خلافات داخلية فى ألمانيا بسبب نية ميركل استقبال مزيد من اللاجئين
تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السياسية فى
البرلمان الألمانى " بوندستاج"
بشأن استقبال مزيد من اللاجئين وطالبي اللجوء من المخيمات فى اليونان،
وخاصة بعد أن تواصلت الحكومة الألمانية مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بخصوص
استقبال عدد من القصر فى ظل محاولات ألمانيا لتخفيف الضغط على الحكومة اليونانية
والتعامل انسانيا بشكل أكبر خلال الفترة المقبل.
يأتى ذلك بعد أن أعلنت الحكومة الألمانية اليوم
إنها تجري محادثات لاستقبال العائلات التي لديها أطفال شردوا بعد أن دمر حريق هائل
مخيم موريا للمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية، ووقعت ألمانيا بالفعل على مخطط أوروبي
لاستضافة القصر غير المصحوبين بذويهم من المخيم ، ووعدت باستقبال حوالي 150 من أصل
400 وافد.
ووصف المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا
ميركل ستيفن زايبرت ، أن مساعدة القاصرين بأنها
"خطوة أولى" ، لكنه قال إنه يتعين بذل المزيد من الجهود للتخفيف من معاناة
نحو 12 ألف مهاجر ينامون في ظروف قاسية منذ حريق الأسبوع الماضي.
وقال "المحادثات جارية الآن في الحكومة
الفيدرالية حول كيف يمكن لألمانيا أن تساعد ، وما هي الإسهامات الكبيرة الأخرى التي
يمكن أن تقدمها بلادنا"، مضيفا بقوله "الخطوة الثانية" ستركز على العائلات
التي لديها أطفال من المخيم، ورفض تحديد عدد العائلات التي قد تستضيفها ألمانيا.
وكشفت
صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار إن ميركل مستعدة لاستقبال "مئات
الأطفال وعائلاتهم ، وربما الآلاف"، وأنه قد يتم الاتفاق على صفقة صباح الأربعاء
، عندما تعقد ميركل اجتماعها العادي لمجلس الوزراء.
بينما قال وزير المالية ونائب المستشارة ، أولاف
شولتز أن ألمانيا ، باعتبارها أكبر دولة وقوة اقتصادية في الكتلة ، "يجب أن تتخذ
خطوة ثانية كبيرة" عندما يتعلق الأمر بمساعدة المهاجرين واللاجئين من موريا.
من جانبه رفض حزب "البدل من أجل
ألمانيا" ممثل اليمين المتطرف فى البرلمان الألماني محاولات الحكومة بقيادة
المستشارة أنجيلا ميركل فى استقبال مزبد من اللاجئين خلال الفترة المقبلة ، والإشارة
إلى أنه لا يمكن القبول بالعودة مرة آخري
لما حدث فى 2015 وتوافد أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا.
وأكد ستيفان براندنر نائب المتحدث باسم حزب البديل من أجل ألمانيا ، أنه لا ينبغي أن يكون هناك
موجة ثانية مما شهدته ألمانيا عام 2015 ، وعلى الحكومة تجنب قبول المهاجرين من مخيم موريا.
شدد على أن ألمانيا مقبلة على أزمة
اقتصادية ضخمة ، يخشى الكثير من الناس على وجودهم ، وهناك الآلاف من الجرائم التي ارتكبها
المهاجرون في جميع أنحاء ألمانيا ، والبنية السكانية تنهار ، ومع ذلك تود
المستشارة الألمانية جلب المزيد من اللاجئين
إلى ألمانيا.
أكد على أنه ليس الوقت المناسب لإنقاذ العالم، ألمانيا لديها
الآن ما يكفي لتتعامل مع نفسها، والحزب يدعم القانون الأساسي للبلاد "
الدستور الألمانى" ولكن فى الوقت
نفسه يرفض القبول العشوائي وغير المنظم والمجنون للمهاجرين واللاجئين.
وتري الصحيفة أن المجتمع الألمانى يشهد
استقطاب بشدة بسبب قرار ميركل عام 2015 بإبقاء الحدود مفتوحة للسماح بدخول مئات الآلاف
من طالبي اللجوء ، ومن المرجح أن تثير خطط استقبال المزيد من الأشخاص من موريا الجدل،
فى حين أعلنت سلسلة من المدن والمناطق الألمانية إنها مستعدة لإيواء المهاجرين من موريا
، مما زاد الضغط على الحكومة الفيدرالية لبذل المزيد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قامت فيه الحكومة
اليونانية بنقل اللاجئين وطالبي اللجوء إلى أماكن بديلة بعد حرق مخيم موريا، وجرى بالفعل
نقل المئات منهم، فى ظل تردى الأوضاع المعيشية فى المخيم، على ثر الحريق الذى طاله
خلال الأيام الماضية.
يعد مخيم موريا الأكبر في أوروبا، حيث تجاوز
عدد المهاجرين فيه أربعة أضعاف سعته القصوى البالغة 3100 شخص، ويستضيف نحو 13000 مهاجر
يعيشون في ظروف صحية سيئة، ويقع المخيم فى جزيرة ليسبوس قرب مخيم كارا تيبي.
ويري متابعون أن السلطات اليونانية تتهم اللاجئين
بالإحراق المتعمد للمخيم، احتجاجا على إجراءات الحجر الصحي التي تم اتخاذها فيه، بينما يري البعض أوروبا يرون أن
سبب الحادث يتعلق فقط بعدم رضا اللاجئين عن إجراءات الحجر الصحي.
وكشفت صحيفة Politico الايطالية أن "حريق موريا، نتج عن السياسة الأوروبية.
كان هذا متوقعا، وكان يمكن الوقاية منه، كان هذا هو الخيار السياسي للاتحاد الأوروبي،
تبعته الدولة اليونانية. هذه سياسة متعمدة، تمت صياغتها بوضوح كرادع وعقاب لهؤلاء الأشخاص.
ويري متابعون أن قادة الاتحاد الأوروبي لم
ينجحوا حتى الآن فى حل قضية اللاجئين ، ومن
المخطط أن تقوم المفوضية الأوروبية بالنظر فى هذا الأمر فى نهاية سبتمبر الجاري،
بعد أن كان من المقرر طرح هذا الأمر فى إبريل الماضي، ولكن جاءت جائحة كورونا لتضع
المزيد من العقبات حول هذه الخطوة.
وحتى الآن هناك خلافات داخلية فى أوروبا حول
التعامل مع أزمة اللاجئين، فهناك دول تتبنى إعادة التوزيع فى ظل جائحة كورونا،
بينما هناك دول آخري تغلق أبوابها التي تقبل المهاجرين أبوابها تماما، قريبا، متذرعة
بالسبب نفسه.