أزمة أوروبية جديدة بسبب اللاجئين والدور التركى الخفي
السبت 12/سبتمبر/2020 - 06:29 م
طباعة
هانى دانيال
تصاعدت أزمة اللاجئين فى مخيمات اليونان، وهو ما دفع بعض الدول الأوروبية لاجراء مشاورات حول كيفية التدخل لحل الأزمة بعد تفاقهما بشكل كبير خلال الأيام الماضي، فى الوقت الذى تتواصل فيه الاتهامات لتركيا بسبب فتحها للحدود التركية الأوروبية قبل تفشي أزمة كورونا، وهو نتج عنه تسلل عدد كبير من طالبي اللجوء إلى اليونان، وعدم قدرتها على تحمل وصول الآلاف منهم إلى الجزر اليونانية.
اثينا تلقي باللوم على أنقرة فى فتح الحدود وعدم وقف محاولات الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وعدم قدرة المخيمات اليونانية على استيعاب كل هذه الأعداد، فى الوقت الذى فشلت محاولات الاتحاد الأوروبي فى الوصول لصيغة جماعية لحل أزمة اللاجئين، والعمل على توزيع عادل لطالبي اللجوء على الدول الأعضاء، حيث تتحمل ألمانيا النسبة الأكبر فى استقبال اللاجئين، فى الوقت الذى تستقبل فيه اليونان العدد الأكبر من طالبي اللجوء.
وفى إطار المحاولات الألمانية لحل هذه الأزمة، أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة التوصل إلى خطة أوروبية مشتركة حتى بشأن هذه القضية الصعبة، مضيفا بقوله" نحن مطالبون بشكل خاص، بل مضطرون، للبحث عن إجابة أوروبية مشتركة".
يأتى ذلك فى الوقت الذى أمضى فيه آلاف من طالبي اللجوء ليلتهم الثالثة في العراء بالقرب من مخيم موريا الذي دمره حريقان حيث تواجه حكومة اليونان صعوبات في مساعدتهم، ودفعت الشرطة اليونانية بعناصر إضافية لاستيعاب الأزمة، وألقى مسؤولون يونانيون باللوم على المهاجرين في اندلاع الحرائق التي نشبت بعدما ثبتت إصابة 35 شخصاً بفيروس كورونا المستجد وأجبروا على الخضوع لإجراءات العزل.
وأبدت اليونان انزعاجها من تراخى دول الاتحاد الأوروبي فى التعامل مع الأزمة، وترك أثينا تتحمل عبء توافد طالبي اللجوء ، خاصة مع انهيار نظام اللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي تحت ضغط مئات آلاف الوافدين عام 2015 بحيث لم تقبل دول أوروبية أخرى سوى عدد قليل من اللاجئين وتُرك الآلاف في المخيمات اليونانية.
من جانبه دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بالتدخل العاجل في استضافة آلاف من اللاجئين، وعدم ترك بلاده تتحمل تبعات المشكلة وحدها، وضرورة تقديم تسهيلات حتى تتمكن أثينا من مواجهة الموقف.
بينما أكد وزير الهجرة نوتيس ميتاراكي أن هناك 3,500 مهاجر بلا مأوى، وأن اليونان بدأت في اتخاذ إجراءات لصالحهم، منها نقل الآلاف منهم إلى سفن يأوون فيها بشكل مؤقت، فضلا عن نصب خيام للبقية.
بينما أعلنت 9 دول أوروبية منها ألمانيا وسويسرا عن استعدادها لاستقبال 400 لاجئ قاصر من المخيم، مع استمرار المحادثات مع دول أخرى، على أن تستقبل ألمانيا وفرنسا منهم 150- 200 قاصر، ويجري التشاور مع بقية الدول الأعضاء للوصول إلى نسبة عادلة فى التوزيع.
فى حين أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستتكفل نقل 400 طفل ومراهق إلى مناطق يونانية أخرى، كما أعلنت النرويج استقبال 50 فردا، بينما تجري مشاورات لاستقبال بقية الأعداد .
يعد مخيم موريا واحد من عشرات المخيمات التي أقيمت في اليونان بعد تدفق المهاجرين إلى أوروبا في العام 2015، وأقام سكان الجزيرة حواجز على الطرق قرب المخيم المحترق لوقف محاولات تنظيف الموقع وإعادة توزيع طالبي اللجوء في أماكن أخرى، ودُمر المخيم موريا الذي كان يضم أكثر من 12 ألف شخص يعيشون في ظروف صحية مزرية في سلسلة حرائق خلال الأيام الماضية.
وكشفت تقارير يونانية عن احتمالية اندلاع النيران إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم، بعدما تبينت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية، لكن لم تؤكد السلطات حتى اللحظة ما إذا كان الحريق بفعل فاعل أم لا.
يري مراقبون أن طالبي اللجوء يواجهون مشكلة حقيقة فى المخيم، حيث أنه يتم إجبار المهاجرين في المخيم الانتظار طويلا للحصول على أي رعاية طبية، وتبلغ القدرة الرسمية للمخيم هي 3000 شخص ، ولكن العدد يتخطي 10 آلاف الفترة الأخيرة، مع تواجد عدد قليل من الخدمات الأسياسية، ويتم تقديم ثلاث وجبات يومية للاجئين، ولكن يجب الانتظار في الطابور، و في بعض الأحيان يتعين على المهاجرين الانتظار ثلاث ساعات لكل وجبة، وعلى الناس القتال من أجل الغذاء والخدمات الطبية".
كما كشفت منظمة أطباء بلا حدود قبل فترة عن تلقيها عدة طلبات عاجلة لمعالجة أمر المخيم، وتريد المنظمة أن يتم نقل الأشخاص الضعفاء في المخيم إلى أماكن إقامة أكثر أمناً و "إزالة الاكتظاظ من داخل المخيم" ، فضلاً عن تعزيز الصحة والأمن هناك.