صراع الذهب الأسود.. السراج يشعل فجوة العداء في ليبيا
السبت 19/سبتمبر/2020 - 05:52 م
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الأحداث المتسارعة في ليبيا الأن ، والصراعات التي تشهدها المدن الليبية بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في الغرب وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر في الشرق, يبدو أن ليبيا ستعيد سيناريو 2011 الذي أعقب الإطاحة الراحل معمر القذافي وحالة الفوضي العارمة التي سادت في البلاد والانقاسامات الحادة بين أطراف النزاع الليبي واستنجاد كل طرف علي حدة بالخارج وهو الأمر الذي أدي إلي أطماع غير مسبوقة علي ثروات ومقدرات الشعب الليبي الذي هي حق أصيل له.
وشهد الأيام الماضية حالة صراع حادة بين طرفي النزاع، فما بين إعلان السراج الرغبة في تقديم استقالته أكتوبر المقبل، أتي إعلان حفتر عن استئناف النفط الليبي والذي توقف منذ 9 أشهر وأكثر، لتسارع حكومة طرابلس إلى رفض الإعلان في مؤشر على العقبات التي يتم وضعها على مسار الحل السياسي.
من جانبه كشف مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، عن عقد اجتماع في جنيف أكتوبر المقبل بين كافة الأطراف الليبية لاختيار مجلس رئاسي وحكومة جديدين.
وقال في تصريحات صحفية إن الاجتماع المرتقب سيكون هدفه الأساسي اختيار مجلس رئاسي ورئيس حكومة ونائبين جدد، ومن خلالهم سيتم تكليف وزارة جديدة يقرها ويعتمدها مجلس النواب الليبي، خاصة بعد إعلان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق تقديم استقالته في أكتوبر، وهو أمر كان متوقعا بسبب الضغوط الشعبية.
كما ذكر أن هناك اتفاقا ليبيا كاملا على توحيد المؤسسات الليبية، وتحديدا الاقتصادية، وزادت هذه الاتفاقات بعد اجتماعات المغرب الأخيرة التي تم الاستقرار فيها على تشكيل المجلس الرئاسي والنائبين، والاتفاق على المناصب السيادية وتكون ممثلة للأقاليم الثلاثة برقة وفزان وطرابلس.
كما أكد المريمي أن المجلس الرئاسي بقيادة السراج فشل في حل أزمات البلاد فضلا عن نقص الخدمات مثل الكهرباء والصحة والمواد الغذائية وارتفاع سعر الصرف علاوة على تسببه في الانقسام الشديد بين الليبيين.
وأرجع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر في بيان، قرار إعادة فتح المنشآت النفطية الليبية، إلى أن تدني مستوى المعيشة لدى المواطنين، جعل الجيش يغض الطرف عن كل الاعتبارات السياسية والعسكرية، مشيرا إلى أنه تقرر استجابة للدوافع الوطنية استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي.
وأشار قائد الجيش الليبي إلى أن عمليات التصدير الخاصة بالنفط الليبي ستخضع لتدابير تضمن توزيعا عادلا للعائدات بين الشعب، وعدم توظيفها في دعم الإرهاب.
ولفت حفتر إلى أن القرار جاء بعد فشل كل المبادرات التي تم تقديمها سابقا لحل الأزمة الليبية، والتي كانت على حد وصفه تركز على تقاسم السلطة دون الاهتمام بالمواطن الليبي.
كذلك أعلن الجيش الوطني الليبي عن تشكيل لجنة فنية للإشراف على إيرادات النفط بمشاركة أحمد معيتيق، نائب فايز السراج، ممثلا للمنطقة الغربية، إضافة إلى مندوبين عن باقي المناطق.
وجاء الرد على إعلان حفتر برفض السراج الاتفاق الذي توصل إليه قائد الجيش الليبي ومعيتيق، حسبما ذكرت شبكة "بلومبيرغ"، والتي قالت إن قرار الرفض تم نقله عن أحد كبار مستشاري السراج.
كما هاجمت عناصر من مليشيات مصراتة مؤتمرا صحفيا لمعيتيق مما أدى إلى إلغائه.
وجاء الهجوم وفق مصادر ليبية بسبب رفض تلك الميليشيات لاتفاق النفط وأي تفاهمات بين معيتيق وقيادة الجيش الليبي.
يذكر أن السراج قد أعلن قبل أيام عن رغبته في التنازل عن السلطة وتسليم مسؤولياته للسلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار، في موعد أقصاه نهاية شهر أكتوبر القادم، ورحب السراج في خطاب وجهه إلى الليبيين، مساء الأربعاء، بالمشاورات واللقاءات بين طرفي الأزمة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تستهدف توحيد المؤسسات قبل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، داعيا لجنة الحوار إلى الإسراع في تشكيل السلطة الجديدة لضمان الانتقال السلمي والسلس والخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
هذا واستضاف المغرب قبل أيام جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.