تركيا والتراجع عن مواقفها العنترية في شرق المتوسط

الأحد 20/سبتمبر/2020 - 05:25 ص
طباعة تركيا والتراجع عن حسام الحداد
 
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تعتزم منح الدبلوماسية مساحة أكبر لحل المشاكل في شرق المتوسط عبر الحوار.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، أوضح إردوغان في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، السبت 19 سبتمبر 2020: «نعتزم الاستماع إلى كل دعوة صادقة، وإعطاء الدبلوماسية أكبر مساحة ممكنة، وحل المشكلات التي يمكن أن يكون فيها الجميع رابحاً من خلال الحوار»، وأضاف: «سنواصل الدفاع حتى النهاية عن كل قطرة ماء وشبر أرض من بلادنا».
وفي وقت سابق من نفس اليوم، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركيا لإعادة فتح حوار مسؤول مجدداً بخصوص شرق المتوسط، في تغريدة نشرها عبر «تويتر»، باللغة التركية، هي الأولى من نوعها.
وقال ماكرون في تغريدته: «بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا في قمة أجاكسيو: دعونا نعيد فتح حوار مسؤول، بحسن نية، وبدون سذاجة، هذه الدعوة هي الآن أيضاً دعوة البرلمان الأوروبي، يبدو أنها قد سُمعت، فلنتقدم».
هذه التغريدات جاءت بعد ساعة واحدة فقط من كلمة قال فيها أردوغان إن "الأهمية الحيوية للنضال الذي نقوده في سوريا وليبيا والبحر الأسود وشرق المتوسط، نابعة من قيام نهضتنا الجديدة، مشدداً على الاستمرار بالدفاع عما وصفه بالحقوق التركية خاصة في شرق المتوسط".
كما أنها تأتي قبيل قمة أوروبية مرتقبة يوما 24-25 سبتمبر الجاري من المتوقع أن تتخذ إجراءات تقييدية ضد أنقرة في ظل تعنتها في شرق المتوسط رغمًا عن البلدان الأوروبية كافة، فضلا عن المجتمع الدولي.
التراجع التركي في هذا الصدد بدأ يوم الأحد الماضي، حينما تم سحب سفينة "أورتك ريس" التركية إلى ميناء مدينة أنطاليا، جنوبي تركيا، بعد مغادرتها المنطقة التي تجري بها أعمال التنقيب بشرق البحر المتوسط، امتثالًا لقرارات حلف شمال الأطلسي(الناتو) ضد تحركات تركيا بالمنطقة خلال الفترة الأخيرة، حيث تستمر الخلافات بين البلدين حول ملكية مصادر الطاقة وعمليات التنقيب التركية.
وغداة الانسحاب، وفي خطوة تعتبر تراجعًا من الجانب التركي قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إنه من الممكن حل المشاكل سلميًا في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن الطرق القائمة على الإنصاف والعقلانية ستقدم مساهمة بناءة.
جاء ذلك في تغريدة نشرها قالن، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك في خطوة للتلطيف بعد تهديدات الناتو والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على البلاد.
وزعم قالن في تغريدته أن "تركيا لا تضع أعينها على أراضي أحد، ولكنها مصممة على عدم السماح لأي شخص بالمساس بحقوقها".
وعلى نفس النسق من التراجع، كان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قد دعا، الأحد الماضي، إلى فتح قنوات تفاوض وحوار مع اليونان، متهماً إياها بذات الوقت بـ"التصعيد" في منطقة شرق المتوسط.
وقال آكار، في تصريحات صحفية "علينا فتح قنوات الحوار وبدء المفاوضات مع اليونان"، متهما الأخيرة بـ “تسليح 18 جزيرة في بحر إيجه بشكل يتنافى مع القانون الدولي”.
وتابع، “نحن إلى جانب العثور على حلول سياسية لمشكلاتنا عبر الحوار والتفاوض، وفي هذا الإطار، نحن ندعم كافة أنواع المبادرات”.
وعن قرار إعادة سفينة التنقيب أوروتش رئيس من شرق المتوسط، وهي الخطوة التي رحبت بها أثينا، علّق آكار، “أورتك ريس عادت إلى ميناء أنطاليا في إطار خططنا، وهذا لا يعني التنازل عن حقوقنا”.
انسحاب السفينة من المنطقة اعتبرها حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد "تنازلاً لليونان وحلفائها".

شارك