الجامعة العربية ومصر ترفضان بشدة تدخلات ايران وتركيا
في إطار
الجهود العربية لمواجهة التدخلات الايرانية والتركية في المنطقة، عقد اليوم أعمال الدورة
( 154 ) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب "افتراضيا"
عن بعد برئاسة فلسطين خلفا لسلطنة عمان ، ومشاركة وزراء الخارجية العرب ومن يمثلونهم،
والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
واستعرض الأمين
العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته أهم التطورات السياسية على الساحة العربية
، مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تنامي حالة من التنمر والعداء من جانب قوى إقليمية
حيال المنطقة العربية ، تصاعدت التدخلات في شئون الدول العربية من جانب دولتين جارتين
هما إيران وتركيا.
التدخلات
الايرانية
وأكد "أبو
الغيط " إدانته لكافة هذه التدخلات ورفضها على طول الخط ، مشيرا إلى أن مجلس وزراء
الخارجية العرب سبق أن اتخذ قراراً في 2015 بإنشاء لجنة رباعية لمتابعة التدخلات الإيرانية
في الشئون الداخلية للدول العربية وسبل التصدي لها، وقد تواصلت للأسف هذه التدخلات،
واتخذت منحىً خطيراً كان من شأنه تعقيد النزاعات القائمة في سوريا واليمن وإطالة أمدها.
وعقدت اللجنة
الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسُبل التصدي لتدخلاتها
في الشؤون الداخلية للدول العربية اجتماعها الرابع عشر اليوم وذلك على هامش أعمال الدورة
(154) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي؛
برئاسة الإمارات (رئيس اللجنة) وبمشاركة أعضاء اللجنة: مملكة البحرين، المملكة العربية
السعودية، جمهورية مصر العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
.
و قامت اللجنة
بمناقشة تطورات الأزمة مع إيران وسُبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية،
مؤكدة على رفضها وإدانتها لهذه التدخلات، ومجددة دعوتها لإيران بالكف عن تدخلاتها في
الشؤون الداخلية للدول العربية، والتوقف عن دعم وكلائها في المنطقة وإثارتها للنعرات
الطائفية مما يُشكل تهديداً مستمراً لأمن واستقرار الدول العربية.
كما ناقشت اللجنة
مشروع القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والذي سيتم
اعتماده من قبل مجلس الجامعة على المستوى الوزاري. وأصدرت اللجنة في ختام الاجتماع
بياناً أكدت فيه على ما تضمنته البيانات السابقة للجنة، كما أكدت مُجدداً على مطالبة
المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
التدخلات
التركية
وقال إنه فيما
يتعلق بتركيا، فقد استمرت في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها
على الأراضي العراقية، ومؤخراً، انغمست أنقرة في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري
المباشر، لافتا إلى أن المجلس أصدر قراراً في مارس الماضي يُدين كافة هذه التدخلات
التركية ويرفضها ، وتم تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة التدخلات التركية في الشئون
الداخلية للدول العربية، وعقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها قبل قليل، وخرجت ببيان يُعبر
عن موقف رافضٍ لكافة هذه التدخلات وداعٍ للتصدي لها، ومعروض على وزراء الخارجية العرب قرارٌ يتناول ذات الموضوع، بعد أن
قرر المجلس ادراج بند التدخلات التركية كبند دائم على جدول الأعمال.
وأضاف
"إننا نتابع الوضع في ليبيا بقلق بالغ"، معربا عن أمله في تتوصل الأطراف
إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار، توطئة للتوصل لتسوية سلمية وطنية جامعة، مشيرا
إلى أن الجميع يعرف ألا حل عسكرياً في ليبيا، مثمنا الجهود التي تقوم بها دول عربية
من أجل الوصول لتسوية للأزمة توقف نزيف الدم، ومعربا عن أمله في أن تثمر هذه الجهود
قريباً، خاصة في أعقاب صدور إعلان القاهرة، ونتيجة لما قام به الأشقاء مؤخراً في المغرب
لجمع وفدي مجلس النواب والدولة.
وتابع
"أبو الغيط" بالقول:" إننا نرصد، وبرغم الأزمات، محاولات عربية جادة
لبسط السِلم وتعزيز الاستقرار" ، مؤكدا دعمه في هذا الصدد ما تقوم به الحكومة
العراقية من أجل تعزيز سيادة العراق ووحدته الوطنية في مواجهة كل القوى التي تهدف للنيل
من هذه السيادة أو تهديد تلك الوحدة.
مصر تدين
التدخلات التركية
كما أكد وزير
الخارجية سامح شكري خلال كلمته أمام "اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتدخلات
التركية في الدول العربية" برئاسة مصر، وذلك في إطار فعاليات الدورة العادية
154 لمجلس جامعة الدول العربية، أن الممارسات والتدخلات التركية السافرة في العديد
من الدول العربية تمثل أهم التهديدات المُستجدة التي تواجه الأمن القومي العربي.
وصرح أحمد حافظ
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري استعرض خلال الاجتماع الممارسات
الهدّامة للنظام التركي الحاكم في عدد من الدول العربية، وبما يُرسخ للانقسامات المجتمعية
والطائفية في المنطقة.
وأضاف أن الوزير
شكري سلَّط الضوء كذلك على بعض الشواهد التي تعكس حجم التدخلات السافرة للنظام التركي
في بعض من الدول العربية؛ من تسهيل لمرور عشرات الآلاف من الإرهابيين والمرتزِقة إلى
سوريا، ودفعه بآلاف المقاتلين إلى ليبيا، وافتئاته على موارد شعوب عربية شقيقة في العراق،
وفي ليبيا عبر توقيع مذكرات تفاهم غير شرعية.
واختتم حافظ
تصريحاته بأن الوزير شكري أكد الحاجة لانتهاج سياسة عربية موحدة وحازمة لردع النظام
التركي، عبر مزيد من التنسيق بين الدول العربية.