تقرير ألماني : النفوذ التركي في ليبيا بات يمثل خطرًا على القارة الأوروبية
الجمعة 18/سبتمبر/2020 - 06:46 م
طباعة
أميرة الشريف
سلطت صحيفة الأعمال الألمانية "هاندلسبلات"، الضوء علي أن تصاعد التدخلات التركية في ليبيا سيؤدي إلى تعميق حالة الفوضى بها، مشيرة إلى أن الرئيس التركي أردوغان، بات يمثل خطرًا على القارة الأوروبية، حيث انتهج سياسة عدائية للغاية منذ عام 2016م، ولم تعد الشراكات القديمة مثل حلف الناتو عقبة أمامه.
وأوضحت الصحيفة الألمانية، في تقرير لها، أن السياسة الخارجية بالنسبة إلى أردوغان تقوم على معادلة صفرية، فلا يمكنه الفوز إلا عندما يخسر الآخرون، مؤكدة أنه يسعى إلى تعظيم نفوذه في ليبيا، عسكريا واقتصاديا، ويمكن أن يزيد من حجم النفوذ في حال رأى أنه مفيدا له.
وأضافت أن النفوذ التركي في ليبيا، يعني أن بوسع أردوغان ممارسة الابتزاز لدول جنوب القارة الأوروبية، وخاصة فرنسا، مشيرة إلى قول الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إن أنقرة لم تعد شريكة لأوروبا في منطقة الشرق الأوسط.
وكان مسؤولون بحكومة الوفاق غير الشرعية، قد كشفوا لأول مرة، قبل أسابيع، عن الكواليس التي أدت إلى تدخل تركيا في الأزمة الليبية، ودعمها للوفاق، واصفين العلاقة بين أنقرة والوفاق بالضرورية، وموضحين أن التدخل التركي، يسير جنبًا إلى جنب مع مطامع أنقرة الاقتصادية.
وأفاد مسؤولون بالوفاق في تصريحات سابقة لوكالة أسوشيتد برس، بأن بعضهم دخل في الصفقات مع تركيا على مضض، أواخر العام الماضي، مُعتقدين أنه لا خيار أمامهم، خاصة أنهم كانوا بحاجة ماسة إلى حليف، لصد هجوم حفتر على طرابلس.
وقال أحد المسؤولين إن الضغط التركي كان مستمرا، كما استخدم الإسلاميون داخل إدارة السراج أيضا نفوذهم لإقناع رئيس حكومة الوفاق بالرضوخ للمطالب التركية، وتابع: “كانت تركيا الدولة الوحيدة التي تعهدت بتقديم الدعم، ولم نوافق على ذلك إلا بعد أن وجدنا جميع الأبواب الأخرى مغلقة، لافتا إلي أن تركيا تقيم حاليا قاعدة بحرية في جزء من ميناء مصراتة وقاعدة عسكرية في قاعدة الوطية الجوية جنوب غربي طرابلس، غير أن مسؤولا حكوميا تركيا ذكر للوكالة أن ملف القواعد ليس مطروحا على الأجندة حاليا.
ولفت التقرير إلى أن تركيا من جانبها وجدت في حكومة الوفاق حليفا يدعم ادعاءاتها في المتوسط، مشيرا إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية تتيح لأنقرة أداة للضغط على دول إقليمية أخرى يمكن استخدامها لمنع مصر والكيان الصهيوني وقبرص من تصدير الغاز إلى أوروبا مباشرة وللتأثير على حركة الهجرة.
وبيّنت الوكالة الأمريكية، أنه عندما وقع الرئيس التركي، مُذكرتي التفاهم العام الماضي لدعم أحد طرفي الصراع في ليبيا، كان هناك اتفاق آخر ينتظر توقيعه معهم في نفس اليوم، لإعادة ترسيم الحدود البحرية للبلدين.
وأوضحت أنه وفقًا لاتفاقية ترسيم الحدود، تطالب تركيا وليبيا بمساحات واسعة من البحر الأبيض المتوسط، المليء بحقول الغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هذه الصفقة، حققت هدفًا قديمًا لتركيا، بإيجاد شريك لدعم مطالبها.
واستفاضت أن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين، وغير ذلك من الدعم العسكري الذي ساعد العناصر الموالية لفائز السراج على صد هجوم حفتر، ومنع انهيار الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، موضحة أن دور أنقرة ليس سوى جانب واحد من كيفية استغلال القوى الخارجية للحرب الأهلية في الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا.
وكان كشف الكاتب والصحفي المختص بالشأن التركي، دايفيد ليبسكا دايفيد، عن مطامع تركيا في ليبيا، مؤكدًا أن تدخل أنقرة في ليبيا مرتبط بسعيها لاستخراج احتياطيات الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط، ما دفعها إلى إطلاق عمليات حفر في المياه المتنازع عليها قبالة قبرص.
ويسعي الرئيس التركي إلي استعادة أمجاده العثمانيين عن طريق استعادة حكم الإخوان الإرهابية والسيطرة علي ثروات ومقدرات ليبيا الغنية.