السويد توجه ضربه قاصمة للتنظيم الدولي وتجمد تمويل مؤسسة "ابن رشد" الإخوانية
الثلاثاء 22/سبتمبر/2020 - 04:30 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضربات تتوالى وأظافر تتقلم، وتنظيم إرهابي ينهار، لسان حال جماعة الإخوان في أوروبا، حيث نجحت السلطات السويدية خلال الأيام الماضية في توجيه ضربة قاصمة للتنظيم الدولي، جاء ذلك عن طريق قيام عدة مدن سويدية، في مقدمتها مدينة جوتنبرج على الساحل الغربي في السويد، بإيقاف تمويل مؤسسة "ابن رشد" التعليمية، ذراع جماعة "الإخوان" الإرهابية في البلاد.
تلك الخطوة حركت مطالبات سياسية واسعة بحظر تمويل المنظمة في كل أنحاء السويد، وهو ما يفترض أن تنظره الحكومة خلال الأسابيع المقبلة، وفق صحف سويدية.
وفي هذا السياق فندت صحيفة "إن آل تي" السويدية أسباب عدم حصول ابن رشد على تمويل من جوتنبرج، أولها أن المنظمة تدعو شخصيات متطرفة معادية للسامية وتحرض على حمل السلاح، والعنف ضد النساء، في فعالياتها المختلفة.
وأوضحت الصحيفة السويدية أن "أحد الأمثلة على ذلك هو ما حدث في عام 2018، حيث دعت المؤسسة نور الدين الخادمي وهو قيادي إخواني في تونس، لإلقاء ندوة، حرض خلالها الشباب آنذاك على السفر إلى سوريا للجهاد".
وتابعت الصحيفة: "رغم عاصفة الانتقادات التي واجهت مشاركة الخادمي في منتدى ابن رشد في 2018، لا تزال المؤسسة تدعوه لفعالياتها حتى اليوم".
أما السبب الآخر لوقف جوتنبرج وغيرها من المدن لتمويل ابن رشد، فهو أن منظمتين من أصل 7 تابعة للمؤسسة، هما الرابطة الإسلامية ورابطة الشباب المسلم السويدي، جرى في وقت سابق وقف التمويل الحكومي لهما لأن "أنشطتهما لا تتوافق مع القيم الديمقراطية". كما تنتمي الرابطة الإسلامية في السويد إلى "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز.
وكتبت لوبيكا جاست مودين، السياسية البارزة بالحزب الديمقراطي في مقال في صحيفة "NWT" السويدية: "قررت مدينة جوتنبرج هذا الأسبوع تجميد دعمها لابن رشد بعد رصد تورط المؤسسة في التطرف والتحريض على الكراهية".
ويرى مراقبون أن الضربات القاسمة للتنظيم داخل أوروبا تمثل بداية حقيقية للتخلص من البؤر الإرهابية التي تسمم العقول وتدعو للعنف وتبرر القتل تحت شعارات دينية زائفة.
وبحسب تقارير صحفية تأتي خطوة السويد في وقت بدأت فيه أوروبا تراجع مواقفها السياسية من جماعة "الإخوان المسلمين" بعد أن كانت دول أوروبا حاضنة للجماعة سواء لمواقف سياسية أو كانت منخدعة في خطابها المزدوج. وتطورت مواقف دول أوروبا من مرحلة المراقبة لجماعة الإخوان المسلمين و طالبتها بشكل مستمر بنبذ التطرف، إلى مرحلة مناقشة حظر الجماعة وتصنيفها كمنظمة إرهابية، وذلك بعد أن انكشفت ازدواجيتها الأخلاقية، وكيف أنها تستغل أجواء الديمقراطية الأوروبية لتنفيذ أجندتها داخل أوروبا وخارجها لتحقيق مكاسب سياسية.
وأنشأت جماعة "الإخوان" سلسلة من المنظمات تبدو مستقلة ظاهريا لكنها تدعم في الخفاء شبكات من الشركات والجمعيات الخيرية والمنظمات المدارس والشركات وعديد من الكيانات الأخرى، من أجل تمرير خطابها الإيدلوجى المتطرف، في الوقت الذى كشفت فيه العديد من الهجمات الإرهابية في الدول الأوروبية عن وجود رابط أيديولوجي بين منفذي تلك الهجمات والإخوان. وكذلك استمرار محاولات الإخوان لخلق مجتمع مواز، واستغلال كل السبل المتاحة لها، وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي، لنشر أفكارها المتطرفة.