عريضة عدم الترشح... ما مصير الغنوشي في قيادة النهضة الاخوانية؟
الخميس 17/سبتمبر/2020 - 03:49 م
طباعة
علي رجب
دخلت حركة النهضة –اخوان تونس- مرحلة جديدة من مرحل التغيير السياسي، بما يتوافق مع الاوضاع التي تشهدها تونس، وانقلاب على مرحلة القيادي الأهم في التنظيم الدولي للإخوان ومؤسس حركة النهضة راشد الغنوشي.
وبدأت النهضة حملة الاطاحة براشد الغنوشين عبر عرضة بعنوان "مستقبل النهضة بين مخاطر التمديد وفرص التداول"، وقع نحو 100 قيادي في حركة النهضة بتونس، طالبوا فيها الغنوشي بعدم الترشح لرئاسة الحركة في المؤتمر الحادي عشر المزمع عقده نهاية2020.
مسؤول في حركة النهضة دعوا الغنوشي إلى الالتزام بعدم التعديل على الفصل الحادي والثلاثين من النظام الداخلي للحركة، الذي ينص على أنه "لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين".
ويعد سمير ديلو، وعبد اللطيف المكي، وزبير الشهودي، ونورالدين العرباوي، وفتحي العيّادي، وعماد الحمامي، من أبرز الأسماء الموقعة على العريضة المطالبة بتنحي الغنوشي.
وعاشت حركة النهضة على وقع انقسامات خلال فترة تشكيل الحكومة التونسية الجديدة من قبل هشام المشيشي، إذ لم يجمع "الإخوان" على موقف موحد بشأن دعمه أو الوقوف في طريقه.
وبحسب ما نقل موقع "تينيزي نيميريك" عن مصادر مقربة من حركة النهضة في أغسطس الماضي، فإن الانقسام حصل بين من يريد تأييد حكومة المشيشي، على نحو حذر، ومن منطلق الانحناء للعاصفة وإدراكا لصعوبة الوضع، وبين من يرفض تأييد الحكومة المقبلة لأن الحركة ستخرج خاوية الوفاض.
وأضاف المصدر أن المدافعين عن تأييد مساعي المشيشي شكلوا أغلبية تقارب 80 في المئة، ويقول هؤلاء إنه لا ضير في مغادرة السلطة، بشكل مؤقت، "من أجل العودة بقوة في وقت لاحق".
وعزا هؤلاء رأيهم إلى صعوبة الوضع الراهن في تونس، لأن قرارات صعبة سيجري اتخاذها في الفترة المقبلة، ومن الأفضل، في رأيهم، ألا يجري ربطها بالحركة، لدى الرأي العام. وتعتقد هذه الفئة من المؤيدين، أنه بوسع حركة النهضة أيضا أن تعرقل عمل الحكومة عن طريق البرلمان.
يري رياض جراد الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام لطلبة تونس، إن الحديث عن عريضة لمطلبة بوقف ترشح الغنوشي لولاية جديدة في رئاسة الحركة الاخوانية، هو يفضح زيف النموذج الديمقراطي داخل حركة النهضة، وكذلك يؤكد علي ديكتاتورية المرشد الاخواني في تونس.
وأوضح جراد في تصريح لـ"بوابة الحركات الاسلامية"، أن العريضة تكشف ضعف هؤلاء وتعد دليلا على ان النهضة هي راشد الغنوشي، والغنوشي هو حركة النهضة، وان الجميع "كومبارس" في قيادة اخوان تونس، وليس هناك أي قيادة قادرة على ازاحة "الغنوشي" من قيادة الحركة، الا اذا كان صادرة من التنظيم الدولي للاخوان والذي تديره قطر وتركيا.
ولفت الناشط السياسي التونسي، أن العريضة يمكن وصفا بـ" مناورة واستهلاك اعلامي" من قبل الاخوان لانصارهم او لمعارضيهم، ولكن هي في المجمل تكشف حقيقة واحدة ان الغنوشي لما يمثل من كادر قوي في التنظيم الدولي يشكل القوة الرئيسة وان لم يكل كل "اخوان تونس".
واوضح ان الغنوشي باقي في قيادة رئاسة "اخوان تونس" حتى الرمق الاخير"، والحديث عن تنحي الغنوشي وتركه لقيادة النهضة متكرر ولا يشكل الا استهلاك اعلمي وابقاء النهضة في دائرة الضوء والحدث.