اعتقال اخوانهم الارهابيين.. هل تمهد تركيا لامارة ارهابية في شمال سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام؟

الأحد 13/سبتمبر/2020 - 02:20 م
طباعة اعتقال اخوانهم الارهابيين.. علي رجب
 
اشتعلت الصراعات بين الجماعات الارهابية في إدلب، بما يشكل مخطط تركي للقضاء على الجماعات المناوئة لها، والتي تخرج عن المخطط المرسوم لها في سوريان ضمن محاولة تركية لتأسيس إمارة اخوانية متطرفة في شمال سوريا.
وأقدمت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) عمدت إلى اعتقال مجموعة من المقاتلين من الجماعات المتطرفة، أثناء مرورهم من على أحد حواجزها في مدينة إدلب، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 12 من المتطرفين دون معلومات عن أسباب الاعتقال حتى اللحظة، ولم يعلم بعد فيما إذا كان الجهاديون من غرفة عمليات “فاثبتوا”، أم أنهم مستقلين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
هيئة تحرير الشام الإرهابية  التي يتخذ منها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي واجهة له، تنفرد التنظيمات الإرهابية القاعدية بما يسمى غرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم مجموعات تبايع تنظيمي داعش و”القاعدة” الإرهابيين.
لجبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) فرع تنظيم القاعدة في سورية أربعة جيوش (أبو بكر وعثمان وعلي وعمر) تم تطويرها الى سبعة ألوية عسكرية.
المرصد السوري نشر في الـ 29 أغسطس الماضي، بأن هيئة “تحرير الشام” استنفرت قواتها في بلدة حارم الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون في ريف إدلب، واعتقلت أربعة جهاديين بعد مداهمة مقراتهم ومنازلهم، وهم من جنسيات غير سورية.
كما أن القوى الأمنية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، بدأت بحملة واسعة ضد منتسبي “حزب التحرير الإسلامي” في بلدة أطمة الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون شمال إدلب، واعتقلت العشرات من منتسبي الحزب بعد مداهمة منازلهم وأماكن تواجدهم، تزامن ذلك مع قيام عناصر “تحرير الشام” باقتحام مظاهرة نسائية تطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون الهيئة، وسط إطلاق رصاص عشوائي لتفريق المظاهرة.
وخلال السنوات الماضية، اتخذت “الهيئة” عدة خطورات لعزل  المناوئين لها الذي بدوره استقطب مجموعات وفصائل “جهادية” ضمن تشكيل غرفة عمليات واحدة، الأمر الذي قد يسبب إرباكًا لـ”الهيئة” في المرحلة المقبلة.
تحركات هيئة تحرير الشام تنسجم وتتماهى مع المخطط التركي في شمال سوريا، حيث تغلغلت المخابرات التركية بشكل كامل في جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني باتت تديرها وتسيرها بالشكل الذي يتناسب مع المصالح التركية فقط وليس مصلحة الوضع السوري، وبات اولولية العمل للجانب الامني وليس العسكري .
وتشرف النصرة ذراع القاعدة التي باتت تحرير الشام على تطبيق الالتزامات التركية فيما تشهر سيفها في وجه النظام وروسيا في الوقت الذي تريده انقرة فقط وليس كما تطلبه المصلحة السورية لذلك فان القيادات المشرفة على الولاء هي الحمائم كـ “أبو مارية القحطاني” والدكتور مظهر الويس، وأبو الفتح الفرغلي، وعبدالرحيم عطون”، فيما تم تهميش قيادات عسكرية على غرار “مختار التركي، وأبو الحسن تفتناز، وأبو حسين الأردني، وأبو الخير، وأبو أسامة” وهذا مايراه المراقبون بانها الخطوة الاولى من اجل السيطرة التركية على الاراضي السورية والتحكم بها.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق في 23/6/2020، اعتقال الهيئة لـ”أبي مالك التلي” أحد شركاء “الجولاني” بناءً على تعليمات تركية في إطار وعود “أردوغان” لـ”بوتين” بتصفية التنظيمات الجهادية في المنطقة، لا سيما وأن “التلي” أسس مجموعة جهادية في أبريل 2020 ترفض الاتفاقيات الروسية-التركية وتسليم طريق حلب- اللاذقية للقوات الروسية.
كذلك، رسخت الهيئة التواجد التركي إبان تطبيق قانون “قيصر” للعقوبات الاقتصادية على النظام السوري من خلال اعتماد الليرة التركية ضمن مناطق تحرير الشام والفصائل، ما يعني إقرار بسلطة النفوذ التركي على هذه المناطق وإحكام قبضته عليها، وخلع أحد مظاهر الهوية السورية عنها.
تنظيم “جبهة النصرة” الذي أعلن عن تأسيسه مطلع العام 2012 ، تحول إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام” في الشهر الأول من العام 2017، إثر التغيير الجيوسياسي والإيديولوجي الطفيف الذي طرأ عليه وإعلان انفصاله عن تنظيم “القاعدة”. 
تركيا دعمت تحرير الشام في السيطرة على إدلب عسكريا، ومن ثم السيطرة على ما تسمى حكومة الانقاذ، فقد عمل تنظيم  الجولاني على تطوير أهدافه داخليًا فيما يتعلق بمناطق النفوذ من مجرد تحقيق انتصارات عسكرية إلى السعي للاستحواذ على السلطة السياسية عن طريق تشكيل “حكومة الإنقاذ” كواجهة مدنية لها، والتي وسّعت عملها تدريجياً لتصبح الجهاز الإداري لمحافظة إدلب التي باتت تحكم السيطرة عليها بالكامل مطلع عام 2019. وكذلك طور التنظيم أهدافه خارج مناطق نفوذه، حيث تجاوز فكرة إسقاط  الحكومة السورية، إلى الانغماس في معركة ضد القوات الروسية والإيرانية أو “الاحتلالين الروسي والتركي” حسب ما وصفهما “الجولاني”.
وخلال السنوات الماضية، نجحت الهيئة في كسب مزيدٍ من ثقة الجانب التركي، وارتبطت بعلاقات عضوية مع القوات التركية وحصلت على الكثير من الامتيازات مقابل حماية المصالح التركية، وهي امتيازات سبق أن كانت حكرًا على فصائل أخرى، مثل “أحرار الشام” و”فيلق الشام، وتلقت تحرير الشام انتقادات حادة من قبل تنظيمات جهادية أخرى بسبب علاقتها القوية مع الحكومة التركية واللقاءات المستمرة بين قياداتها والمخابرات التركية، حيث تعتبر تلك التنظيمات تركيا دولة علمانية وعضوًا في حلف الناتو وتشارك في عملياته في أفغانستان ضد الجهاديين، لكن الهيئة استمرت في التعاون مع المخابرات التركية.
هل بات اعلان دولية ارهابية في الشمال سوريا قريب، مع تنفيذ تنظيم الجولاني، كامل المخطط التركي بحذافيره،   ام ان الاوضاع سوف تشهد تغيرا استراتيجيا عبر همليات الجيش السوري في القضاء على التنظيمات الارهابية وطرد القوات التركية من التراب السوري؟







شارك