الأممية تضطر للانسحاب من تقديم الدعم للقطاع الصحي بمناطق الانقلابيين، منها نقص التمويل، وتلقي المنظمات معلومات وتقارير ميدانية حديثة عن حجم العبث والنهب والتلاعب الذي مارسته -ولا تزال- الميليشيات بالمساعدات والمعونات الطبية المقدمة من قبلها لليمنيين في صنعاء العاصمة ومدن أخرى. وبحسب المصادر، فقد دأبت الميليشيات في السابق -وكعادتها- على ممارسة التضييق والابتزاز والتعسف بحق المنظمات الأممية العاملة في المجالات الإغاثية والإنسانية والصحية بهدف السيطرة عليها، ونهب أموالها، والحد من عملها، الأمر الذي فاقم من حجم الأزمة الإنسانية.
وفي حين لم تورد الأمم المتحدة أي توضيحات تؤكد انسحاب منظماتها من تقديم الدعم لقطاع الصحة بمناطق سيطرة الحوثيين، فإن مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن ذكر في تقرير سابق، الأسبوع الحالي، أنهم «باتوا عاجزين عن دفع البدلات للأعمال الصحية، وتغطية التكاليف التشغيلية الأساسية للمرافق الصحية في اليمن بسبب نقص التمويل وأسباب أخرى» لم يذكرها. وكانت الجماعة الانقلابية قد اتهمت، الخميس الماضي، الأمم المتحدة بسحب دعمها للقطاع الصحي بمناطق سيطرتها بشكل مفاجئ، دون توضيح الأسباب. وجاء ذلك وفق تصريحات لمسؤولين في الصحة بحكومة الانقلابيين بثتها وسائل إعلام الجماعة. وقال علي جحاف، المعين من قبل الجماعة وكيلاً لوزارة الصحة لقطاع الطب بحكومتها الانقلابية: «إن الأمم المتحدة تتحدث عن أكبر أزمة إنسانية، ثم توقف دعم الخدمات الطبية للقطاع الصحي».
وفي السياق نفسه، استبعد أطباء وعاملون صحيون في صنعاء أن تكون الأمم المتحدة أو منظماتها الصحية قد انسحبت من تقديم الدعم للقطاع الصحي في المناطق الخاضعة للميليشيات. وقال عاملون في القطاع الصحي لـ«الشرق الأوسط» إن «ذلك، وإن كان صحيحاً، فإنه قد يندرج في إطار الرسائل الأممية التحذيرية الموجهة لميليشيات الصحة بصنعاء كي تضع حداً لعمليات السطو والنهب والعبث بالمساعدات الطبية المقدمة لليمنيين». واتهموا الميليشيات بأنها عمدت على مدى السنوات الماضية إلى صناعة أزمة إنسانية متعددة بغية الاستفادة منها في تحقيق مطامعها وأهدافها البعيدة عن كل ما يخدم اليمنيين ويقلل من معاناتهم وأوجاعهم. ولفتوا إلى أن الجماعة تملك باعاً طويلة فيما يتعلق بصناعة الأكاذيب ونهب المساعدات، بما فيها الغذائية والصحية، وهو ما ضاعف من حجم المعاناة الإنسانية لدى اليمنيين، خصوصاً القاطنين بمناطق سيطرة الجماعة.
وعلى صعيد استمرار حملات الابتزاز الحوثية للمنظمات العاملة في مناطق سيطرتها، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن عمليات مساومة قامت بها الجماعة مؤخراً مع منظمات أممية عاملة في المجال الإغاثي من أجل توظيف العشرات من عناصرها، مقابل السماح لها بالعمل في مناطق سيطرتها. وأفادت المصادر بأن قادة في الجماعة وجهوا قبل فترة خطابات رسمية إلى بعض المنظمات، تطالبها بتشغيل عناصرها موظفين في قطاعات، منها الصحة والمياه والتخطيط، وفي الجوانب الإدارية والمالية. وقالت إن الجماعة أجبرت بعضاً من تلك المنظمات على دفع مبالغ مالية لها لتسهيل مهامها وأنشطتها.

وفي شأن متصل باستهداف الانقلابيين المتكرر للمنظمات الأممية، قالت مفوضية شؤون اللاجئين إن عوائق الجماعة منعتها مؤخراً من الوصول لمساعدة 11500 عائلة محتاجة تضررت من الأمطار والسيول خلال الشهرين الماضيين.
وأوضحت المفوضية، في تصريحات بثتها عبر حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي، أن شركاء مجموعة المأوى في مركز الحديدة استجاب لنحو 9500 أسرة متضررة من الفيضانات في محافظات حجة والحديدة وريمة والمحويت، من بين نحو 21 ألف عائلة محتاجة تعذر الوصول إليها. وأضافت أنها تواصل التنسيق مع الميليشيات للوصول دون عوائق إلى المناطق المتضررة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وطبقاً للمفوضية، فإن نحو 300 ألف شخص في اليمن فقدوا منازلهم ومحاصيلهم وماشيتهم وممتلكاتهم الشخصية في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب السيول والفيضانات الشديدة.
وفي سياق بطش الانقلابيين وتنكيلهم بكل من يقدم العون أو المساعدة لليمنيين في مناطق سيطرتهم، أفاد مصدر حقوقي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحي الجماعة اختطفوا هذا الأسبوع 50 مدنياً، في العاصمة ومناطق أخرى، بينهم 8 فتيات، بتهمة إطلاق مبادرة «صنعاء بحاجتنا»، وتوزيع مساعدات متنوعة للمتضررين من الأمطار والسيول، بعد أن تخلت عنهم الجماعة وتاجرت بمعاناتهم.
وقال المصدر الحقوقي إن الجماعة لا تزال تمنع توزيع أي مساعدات، أو القيام بأي نشاط خيري في مناطق سيطرتها، وتشترط الإشراف والاستحواذ على كل المساعدات، بما فيها المبادرات الشبابية البسيطة.
وكانت منظمات أممية ودولية عدة قد علقت نشاطاتها في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة الفساد المستشري وعمليات النهب، وكذا التدخلات المباشرة في عملها.
وفي مطلع مارس (آذار) الماضي، علقت منظمة الصحة العالمية نشاط موظفيها في مراكزها بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، في خطوة عدتها تقارير محلية ودولية أنها تستهدف الضغط على الجماعة للتعامل بشفافية أكبر إزاء الحالات التي يُشتبه بإصابتها بفيروس «كوفيد-19».
وصدرت توجيهات من المنظمة حينها لموظفيها في العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة وإب، الواقعة تحت قبضة الحوثيين، تؤكد أن جميع التحركات أو الاجتماعات أو أي نشاط آخر «للموظفين في تلك المناطق قد أوقف حتى إشعار آخر». وقالت المنظمة إنها علقت مؤقتاً تحركاتها في المناطق الشمالية بسبب «تهديدات ذات مصداقية ومخاطر متوقعة قد يكون لها أثر على أمن الموظفين، وكذا الضغط على سلطات الجماعة للإبلاغ عن نتائج الاختبارات الخاصة بفيروس كورونا».

هجمات حوثية تدفع مئات الأسر للنزوح من مأرب
على وقع المعارك المستمرة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الحوثية على أطراف محافظة مأرب، أجبرت هجمات الميليشيات مئات الأسر خلال أسبوع على النزوح إلى مناطق آمنة في مدينة مأرب ومحافظة شبوة المجاورة، في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
جاء ذلك في وقت أفادت فيه مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الانقلابية تكبّدت في اليومين الأخيرين عشرات القتلى ومئات الجرحى والأسرى في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب، بالتزامن مع استمرار الجماعة في خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة. وذكرت المصادر أن قوات الجيش في محافظة الحوف تمكنت، أمس، من تحرير جبل ابن عجيل وتلة الصيلحي في محافظة الجوف، وتأمين مواقع جبهة الصبايغ والمحازيم التي تم تحريرها في وقت سابق من عناصر الجماعة الانقلابية.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك التي خاضتها قوات الجيش ورجال القبائل أدت إلى مقتل أكثر من 36 مسلحاً حوثياً، بينهم القيادي الحوثي طارق حسن المعوضي، المكنى بـ«أبو المسيرة»، فضلاً عن عشرات الجرحى والأسرى في هذه الجبهة.
إلى ذلك، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر.نت) بأن قوات الجيش في المنطقة العسكرية السابعة كبدت الميليشيات خسائر جمة في جبهة مديرية نهم (شرق صنعاء). ونقل الموقع عن العقيد فيصل ناصر مختار، رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية السابعة، قوله: «إن الجيش والمقاومة يلقنون الميليشيات الحوثية الهزائم والخسائر التي لا تنسى، نظراً للأعداد الكبيرة التي يزج بها إلى الموت».
وأكد مختار استعادة مواقع عسكرية مهمة في نجد العتق، إضافة إلى استعادة آليات عسكرية، وتدمير أخرى خلال المعارك، واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة.
وفي حين دفعت الجماعة الحوثية بقوات مضاعفة لمواصلة الهجوم باتجاه مأرب من جهة الجنوب، ولإكمال السيطرة على مديرية ماهلية، والتقدم نحو مديرية الجوبة، أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن 334 أسرة نزحت في محافظة مأرب خلال أسبوع بسبب تصاعد القتال.
وذكرت المنظمة في أحدث تقاريرها أن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها رصدت بين 30 أغسطس (آب) و5 سبتمبر (أيلول)، نزوح 543 أسرة أو 3258 فرداً بسبب الهجمات الحوثية باتجاه مأرب.
ومنذ مطلع العام، قدرت المنظمة أن أكثر من 134 ألف يمني تعرضوا للنزوح مرة واحدة على الأقل بسبب المواجهات أو الفيضانات. وعلى صعيد ميداني متصل، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء بأن السكان في قرى منطقة الزوب، التابعة لمديرية القريشية في محافظة البيضاء، تمكنوا مساء الأحد من طرد ميليشيات الحوثي من القرية بعد معارك عنيفة.
وكانت الجماعة قد تمكنت قبل أيام من احتلال المنطقة، وقامت بتفجير كثير من منازل السكان، قبل أن ينتفض الأهالي لمواجهتها وطردها وإحراق عربات مدرعة تابعة لها. ولجأت الميليشيات الحوثية عقب طردها -بحسب المصادر- إلى قصف القرى والمنازل بالدبابات والصواريخ، ضمن مساعيها لإعادة إخضاع المنطقة الواقعة في مناطق سيطرتها في محافظة البيضاء.
وفي محافظة الضالع (جنوب)، أفادت المصادر العسكرية الرسمية بأن قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في جبهة مريس (شمال المحافظة)، بعد أن حاولت مجموعة من العناصر الحوثية التسلل باتجاه مواقع في القطاع الغربي لجبهة مريس.
وفي حين استهدفت مدفعية الجيش اليمني تعزيزات الميليشيات الحوثية، أفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المواجهات أسفرت عن مصرع 13 من عناصر الميليشيات، وجرح 20 آخرين، فيما لاذ البقية بالفرار باتجاه مديرية دمت المجاورة.
وفي شأن الخروقات الحوثية المتواصلة للهدنة الأممية في محافظة الحديدة (غرب)، أفاد الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة بأن الميليشيات الحوثية قصفت، أمس (الاثنين)، قرى مأهولة بالسكان في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا (جنوب المحافظة) بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120، وفتحت نيران أسلحتها القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة عدة ساعات.
وذكرت المصادر نفسها أن القوات المشتركة رصدت، يوم الأحد، 56 خرقاً ارتكبتها الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة جنوب الحديدة، طالت مدن ومناطق سكنية في الجبلية والفازة والتحيتا وحَيْس والجاح والدريهمي ومدينة الحديدة.
وقالت إن الميليشيات قصفت المدن والمناطق السكنية بقذائف مدفعية، وفتحت أسلحتها الرشاشة وسلاح القناصة على القرى والمدن السكنية ومزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية جنوب المحافظة.

شارك