اصابع تركيا.. تحذير مغربي من تمدد داعش في الساحل الأفريقي

السبت 12/سبتمبر/2020 - 01:53 م
طباعة اصابع تركيا..  تحذير علي رجب
 
تحذير مغربي من تمدد داعش في منطقة الساحل والصحراء في ظل الصراع الدائر في ليبيا وعدم الاستقرار في مالي، بما يهد دول شمال افريقيا وجنوب الصحراء ومصر، وذلك بعد اعتقال الداخلية المغربية ضبط خلية يشتبه في أنها ذات صلة بتنظيم “داعش”.

مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، عبد الحق الخيام، قال  إن داعش يتمدد في منطقة الساحل والصحراء في ظل الصراع الدائر في ليبيا وفي دول مثل مالي، محذراً من تصاعد أنشطة “الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والبشر” في هذه المنطقة.

وتعد منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، محط أنظار الدول الكبرى نظراً لما تتمتع به من موقع استراتيجي، إضافة إلى مواردها الغنية، ويُعدّ استقرارها الأمني نقطة مفصلية لاستقرار عدد من الدول الأخرى. خاصة أن هذه الدول منبع الهجرات التي تفرّ إلى جنوب القارة الأوروبية.
وأضاف “الخيام” في  تصريحا لوكالة الأنباء الفرنسية أن منطقة الساحل أصبحت في وضع خطير ينذر بالانفجار بسبب تهديد “الإرهاب والجريمة المنظمة”، موضحا أن الخلية التي تم تفكيكها كانت خطيرة ومستعدة لتنفيذ مخططاتها في أي وقت.
الداخلية المغربية كشف أن 5 أشخاص من العناصر المتطرفة، تتفاوت أعمارهم بين 29 و43 عامًا قد سقطوا في قبضة الأجهزة الأمنية عقب تنفيذ ضربات متزامنة في كل من مدينتي الرباط وطنجة.
وأوضح المكتب  الأمنيأن رجال الأمن ضبطوا، لدى مداهمتهم لمنازل وشركات تابعة للموقوفين، أحزمة ناسفة وثلاثة كيلوجرامات من مادة نيترات الأمونيوم إضافة إلى أجهزة إلكترونية.
من ناحيته، أضاف “الخيام” أن الخلية ذات الصلة بـ”داعش” خططت للنيل من شخصيات عامة ومسؤولين عسكريين وعدد من المقرات التابعة لجهات الأمن داخل المغرب.
ولفت الانتباه إلى أن العملية الأخيرة تعتبر الأضخم منذ الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء خلال عام 2003 وأسفرت عن مقتل 33 شخصًا.
تصريحات المسؤول المغربي تأتي،  في ما تواجه أنقرة من اتهامات فيما يتعلق برعاية التنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا، وأن جزءاً محورياً من تحركات أنقرة في المنطقة يعتمد على تسليح التنظيمات الإرهابية والمرتزقة، بهدف تعزيز الوجود التركي والسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، وتدعيم تيارات الإسلام السياسي.
وفي وقت سابق حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية من استخدام النظام التركي استراتيجية إرسال إرهابيين إلى الدول الأفريقية، خاصة دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وغرب أفريقيا، بهدف التوسع والسيطرة على القارة السوداء؛ وذلك من خلال توسيع النشاط الإرهابي في المنطقة.
وأوضح المرصد في تقرير له ، أن وجود داعش في منطقة الساحل والصحراء يعزز من نفوذه وتمدده إلى غرب أفريقيا؛ مما يمكنه من إيجاد حلقة وصل مع فروعه الأخرى في نيجيريا والكونغو وغرب أفريقيا؛ وذلك لأن الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الصحراوية تعرقل تحقيق أي انتصار عسكري حاسم على التنظيم الإرهابي.
ولفت المرصد  أن النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان يسعى لتوسيع نفوذه في هذه المناطق، وفق مخطط خبيث يستهدف السيطرة على الجزء الأكبر من القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن هذا المخطط الشيطاني، الذي يسعى النظام التركي إلى تحقيقه، يتأكد يومًا بعد يوم بأنه يستهدف الدول العربية وعلى رأسها مصر، حيث يستخدم ورقة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها في سوريا، لتحقيق أطماعه التوسعية على حساب أمن واستقرار القارة الأفريقية.
وأضاف المرصد أنه بعد أن صَدَّر أردوغان آلاف العناصر الإرهابية من سوريا إلى ليبيا للقتال هناك، يسعى الآن لتكرار النموذجين السوري والليبي في مالي، حيث كشفت معلومات استخباراتية بأن الرئيس التركي أرسل نحو 900 مرتزق للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، الذي ينشط في الشمال الغربي لدولة مالي والمعروفة بمنطقة الأزواد؛ وذلك بهدف دعم وتعزيز صفوف تنظيم داعش في منطقة الساحل والصحراء بقيادة الإرهابي عبد الحكيم صحراوي.
وقد صَرَّح عدنان تانريفيردي، مالك مؤسسة صادات شبه العسكرية وكبير المساعدين العسكريين سابقاً للرئيس التركي أردوغان، أنه يجب على تركيا دعم التنظيمات الإرهابية ضد ما أسماه إرهاب الدولة في بعض مناطق وبلدان القارة الأفريقية مثل أفريقيا الوسطى ومالي ونيجيريا. أضف إلى ذلك، عيّنت أنقرة سفيراً لها لدى السنغال في مارس 2020 كان قد أظهر تعاطفه مع تنظيم القاعدة، واعتبره منظمة غير إرهابية وحركة مقاومة مشروعة.
 وتشير بعض التقارير إلى أن هناك 229 من كبار قادة التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة و"داعش" قد أرسلتهم أنقرة من تركيا إلى طرابلس الليبية، بما يعني إمكانية انتشارهم في مناطق أخرى في أفريقيا. وفي هذا الإطار، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوجود عناصر إرهابية تُمولها وتدربها أنقرة يصل عددهم إلى 4700 عنصر في ليبيا وفقاً لإحصائيات فبراير 2020، و1800 يتدربون في أنقرة، فيما وصل 64 عنصراً من أوروبا، وأن العشرات من هؤلاء قد فرُّوا إلى أوروبا، وتحديداً إيطاليا.
 كما كشف بعض التقارير الاستخباراتية عن إرسال أنقرة نحو 900 عنصر للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتمركز في شمال غرب مالي، بهدف تعزيز صفوفه تحت قيادة عبد الحكيم صحراوي، الأمر الذي يترتب عليه تقويض السلم والأمن الإقليمي في المنطقة وأفريقيا عموماً.
ومن ثمّ، تبدو بيئة منطقة الساحل والصحراء مُهيَّأة لتعزيز العلاقة بين أنقرة ومختلف التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة التي تشكل تهديداً واضحاً لدول المنطقة ومناطق الجوار الجغرافي، لا سيما شمال أفريقيا.
ياتي ذلك مع كشف  تقرير نشره موقع ”أنتليجنس“ الفرنسي، الجمعة 11 سبتمبر الجاري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونواياه في التوسع والتمدد في شرق المتوسط وفي شمال إفريقيا عبر بوابة ليبيا، وهي تضع في المقابل خططا سرية لمقاومة هذا التمدد عبر عرقلة الصفقات العسكرية لأنقرة.




شارك