تركيا تتحدى عقوبات الاتحاد الأوروبي وتُصعد بمناورة عسكرية جديدة قبالة سواحل قبرص
الأحد 13/سبتمبر/2020 - 01:15 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لم تكترث تركيا بتهديدات الاتحاد الأوروبي بوضعها تحت نير العقوبات، فمضت في مناوراتها البحرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل قبرص.
وقال المركز المشترك لتنسيق عمليات الإنقاذ التابع لوزارة الدفاع "إن التدريبات التركية غير قانونية وتنتهك سيادة جمهورية قبرص". وأعلن الحرس الوطني القبرصي أن سفينتين من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية متواجدتان في قبرص لإجراء مناورة عسكرية مشتركة بدأت أمس ومن المقرر أن تنتهي في 20 سبتمبر.
وفي ظل هذا التأجيج دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة ووقعت واشنطن ونيقوسيا مذكرة تفاهم في مجال الأمن والدفاع وتتضمن إنشاء مركز التدريب المذكور في مدينة لارنكا، وفيه ستجري عمليات التدريب في مجال معالجة وتخزين المواد الكيميائية والبيولوجية الخطرة، وضمان أمن الموانئ البحرية، فضلا عن الأمن السيبراني، وسيطلق عليه اسم "المركز القبرصي للأمن البري والبحري والموانئ".
وطالب البلدان تركيا بوقف أعمالها العدوانية والاستفزازية، وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق بشأن تصرفات تركيا في شرق البحر المتوسط، داعيًا إلى حل دبلوماسي للتوترات المتزايدة في المنطقة، وذلك خلال زيارته إلى قبرص لبحث وجهى نظر الشعب القبرصي في النزاع مع تركيا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن بومبيو قوله "تحتاج دول المنطقة إلى حل الخلافات حول موارد الطاقة والقضايا البحرية دبلوماسياً وسلمياً، حيث أن التوترات العسكرية المتزايدة لا تساعد أحدا سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام".
وفي ظل الاحتقان المتوسطي المتصاعد أعلنت اليونان أنها ستعزز قواتها الدفاعية من خلال شراء 18 طائرة رافال وأربع فرقاطات وستقوم بالاستعانة بنحو 15 ألفاً من أفراد الجيش خلال السنوات الخمس المقبلة، كما ستعزز قدراتها الدفاعية بأسلحة جديدة وطوربيدات وصواريخ فضلاً عن تحديث صناعة الدفاع التي تكبدت خسائر.
من جهة أخرى، عادت سفينة الأبحاث التركية "أوروتش رئيس"، اليوم الأحد، إلى ميناء أنطاليا بعد مغادرتها المنطقة التي تجري بها أعمال التنقيب بشرق البحر المتوسط، امتثالًا لقرارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد تحركات تركيا بالمنطقة خلال الفترة الأخيرة..
وقالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن السفينة "أوروتش رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا بعد جمع المعدات والكابلات من المنطقة التي تجري بها أعمال البحث والتنقيب عن الطاقة، وذلك بعد لقاءات "الناتو" في الفترة الأخيرة.
واستنكرت "يني شفق" الموالية للنظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، قرار عودة "أوروتش رئيس" إلى أنطاليا، وصدرت الخبر عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلة: هل هذا القرار صحيح؟.
وكان من المقرر، وفقًا للإخطارات الملاحية "نافتكس" الصادرة من تركيا مؤخرًا، أن تقوم السفينة بعمليات مسح على مساحة 15 ألف كيلو متر بالجرف القاري اليوناني، حتى تاريخ 25 سبتمبر الحالي، إلا أن السفينة عادت في الوقت الحالي إلى ميناء أنطاليا بناءً على قرارات "الناتو".
ومن جانبها رحبت الحكومة اليونانية بعودة سفينة المسح التركية "أوروتش رئيس"، وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، لقناة "سكاي" اليونانية، إن عدم تجديد تركيا للإخطار الملاحي "نافتكس" لسفينة "أوروتش رئيس" يعد خطوة إيجابية، ونحن نقوم بتقييمها ومراقبتها، مؤكدًا أن أثينا تثمن تلك الخطوة من الجانب التركي لخفض التصعيد بالمنطقة.