اسرائيل توجع ايران.. ما مصير الحرس الثوري في سوريا؟

السبت 12/سبتمبر/2020 - 03:56 م
طباعة اسرائيل توجع ايران.. علي رجب
 

يبدو ان الصراع الايراني الاسرائيلي، يتواصل على الاراضي السورية، في ظل توجيه اسرائيل ضربات موجعة لميليشيات وقوات ايران في  المواقع التابعة لها على الارضي السورية، وسط صيحات تقليدية ومستهلكة - دون تحرك على أرض الواقع- من قادة إيران باستعدادهم لتدمير إسرائيل.

قصفت إسرائيل فجر الجمعة 11 سبتمبر  2020، مشروع عسكري إيراني في منطقة السفيرة في حلب في شمال سوريا،  وهي الغارة الاسرائيلية الرابعة في11يوماً إستهدفت مليشيات واهداف إيرانية في حلب.

المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له،  قال في بيان، "هزت انفجارات عنيفة مدينة حلب وريفها بعد منتصف ليل الخميس، ناجمة عن قصف إسرائيلي جديد على الأراضي السورية".

 وتابع "استهدفت الصواريخ الإسرائيلية منطقة معامل الدفاع بالقرب من مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي، التي يتواجد فيها مواقع للميليشيات الموالية لإيران، كما حاولت دفاعات النظام الجوية التصدي للصواريخ وتمكنت من إسقاط بعضها، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن حجم الخسائر البشرية والمادية نتيجة القصف".

كانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد ذكرت، أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت عدداً من الصواريخ الإسرائيلية قبل وصولها لأهدافها شرقي حلب.

الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا ليست جديدة؛ حيث دأبت إسرائيل منذ اندلاع الصراع السوري وتصاعد الدور العسكري الإيراني والميليشيات التابعة له في الصراع، على توجيه ضربات خاطفة تستهدف أهدافًا إيرانية في سوريا، المرصد السوري لحقوق الإنسان ، أن طيراناً حربياً يرجح أنه إسرائيلي، استهدف في الثالث من الشهر الحالي، مواقع للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، بريف دير الزور الشرقي؛ ما أسفر عن مقتل 9 من تلك الميليشيات وجرح آخرين.

وأشار المرصد السوري في اليوم ذاته، إلى أن قصفاً جوياً من قبل طيران حربي يرجّح أنه إسرائيلي، استهدف في الثالث من الشهر الحالي أيضاً موقعاً تابعاً لميليشيا "حزب الله" العراقي، في ريف دير الزور الشرقي؛ ما أسفر عن مقتل 7 عناصر من الميليشيا.

وفي الثاني من الشهر الحالي، ذكر "المرصد" أن قصفاً جوياً إسرائيلياً استهدف حرم مطار التيفور بريف حمص الشرقي، بالإضافة إلى مواقع إيرانية بالمنطقة هناك.

صحيفة "إندبندنت" البريطانية، رصد تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف وقف إرسال الأسلحة من إيران للمليشيات الموالية لها في سوريا.

وفي 3 سبتمبر الجاري، نشرت شركة "إيمدج ستالايت إنترناشيونال" صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية للغارتين الجويتين ضد عدة أهداف في مطار دمشق الدولي (31 أغسطس 2020)،والهجوم الثاني (2 سبتمبر) استهدف هدفين في قاعدة تياس الجوية بمحافظة حمص السوري،  تكشف الأهداف التي أصيبت بصواريخ كروز التي أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية.

ونقل تحليل الصحيفة البريطانية عن الخبير العسكري بابك تقوائي، قوله إن الصواريخ نجحت في تدمير أهدافها، بما في ذلك مبنيين ومخزنين ذخيرة في مطار دمشق الدولي.

وأشار تقوائي إلى أن مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت قبل 6 أشهر في نفس المكان مبني يضم مكاتب إدارية لشركات الخطوط الجوية السورية وبويا التابعة للقوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني، وفارس إير قشم.

بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير مستودع ذخيرة يستخدم لتخزين الأسلحة المنقولة حديثًا من طهران إلى دمشق لحساب فيلق القدس والمليشيات التابعة له.

ودمرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، في 20 يوليو 2020، مستودع ذخيرة آخر في نفس الموقع، وفق التحليل.

وذكر التحليل، استنادا إلى صور فضائية، أن تل أبيب استهدفت قاعدة تياس الجوية بمحافظة حمص في مطلع الشهر الجاري، لتعطيلها من أجل منع هبوط طائرات الشحن التي تحمل أسلحة وذخائر من إيران.

 

 

تظهر صور الأقمار الاصطناعية أن الغارات الإسرائيلية أحدثت فتحتين في منتصف مدرج الطائرات بقاعدة تياس، بالإضافة إلى ثقب بمنحدر حيث يتم تفريغ الحمولات من طائرات الشحن الإيرانية التي تنقل أسلحة من مطار مهر أباد في طهران إلى القاعدة الجوية المذكورة.

وأكد المحلل العسكري بابك تقوائي أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي ضد تلك المواقع تستهدف قطع مسار شحنات الأسلحة والذخائر الإيرانية إلى سوريا.

ولفت إلى أن معظم الأسلحة المنقولة من طهران إلى قاعدة تياس يتم شحنها بواسطة 3 طائرات نقل عسكرية ثقيلة من طراز "إليوشن 76 تي"، إلى جانب طائرتي شحن إيرانيتين من طراز "بوينج 747 - 281 سي".

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، كشف عن استهداف جش الاحتلال الاسرائيلي  للقوات الإيرانية في سوريا بمئات الضربات، دون أي رد فعلي من قبل إيران، مضيفًا: "لقد نفذنا الآلاف من الهجمات دون إعلان المسؤولية عنها، في عام 2018 وحده، وأسقطت إسرائيل 2000 قنبلة على أهداف إيرانية في سوريا".

وأوضح غادي إيزنكوت: "لاحظنا تغييرًا جوهريًّا في استراتيجية إيران، وهي أنها أصبحت تتركز على إنشاء قوة من المقاتلين التابعين لايران من العراق وأفغانستان وباكستان قوامها 100 ألف مقاتل قاموا أيضًا بإنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كل قاعدة جوية سورية، كما أحضروا عددًا كبيرًا من المدنيين؛ من أجل تشريبهم عقيدتهم العسكرية".

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، نضال السبع،: إن الوجود الإيراني في سوريا سيستمر طالما هناك تهديدات إسرائيلية، كما أن الأزمة في سوريا لم تنتهِ حتى الآن، فحسب التقديرات هناك نحو 70 ألف مقاتل في إدلب وحدها كلهم من تنظيم جبهة النصرة القاعدي.

وأضاف أن هناك أحاديث عن لقاءات واتصالات إسرائيلية روسية قبل القصف الإسرائيلي الأخير في دمشق، مؤكدًا أن موسكو لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل، بل تسعى إلى وقف الغارات الإسرائيلية على دمشق.

ولفت السبع إلى أن تركيا هي المستفيد من الضربات الإسرائيلية لدمشق؛ لأن هذا الاعتداء يربك الجيش السوري ويفتح الأبواب أمام نظام رجب طيب أردوغان في مزيد من التوغل العسكري في شرق الفرات ودعم الجماعات الإرهابية في إدلب، وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية التي يقودها أبومحمد الجولاني والذي أعلن دعمه للحملة العسكرية التركية في شرق الفرات.

ويرى "السبع" أن البقاء الإيراني هو قرار سيادي للحكومة السورية، وهو موقف لم يتغير رغم الضغوط قبل 2011 وحتى الآن، فالتعاون الإيراني السوري هو تعاون وتنسيق أمني وعسكري كبير منذ سنوات طويلة وقبل 2011، وهو تعاون تضاعف في سنوات الأزمة السورية.

شارك