رغم الرفض الأوروبي أميركا تفعل جميع العقوبات على إيران

الأحد 20/سبتمبر/2020 - 05:40 ص
طباعة رغم الرفض الأوروبي حسام الحداد
 
فعلت الولايات المتحدة "آلية الزناد" وأعادت جميع العقوبات على إيران، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السبت 19 سبتمبر 2020، دخول جميع العقوبات الأممية على إيران حيز التنفيذ، مؤكدا الإعلان قريبا عن إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ العقوبات.
وأضاف بومبيو أن واشنطن تتعهد بمعاقبة من يخرق العقوبات على إيران، محذرا من أنه ستكون هناك تداعيات في حال فشل الأمم المتحدة في تطبيق العقوبات.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تعيد فرض العقوبات لممارسة أقصى الضغوط المالية على النظام الإيراني، مشددا على أن الضغوط القصوى على طهران ستتواصل حتى تتوقف عن الفوضى وإراقة الدماء.
ولفت إلى أن إدارة ترمب أدركت دائما أن نظام إيران أكبر تهديد للسلام في العالم، مشيرا إلى أنه بإعادة فرض العقوبات سيكون العالم أكثر أمنا.
وتابع "جهود إيران العنيفة لنشر الثورة قتلت الآلاف ودمرت حياة ملايين الأبرياء".
وفي 21 أغسطس الماضي، قدم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، طلب واشنطن إلى مجلس الأمن لتفعيل آلية الزناد ضد إيران.
إلى ذلك، تقضي آلية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي تم اعتماده عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 على عودة تلقائية لجميع العقوبات الدولية ضد إيران، بسبب انتهاكاتها.
وتنفيذا لبنود الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن الدولي أن إعفاء إيران من عقوبات الأمم المتحدة سيستمر لما بعد 20 سبتمبر، في موقف يعاكس الرغبة الأميركية إذ تدعو واشنطن إلى إعادة فرض كل العقوبات بدءا من هذا التاريخ.
وأشارت الأطراف الأوروبية الثلاث في رسالة وجهتها للمجلس إلى أن أي قرار أو إجراء لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران سيكون بلا أي أثر قانوني، وأشاد مندوبوها بالجهود المبذولة للمحافظة على الاتفاق مجددين التزامهم المطلق بتنفيذه.
وأكدت برلين وباريس ولندن في الخطاب الذي أُرسل، الجمعة 18 سبتمبر 2020، أنها لا ترى أن الولايات المتحدة تتمتع بالوضع القانوني الذي يؤهل لتفعيل ما يسمى بآلية «سناب باك». وأشار الخطاب إلى أن هذا الرأي يشاركه جزء كبير من مجلس الأمن، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتدافع الولايات المتحدة عن تفعيل آلية بوضعها كدولة «مشاركة» في الاتفاق الذي انسحبت منه بصخب، بهدف وحيد هو تفعيل آلية «سناب باك». يأتي إصرار الإدارة الأميركية على تفعيل آلية «سناب بك»، بعدما تلقّت إدارة الرئيس دونالد ترمب، انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن الدولي لدى محاولتها تمديد حظر الأسلحة على طهران، الذي تنتهي مدّته في أكتوبر.
واتّهم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في هجوم اتّسم بمستوى نادر من العنف، بأنها «اختارت الانحياز إلى آيات الله الإيرانيين».
وفعّل بومبيو في 20 أغسطس آلية «سناب باك» المثيرة للجدل التي يُفترض أن تسمح بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران بعد شهر.
وقال المبعوث الأميركي إيليوت أبرامز، «كافة عقوبات الأمم المتحدة على إيران ستكون سارية من جديد في نهاية الأسبوع».
ورُفعت هذه العقوبات عام 2015، عندما تعهّدت طهران بموجب الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، بعدم حيازة السلاح النووي. إلا أن ترمب يعد هذا الاتفاق الذي تفاوض بشأنه سلفه الرئيس باراك أوباما، غير كافٍ، وسحب الولايات المتحدة منه عام 2018، وأعاد فرض أو تشديد العقوبات الأميركية على إيران.
ويستمرّ حوار الطرشان، إذ إن إدارة ترمب تنوي التصرّف وكأنه أُعيد فرض العقوبات الدولية على طهران، فيما تعتزم القوى الأخرى التصرّف وكأن شيئاً لم يكن. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، عن مصدر دبلوماسي أوروبي أن الأميركيين «سيدّعون أنهم فعّلوا آلية (سناب باك)، وبالتالي أن العقوبات عادت»، لكن «هذه الخطوة ليس لديها أي أساس قانوني»، وبالتالي لا يمكن أن يكون لديها «أي أثر قانوني».
ويتوقع دبلوماسي أممي أن «لا شيء سيحدث»، مضيفاً أن الوضع «أشبه بالضغط على الزناد من دون انطلاق الرصاصة». ويندد دبلوماسي آخر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، بخطوة «أحادية الجانب»، ويقول «روسيا والصين ستراقبان بارتياح... الأوروبيون والأميركيون ينقسمون».
لكن الخارجية الأميركية تقول إن حظر الأسلحة سيُمدد «لمدة غير محددة»، وإن الكثير من الأنشطة المرتبطة بالبرنامجين الإيرانيين النووي والباليستي ستصبح خاضعة للعقوبات على المستوى الدولي. وتضيف أن الولايات المتحدة «ستقوم بكل ما يلزم لضمان تطبيق هذه العقوبات واحترامها».
وقال بومبيو، «سنمنع إيران من حيازة دبابات صينية ومنظومات دفاعية جوية روسية»، مضيفاً: «ننتظر من كل أمة أن تمتثل لقرارات مجلس الأمن».
وقد تثير هذه النقطة بالذات في الملف توتراً جديداً، إذ إن ترمب قد يعلن عن عقوبات ثانوية بحق كل دولة أو كيان ينتهك العقوبات الأممية، عبر عرقلة الوصول إلى السوق والنظام المالي الأميركيين.
ويرى ريتشارد غوان من «مجموعة الأزمات الدولية» للوقاية من النزاعات أن قبل ستة أسابيع من خوضه الانتخابات الأميركية للفوز بولاية ثانية، قد يرغب الرئيس الأميركي في «إثارة المفاجأة» أُثناء خطابه الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «عبر الإعلان عن عقوبة مالية» على الهيئة الدولية للتعبير عن «استيائه».

شارك