أصابع تركيا.. دلائل عودة داعش في الصحراء الافريقية واستهداف رعايا فرنسيين
وسط تحذيرات استخباراتية عدة من تمدد داعش في منطقة الساحل والصحراء في ظل الصراع الدائر في ليبيا وعدم الاستقرار في مالي، بما يهد دول شمال افريقيا وجنوب الصحراء ومصر، قتل 6 من موظفي الإغاثة الفرنسيين على يد تنظيم داعش الارهابي في دولة النيجر احدي دول الساحل والصحراء الافريقية، يراه البعض جزء من الصراع الشرس بين تركيا وفرنسا، واستخدام أنقرة للجماعات الارهابية كأداة في حربها ضد فرنسا.
أنقرة تواجه من اتهامات
فيما يتعلق برعاية التنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا، وأن جزءاً محورياً
من تحركات أنقرة في المنطقة يعتمد على تسليح التنظيمات الإرهابية والمرتزقة، بهدف تعزيز
الوجود التركي والسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، وتدعيم تيارات الإسلام السياسي.
وكشف بعض التقارير الاستخباراتية
عن إرسال أنقرة نحو 900 عنصر للانضمام إلى تنظيم "داعش"
المتمركز في شمال غرب مالي، بهدف تعزيز صفوفه تحت قيادة عبد الحكيم صحراوي، الأمر الذي
يترتب عليه تقويض السلم والأمن الإقليمي في المنطقة وأفريقيا عموماً.
ومن ثمّ، تبدو بيئة منطقة
الساحل والصحراء مُهيَّأة لتعزيز العلاقة بين أنقرة ومختلف التنظيمات الإرهابية النشطة
في المنطقة التي تشكل تهديداً واضحاً لدول المنطقة ومناطق الجوار الجغرافي، لا سيما
شمال أفريقيا.
يأتي ذلك مع كشف تقرير نشره موقع ”أنتليجنس“ الفرنسي، الجمعة 11
سبتمبر الجاري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
ونواياه في التوسع والتمدد في شرق المتوسط وفي شمال إفريقيا عبر بوابة ليبيا، وهي تضع
في المقابل خططا سرية لمقاومة هذا التمدد عبر عرقلة الصفقات العسكرية لأنقرة.
وفي وقت سابق حذر مرصد
الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية من استخدام النظام
التركي استراتيجية إرسال إرهابيين إلى الدول الأفريقية، خاصة دول شمال أفريقيا ومنطقة
الساحل وغرب أفريقيا، بهدف التوسع والسيطرة على القارة السوداء؛ وذلك من خلال توسيع
النشاط الإرهابي في المنطقة.
وأوضح المرصد في تقرير
له ، أن وجود داعش في منطقة الساحل والصحراء يعزز من نفوذه وتمدده إلى غرب أفريقيا؛
مما يمكنه من إيجاد حلقة وصل مع فروعه الأخرى في نيجيريا والكونغو وغرب أفريقيا؛ وذلك
لأن الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الصحراوية تعرقل تحقيق أي انتصار عسكري حاسم على
التنظيم الإرهابي.
ولفت المرصد أن النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان يسعى لتوسيع
نفوذه في هذه المناطق، وفق مخطط خبيث يستهدف السيطرة على الجزء الأكبر من القارة الأفريقية،
مشيرًا إلى أن هذا المخطط الشيطاني، الذي يسعى النظام التركي إلى تحقيقه، يتأكد يومًا
بعد يوم بأنه يستهدف الدول العربية وعلى رأسها مصر، حيث يستخدم ورقة الجماعات والتنظيمات
الإرهابية التي يدعمها في سوريا، لتحقيق أطماعه التوسعية على حساب أمن واستقرار القارة
الأفريقية.
كما أكد مدير المركز الوطني
الأمريكي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر، أن
تنظيم داعش يواصل تمدده عالميا مع نحو عشرين فصيلا تابعا له، وذلك على الرغم من اجتثاثه
من سوريا والقضاء على قيادييه.
وتابع إنّ التنظيم يحقّق
نتائج متفاوتة، لكنه يسجّل أداءه الأقوى في إفريقيا، وفق ما أظهره هجوم النيجر.
كذلك يسعى تنظيم داعش لمهاجمة
أهداف غربية، وفق ميلر، لكن عمليات مكافحة الإرهاب تحول دون ذلك.
ماتيو باكستون المحلل المستقل
في شؤون الحركات المتطرفة، لفت وتحظى المجموعة بدعم تقني من فرع تنظيم داعش في غرب
أفريقيا.
وأضاف باكستون الذي يحلل
دعاية تنظيم داعش منذ بداياته إن القيادة المركزية في التنظيم باتت تدير فرعه في الصحراء
الكبرى. وهذا واضح في الدعاية والتقنية.
وخلص إلى القول:
"لا شك أن الجميع قلل من شأن تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"،
وفقا لما نقله موقع " ارفع صوتك".
وتم تسجيل ما يقرب من
1000 هجوم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو خلال
العام المنتهي في 31 مارس، وقفزت الضربات المرتبطة بالقاعدة بنسبة 55٪، من 378 عملية
إلى 586، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين ارتفعت الهجمات المرتبطة بتنظيم
داعش 120٪، من 157 عملية إلى 345، وفقًا للبيانات التي جمعها مركز إفريقيا للدراسات
الاستراتيجية التابع لوزاةر الدفاع الامريكية "البنتاجون".