اتفاق سلام بحريني – إسرائيلي... إنجاز جديد يستهدف إحلال السلام ورخاء شعوب المنطقة

السبت 12/سبتمبر/2020 - 01:03 م
طباعة اتفاق سلام بحريني فاطمة عبدالغني
 
اتفقت البحرين وإسرائيل على توقيع معاهدة سلام بوساطة أمريكية، ويشمل الاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والبحرين، وتبادل تعيين السفراء، وفتح بعثات دبلوماسية بينهما.
كما ينص الاتفاق على تدشين خط مباشر للطيران التجاري بين البحرين وإسرائيل وإقامة تعاون مشترك بين الطرفين في مجالات التقنية والزراعة والأمن والتعليم.
ومن المقرر أن يوقع الاتفاق وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. وسيتزامن التوقيع مع الاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في 15 سبتمبر.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الجمعة 11 سبتمبر، اتفاق مملكة البحرين وإسرائيل على إبرام اتفاق سلام، واصفا إياه بـ"الإنجاز التاريخي".
وغرد ترامب على حسابه الرسمي عبر تويتر، قائلا: "إنجاز تاريخي آخر اليوم!.. صديقانا العظيمان إسرائيل ومملكة البحرين يتفقان على اتفاق سلام".
وتابع: "ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يوما!"، في إشارة إلى اتفاق السلام الذي أبرمته دولة الإمارات مع إسرائيل.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية، أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس الجمعة 11 سبتمبر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمشاركة رئيس وزراء دولة إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وأضافت أن الملك حمد آل خليفة، أكد خلال الاتصال على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشيداً بالدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الأميركية وجهودها الدؤوب لدفع عملية السلام وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز السلم الدولي.
وخلال المكالمة، وجّه الرئيس الأميركي الدعوة لمملكة البحرين للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقية السلام التي ستقام في البيت الأبيض بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل في 15 سبتمبر الحالي.
ونشرت الوكالة البحرينية نصّ البيان الرسمي المشترك بين الولايات المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة إسرائيل.
وقال البيان: "قام الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإجراء مكالمة هاتفية (أمس)، اتفقوا خلالها على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
وأضاف: "تعتبر هذه الخطوة تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث إن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين، والاقتصادين المتقدمين، من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".
وقال البيان: "تعبر الولايات المتحدة الأميركية عن تقديرها لمملكة البحرين لاستضافتها الورشة التاريخية (الازدهار من أجل السلام) في المنامة بتاريخ 25 يونيو 2019، التي كان هدفها دعم السلام والكرامة والفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني. وسوف تستمر جميع الأطراف في جهودها بهذا الاتجاه لتحقيق حل عادل وشامل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولتمكين الشعب الفلسطيني من إطلاق جميع إمكانياته، وعلى أكمل وجه. كما وتؤكد إسرائيل على أنه، وكما جاء في رؤية السلام، سيتمكن جميع المسلمين من أن يأتوا بسلام للصلاة في المسجد الأقصى، وسوف تبقى جميع المواقع المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام جميع المصلين السلميين من مختلف الأديان".
ومضى البيان يقول: "عبر كل من الملك حمد ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديرهما للرئيس الأميركي لالتزامه بتحقيق السلام في المنطقة، ولتركيزه على التحديات المشتركة، وللمبادرة الواقعية والفريدة التي اتخذها من أجل تقارب شعوبهم".
وأضاف: "من جانبها قبلت مملكة البحرين دعوة الرئيس الأميركي ترمب لحضور مراسم توقيع الاتفاقية بين الإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل، بتاريخ 15 سبتمبر الحالي في البيت الأبيض، حيث سيقوم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، بتوقيع إعلان السلام".
ورحب مجلسا الشورى والنواب في البحرين، في وقت سابق الجمعة، بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في "خطوة تاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة".
وقال بيان رسمي إن الاتفاق يأتي استمرارا لجهود مملكة البحرين في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في جميع أنحاء العالم.
وشدد المجلسان على أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال وزير شؤون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، مساء الجمعة، إن إعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل خطوة تاريخية وهامة تجاه إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة أنباء البحرين أن اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل هي خطوة واقعية تساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا للمبادرة العربية.
وشدد الوزير على موقف مملكة البحرين الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، والتي تأتي في صدارة أولوياتها، وضرورة حصوله على كامل حقوقه المشروعة.
وقال: "كافة السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات المملكة وقراراتها، كانت دائما تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن لأحد المزايدة على المملكة في هذا الشأن".
وأوضح أن إعلان البحرين تأييد السلام مع إسرائيل يمثل إحدى الجهود الدولية للمملكة لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي في العالم.
ومن جانبه أكد وزير الداخلية البحريني، الفريق أول، راشد بن عبدالله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، يعد إجراء سياديا ويمثل موقفا شجاعا يعكس حكمة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وأشار الشيخ راشد بن عبدالله آل الخليفة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البحرينية، في وقت مبكر السبت، إلى أن هذا الأمر سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخليا وخارجيا، ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار.
وأوضح وزير الداخلية أن البحرين تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر، وهو نهج أصيل، وممتد في إطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية الأصيلة .
ورحبت دولة الإمارات بقرار مملكة البحرين إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل ومباشرة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأشادت وزارة الخارجية و التعاون الدولي في بيان لها بقرار مملكة البحرين وأعربت عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام و التعاون إقليميا و دوليا.
وأشارت الوزارة إلى أن قرار مملكة البحرين مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والدبلوماسي.
وذكر السيسي، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر "تابعت باهتمام بالغ البيان الثلاثي الصادر من الولايات المتحدة الأميركية والبحرين وإسرائيل بشأن التوافق حول إقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين وإسرائيل".
وأضاف: "‏أثمن هذه الخطوة الهامة نحو إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وبما يحقق التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية".
وقال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب، إن بلاده ترحب باتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل الذي أعلن عنه في وقت سابق اليوم.
وأضاف راب أن بريطانيا تتمنى أن تخطو مزيد من الدول خطوات مماثلة من أجل التقدم بعملية السلام في الشرق الأوسط.
كما أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن هذا الاتفاق يضع الشرق الأوسط على مسار جديد من التعاون والتكامل الاقتصادي.
وعلى صعيد متصل، قال مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير في تصريحه لوكالة رويترز، الجمعة، إن اتفاق السلام بين إسرائيل والبحرين سيشمل فتح سفارتين.
كما ذكر صهر ترامب وكبير مستشاريه لوكالة أسوشيتيد برس أن الاتفاق هو ثاني اتفاق تتوصل إليه إسرائيل مع دولة عربية في غضون 30 يوما بعد التوصل إلى سلام مع دولتين عربيتين فقط - مصر والأردن - قبل سنوات.
وقال كوشنر "هذا سريع جدا.. المنطقة تستجيب بشكل إيجابي للغاية لاتفاق الإمارات العربية المتحدة ونأمل أن تكون علامة على أن المزيد سيأتي".
وفي كلمة له من البيت الأبيض أمام وسائل الإعلام، قال كوشنر "أهنئ الشعب الإسرائيلي والبحريني على هذا الاتفاق وأحيي شعب الشرق الأوسط".
وأردف قائلا "الاتفاق الأول مع الإمارات بدأ بتحريك الأمور بطريقة جيدة وهذا ما سيجعل أميركا أكثر أمنا ويسمح لنا بإعادة الجنود ويسمح لنا بإعادة الازدهار للمجتمع الأميركي.. أهنئ الجميع على هذا النجاح الباهر".

شارك