"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الأحد 27/سبتمبر/2020 - 11:17 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 27 سبتمبر 2020.
الاتحاد: التحالف: تدمير منظومة دفاع جوي للحوثيين في صنعاء
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس، شن عملية نوعية ضد أهداف عسكرية مشروعة تتبع ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وقال التحالف، في بيان له، إن الأهداف شملت تدمير منظومة دفاع جوي تابعة لميليشيات الحوثي في صنعاء. وأكد التحالف الذي طلب من المدنيين عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة، أن تدمير أهداف القدرات النوعية الحوثية يحقق الأمن الإقليمي والدولي. وشدد على أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وعلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين. وجدد التحالف التأكيد على التزامه بتدمير قدرات ميليشيات الحوثي التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
في غضون ذلك، أقدمت الميليشيات على تحويل أجزاء من حديقة الثورة العامة، كبرى الحدائق في صنعاء، إلى ثكنة عسكرية ومقراً لتجمع عناصرهم الذين يتم الدفع بهم صوب جبهات القتال بمحافظات مأرب والجوف وصعدة. وأوضحت مصادر محلية إلى أن أجزاء من حديقة الثورة تحولت إلى مقر لعناصر الميليشيات يمنع الاقتراب منها من قبل المدنيين. وأشارت المصادر أن الحديقة باتت هدفاً عسكرياً مشروعاً، موضحة أن الميليشيات استغلت الحديقة وتواجد النساء والأطفال من أجل الاحتماء والتغطية على أعمالهم وتحركاتهم العسكرية. وأبدى المواطنون تخوفهم من الخطوة الحوثية وما سيترتب عليها من مخاطر تهدد حياتهم وأسرهم في حال استمر الحوثيون باستخدام الحديقة لأغراض عسكرية.
وصعّدت ميليشيات الحوثي من عملياتها الإرهابية في عدد من المحافظات اليمنية، في مسعى منها لإفشال التحركات الأممية لوقف إطلاق النار في اليمن وإحياء عملية السلام. واستهدفت الميليشيات بصاروخ باليستي مدينة مأرب بالتزامن مع إقامة السلطات المحلية احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بحكم الإمامي في شمال اليمن. وقالت مصادر محلية لـ«الاتحاد» إن انفجاراً عنيفاً هز أرجاء مأرب بسبب سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على موقع بالقرب من مكان احتفالية إيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر التي شارك فيها مئات الطلاب والطالبات بحضور قيادات حكومية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية. وأشارت بعض المصادر إلى أن الصاروخ سقط في فناء مدرسة «الميثاق» التي كان يتجمع فيها أكثر من 300 طفل وشاب، وغادروا إلى مكان الكرنفال الشبابي قبل نحو ساعة على وقوع الهجوم الذي تسبب بأضرار مادية بالمدرسة دون أن ترد معلومات بسقوط إصابات بشرية.
وأدان محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة، محاولة ميليشيات الحوثي التشويش على الفعالية الوطنية بإطلاق صاروخ باليستي على المدينة أثناء الحفل، مضيفاً أن «ميليشيات الحوثي لن تتوقف عن جرائمها بحق اليمنيين حتى يتم رفع الراية على كل ربوع الوطن».
وفي الحديدة، أصيب طفلان واحترق منزل بالكامل في انتهاكات حوثية للهدنة الأممية الهشة.
وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي قصفت أحياءً وتجمعات سكنية في مديريات «الدريهمي والتحيتا وحيس» ومنطقة «الجاح»، مشيرةً إلى أن الميليشيات كثفت عمليات القصف المدفعي والصاروخي العشوائي على منطقتي «الفازة والجبلية» بمديرية «التحيتا». وأضافت المصادر أن اعتداءات الحوثيين على سكان منطقتي «الفازة والجبلية» أثارت حالة كبيرة من الذعر في أوساط الأهالي لا سيما الأطفال والنساء.
وأصيب طفل في الثامنة من العمر بنيران ميليشيات الحوثي خلال استهدافها أحياء سكنية في مدينة «حيس» جنوب الحديدة. وذكرت مصادر طبية أن الطفل عصام طالب محمد قاسم، وهو من عائلة نزحت إلى «حيس» قبل أكثر من عامين، أصيب بطلق ناري اخترق الجهة اليسرى من صدره، ما استدعى نقله على الفور إلى المستشفى الرئيسي بمدينة الخوخة القريبة حيث وصف أطباء حالة الصبي بالحرجة جداً.
مصادر لـ«الاتحاد»: خلافات حادة بين عناصر «القاعدة» في البيضاء
تصاعدت حدة الخلافات في صفوف تنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، على خلفية الشراكة التي أبرمتها بعض قيادات «القاعدة» في محافظة البيضاء مع ميليشيات الحوثي بشأن الهدنة وتقاسم المناطق بالمحافظة.
وتفجرت الخلافات للعلن عقب تسلم التنظيم بشكل علني إدارة مديرية «الصومعة» عقب خروج الحوثيين منها وفق اتفاق أبرم بين الطرفين بشكل سري، لتصل حدة الخلافات إلى تنفيذ عمليات تصفية طالت قيادات مؤيدة ومعارضة للاتفاق.
وعقب فرض التنظيم سيطرته على مديرية «الصومعة»، جرى تعيين القيادي «أبو مصعب العدني» مسؤولاً أمنياً للتنظيم الإرهابي في المديرية وهو ما أثار امتعاض قيادات أخرى رافضه لإظهار الشراكة مع الحوثيين وتريد إبقاءها سرية.
وأوضحت مصادر محلية في البيضاء لـ«الاتحاد» أن الخلافات بين عناصر وقيادات «القاعدة» وصلت إلى زرع عبوة ناسفة للتخلص من القيادي في التنظيم «أبو مصعب العدني» حيث زرعت العبوة في المجمع الحكومي الذي يتخذه التنظيم مقراً له.
وكان مسؤولون يمنيون كشفوا عن تنسيق مشترك بين التنظيمات الإرهابية «داعش» و«القاعدة» و«الحوثيين» في بسط سيطرتهم على مناطق محافظة البيضاء.
وبحسب المصادر اليمنية فإن الاتفاق قضى بوقف الهجمات التي يشنها «القاعدة» و«داعش» ضد مواقع عسكرية تسيطر عليها ميليشيات الحوثي في المحافظة مقابل أن يتم تسليمهم عدداً من المناطق غير المحررة بالبيضاء في مقدمتها مديرية «الصومعة» لإدارتها والتمركز فيها.
البيان: واشنطن تدرس جدياً تصنيف ميليشيا الحوثي تنظيماً إرهابياً
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ، أمس، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تدرس جدياً اتخاذ إجراءات جديدة ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية، ومن ضمن هذه الإجراءات إدراجها على لائحة المنظمات الإرهابية فيما أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية شن عملية نوعية ضد أهداف عسكرية مشروعة تتبع ميليشيا الحوثي.
وقال التحالف إن الأهداف شملت تدمير منظومة دفاع جوي تابعة لميليشيا الحوثي في صنعاء.من جهتها، نقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين لم تسمهم، أن الإدارة الأمركية تقوم حالياً بدراسة قرار من ناحية قانونية لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أو فرض المزيد من العقوبات عليها.وقال مسؤول أمريكي كبير: إن من بين الخيارات المطروحة تسمية قادة في الميليشيا المسلحة «إرهابيين عالميين». وبينت الصحيفة أن وزارة الخارجية فضلت عدم الرد عند توجيه السؤال لها حول عزم إدارة ترامب اعتبار ميليشيا الحوثي إرهابية.
وتأتي هذه المداولات في إطار محاولة واشنطن عزل الجماعة الموالية لإيران، خصوصاً مع سعي إدارة ترامب إلى تمديد حملة «الضغط الأقسى» ضد ايران.
مراجعة قانونية
وقال مسؤول أمريكي كبير: إن «السلطات الأمريكية تسعى إلى إجراء مراجعة قانونية واستخبارية لتحديد ما إذا كانت ميليشيا الحوثي تنطبق عليها صفة المنظمة الإرهابية».وأضاف: «أعتقد أن الحقائق تغيرت منذ آخر مرة أجروا فيها المراجعة، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من المعلومات الاستخباراتية المقنعة، التي قد تدعم التصنيف».
صاروخ
وفي آخر فصول الإرهاب الحوثي، ذكرت مصادر حكومية لـ « البيان» أن 300 طفل نجوا بعد سقوط صاروخ حوثي قرب موقع الحفل، الذي أقيم وسط مدينة مأرب، مركز المحافظة، في مدرسة «الميثاق»، وأدى إلى إصابة عدد من المدنيين وتضرر بعض المنازل والمباني.
وقال مسؤول حكومي كان حاضرا الاحتفال لـ«البيان» ان الانفجار كان ضخما وخلف حالة من الرعب في صفوف الاطفال، وأكد أن المحتفلين واصلوا فقرات الاحتفال مؤكدين ان ارهاب الميليشيا الحوثي لايمكن أن يثنيهم عن إحياء المناسبة.
الشرق الأوسط: غضب يمني عقب استهداف الحوثيين حفلاً في مأرب بصاروخ باليستي
أثار هجوم صاروخي جديد للميليشيات الحوثية على مدينة مأرب (شرق صنعاء) عشية احتفال اليمنيين بذكرى ثورتهم على نظام الإمامة في 1962 غضبا واسعا في الأوساط الرسمية والشعبية، إذ عدته الحكومة الشرعية دليلا على «إفلاس الجماعة وحقدها على الشعب».
وأكد شهود لـ«الشرق الأوسط» أن الصاروخ الحوثي الذي يعتقد أنه «باليستي» سقط على مدرسة الميثاق الواقعة في أحد أحياء مأرب السكنية أثناء إيقاد شعلة الاحتفال وبعد دقائق من خروج مئات الطلبة المشاركين في الاحتفالية.
وفي حين ندد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني بالهجوم، وصفه بأنه «محاولة إجرامية لاستهداف أكبر قدر من الضحايا بين المدنيين»، مشيرا إلى أنه «يؤكد حقد ميليشيا الحوثي الدفين على الثورة والجمهورية، ومحاولاتها الانتقام من مدينة مأرب تعبيرا عن حالة الإفلاس والفشل في تحقيق أي انتصار عسكري أو تقدم ميداني على الأرض».
وقال الوزير اليمني في بيان رسمي إن «استهداف ميليشيا الحوثي المتكرر للأعيان المدنية والأحياء السكنية بالصواريخ والطائرات المسيرة (إيرانية الصنع) وتعمدها الإضرار بملايين المدنيين والنازحين من مختلف المحافظات إلى مدينة مأرب، يمثلان جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية، وسيقدم جميع المسؤولين عنها للمحاسبة».
وبينما أكدت المصادر إصابة العديد من المدنيين بجراح متنوعة وتضررت المدرسة والمنازل المجاورة لها جراء الانفجار الصاروخي، أشار الوزير الإرياني إلى ما وصفه بـ«استمرار صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث على جرائم استهداف ميليشيا الحوثي المتعمد والمتواصل للمدنيين في مأرب». وقال إن ذلك «يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، ويعطي ضوءا أخضر للميليشيات لمواصلة أنشطتها الإرهابية». بحسب تعبيره.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي «إن محاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية استهداف الأحياء السكنية بمدينتي مأرب وتعز بالصواريخ والمدفعية أثناء الاحتفالات بالذكرى الـ58 لثورة 26 سبتمبر (أيلول)، يبرهن على حقد الإماميين على ثورة 26 سبتمبر الخالدة».
ونقل المركز الإعلامي للجيش اليمني عن العميد مجلي تأكيده أن الهجوم الحوثي أسفر عن إصابة وجرح عدد من الأشخاص بعضهم جراحاتهم خطيرة، وكذلك إحداث أضرار بمنازل المواطنين. وقال مجلي «إن الميليشيات مستمرة في استهداف المدنيين والأعيان المدنية بأسلوب إرهابي ممنهج يتحدى القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وجاء الهجوم الحوثي على مأرب بعد يوم واحد من صدور تقرير حقوقي وثق بالتفصيل لهجمات الجماعة الانقلابية على مأرب خلال الفترة من أبريل (نيسان) 2015 وحتى أبريل 2020.
ووثق التقرير الصادر عن منظمة «هيومن رايتس للحقوق والتنمية» وبالشراكة مع منظمتي «حماية للتوجه المدني» و«شاهد للحقوق والتنمية» مقتل وإصابة 918 مدنياً جراء القصف الصاروخي والمدفعي لميليشيات الحوثي على الأحياء والقرى والتجمعات السكانية في عدد من مديريات محافظة مأرب خلال الفترة المحددة.
وذكر التقرير أن فريق الرصد وثق مقتل 340 مدنيا بينهم 43 طفلا و30 امرأة و21 مسنا وإصابة 578 آخرين جراء تعرضهم لصواريخ ومقذوفات متنوعة أطلقتها ميليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران على القرى والأحياء المكتظة بالسكان المدنيين معظمهم نازحون في مديريات (مدينة مأرب، وصرواح، ومدغل، ومجزر، وحريب، والعبدية، وماهلية، والجوبة، ومأرب الوادي).
وأكد التقرير أن الأرقام المهولة لعدد الضحايا تبين مدى استخدام الميليشيات الحوثية للقوة المفرطة ضد السكان المدنيين، وتعمد الجماعة الاعتداء على حق الحياة وإقلاق السكينة والاستقرار عبر الهجمات الصاروخية والمدفعية بصورة مستمرة.
وقال «إن ذلك يعد تهديدا حقيقيا لحياة وسلامة وأمن قرابة مليوني ونصف المليون نسمة غالبيتهم نزحوا من مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي بحثا عن ملاذ آمن وحياة مستقرة».
وتعرضت محافظة مأرب - بحسب التقرير - للقصف بـ288 صاروخا باليستيا و495 صاروخ كاتيوشا و103 قذائف مدفعية و11 استهدافا بمقذوفات أخرى سقطت وسط الأعيان السكنية حيث الأسواق والمخيمات، وهو ما أسفر عنه تدمير ما يزيد على 31 منشأة عامة بينها تسعة مرافق تعليمية و9 مرافق صحية وستة مقرات حكومية وستة مساجد ومعلم أثري واحد، فضلا عن إلحاق أضرار جزئية بـ67 منشأة عامة أخرى توزعت بين 15مرفقا تعليميا و12 مرفقا صحيا و14مقرا حكوميا، وكذا 22 مسجدا و4 معالم أثرية.
وأوضح التقرير أن إجمالي المنشآت الخاصة التي تعرضت للتدمير بشكل كلي بلغ 68 منشأة، بالإضافة إلى تضرر 54 منزلا و14 محلا تجاريا، إلى جانب تدمير وسائل نقل وعربات متنوعة بلغت 51 وسيلة نقل.
جواسيس الميليشيات... أدوات تنكيل وعقاب لليمنيين
اتهم ناشطون حقوقيون جماعة الحوثي الانقلابية بالتجسس على المواطنين والشخصيات والهيئات في مناطق سيطرتها بأساليب مختلفة، منها تجنيد النساء والتجسس الإلكتروني ونشر الجواسيس في الشوارع والأحياء السكنية، بمن فيهم عقّال الحارات (أعيان الأحياء) الذين أصبح معظمهم أدوات تنكيل وعقاب للمواطنين المناوئين للجماعة، ما يجعل السكان يعيشون تحت رحمة الجواسيس.
وأكدت مصادر منشقة عن الجماعة المدعومة من إيران استمرار الجماعة في الحكم «بالحديد والنار» لقمع المناوئين لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها من خلال إحكام القبضة الأمنية وكتم أفواه رافضيها. وقال منشق عن الجماعة لـ«الشرق الأوسط» إن «جواسيس الحوثي تسببوا باعتقال الآلاف من الأبرياء بسبب الوشاية بهم، إضافة إلى ملاحقة الآلاف وقرارات الفصل التعسفية وغيرها من الانتهاكات بحق المواطنين».
وأشار إلى أن الانقلابيين «يستخدمون جواسيسهم من الشباب العاطلين عن العمل أو سائقي الدراجات وباصات النقل والتاكسي وعقّال الأحياء السكنية في المؤسسات الحكومية».
وتحدثت المصادر عن وجود الكثير من السجون التي تديرها جماعة الحوثي الانقلابية في مختلف المحافظات اليمينية ويقبع فيها الآلاف من المدنيين، من الرجال والنساء، ويتعرضون إلى شتى أنواع التعذيب، غير أنه في العاصمة صنعاء توجد أكثر السجون التي يكتظ فيها أبرياء من أكاديميين وسياسيين وإعلاميين وناشطين وطلاب وعمال تمت الوشاية بهم من قبل جواسيس الحوثي.
ووفق رواية مواطن من أبناء مدينة الحديدة (غرب اليمن) اعتُقل بسبب الوشاية به، فإن «أحد جواسيس الحوثي، وهو سائق دراجة نارية، تسبب في دخولي السجن بسبب تهمة كيدية بأني شتمت (السيد) الذي يقصد به عبد الملك الحوثي زعيم الميليشيات». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التهمة التي وجهت إلي كانت كيدية وسببها أحد جواسيس الحوثي الذي كان يقف على متن دراجة نارية أمام محل تجاري أعمل به، وكان يستمع وبصوت عالٍ عبر مسجلة الدراجة إلى أغنية فيها تمجيد لزعيم الانقلابيين، وقلت له: لو تسمح وطي صوت المسجلة، فقال لي: يعني أنك تسب السيد، فقلت له: ما الذي تريده؟ وذهب ولم يعد إلا بعد ساعة ومعه مشرف الحوثي ليجرني خلفه من مكان عملي إلى السجن بتهمة شتم سيدهم».
وأضاف: «بعد 48 ساعة تم إطلاق سراحي بعد تدخل شخص منهم تربطنا به علاقة ليقنع المشرف الحوثي الذي أودعني السجن بأن ذلك الأمر لا يتكرر. ولولا معرفتي بهذا الشخص، لكنت الآن في سجون الحوثي بتهمة شتم سيدهم وبعدها سيتم تلفيق تهم كيدية كبيرة».
وأوكلت الجماعة، بحسب المصادر، لعقّال الحارات مهام الرقابة والتجسس وربط خدماتهم، خصوصاً مادة الغاز المنزلي، عن طريقهم عبر كشوفات وبيانات مجتمعية كبيرة من خلال حصر أسماء كل المربعات السكنية واستغلالها للتضييق على المناوئين.
ويقول الباحث توفيق السامعي إن «الميليشيات الحوثية تعمل للتجسس على المواطنين أو الشخصيات والهيئات بأساليب متعددة منها ما ظهر إعلامياً كتجنيد النساء وابتزازهن أو الاختطاف للأشخاص وتغييبهم ثم تجنيدهم في المعتقلات ومنها عن طريق التجسس الإلكتروني واختراق الحسابات وكذلك الاتصالات والتجسس على المكالمات، وللميليشيات خبرات طويلة كونها منظمة آيديولوجية عملت بذلك من فترات مبكرة عبر التجنيد الطائفي والسلالي في نسب عائلات هاشمية، وصولاً إلى التحكم بمصالح الأفراد في استخدام الوظيفة العامة واستغلال حاجات الناس للتجسس على بعضهم البعض».
وأشار السامعي إلى حالة الصحافي صلاح القاعدي «الذي تم الإيقاع به والتجسس عليه من بعض أقاربه ومكث في زنازين الحوثي خمس سنوات تحت التعذيب». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الميليشيا الحوثية لم تكتف بهذه الأساليب، فجندت الزينبيات اللاتي يدخلن للبيوت كزيارات صداقة ويتحسسن حتى على مستوى متابعة القنوات التلفزيونية. واستخدمت حتى مهندسي الهواتف الجوالة في أخذ بيانات المواطنين والنساء وابتزازهم وتجنيدهم كشبكات كما هو واضح في قضية الشهيد عبد الله الأغبري التي اتضح من خلالها أن من يقف وراءها شبكة حوثية كبيرة ومنهم مشرفون مع الميليشيات كما أظهرت المقاطع والصور. كما تستخدم للدفع بمن يتم الإيقاع بهم إلى الجبهات وتعزيز صفوفها، لذلك كثير ممن وقعوا أسرى يعترفون بأنه تم التغرير بهم والإيقاع بهم بطرق مختلفة». ونوّه إلى خطورة الأساليب الحوثية، قائلاً إن «لهذه الأساليب مخاطر مجتمعية جمة تزيد في تعميق الشرخ الاجتماعي ومواجهة المواطنين بعضهم بعضاً وتخلق مزيداً من عدم الاستقرار وتشجع الجريمة وتغذيها وتزيد من نسبتها».
من جانبه، يقول رئيس «مركز حقي لدعم الحقوق والحريات» في جنيف رئيس «الرابطة اليمنية في سويسرا» هاني الأسودي إن «الحوثيين يعتبرون أسوأ مثال على الدولة البوليسية مع فارق كونهم ميليشيات، إذ يستغل الحوثيون العاطلين عن العمل والمجرمين والبلطجية في التجسس على المواطنين ومعرفة توجهاتهم وآرائهم ليتم بعد ذلك خطفهم واعتقالهم وتوجيه تهم ملفقة لهم».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يتواجد المشرفون الحوثيون في كل الأحياء في المحافظات والمناطق كافة التي يسيطرون عليها، وهم ينشرون الكثير من أتباعهم في مهن كثيرة في محاولة لإرهاب المواطنين. كما قاموا بتغيير الكثير من عقّال الأحياء السكنية ببلاطجة كوسيلة تجسس ناجعة لمعرفة اتجاهات الآراء وكبت أي مؤشرات لأي تحركات اعتراضية».
العربية نت: "مسام" يتلف 1144 لغماً حوثياً بالساحل الغربي اليمني
أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، السبت، عن تنفيذ عملية إتلاف وتفجير كمية جديدة من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في الساحل الغربي اليمني.
وقال مشروع "مسام" في بيان، إن فريق "مسام" نفذ عملية إتلاف وتفجير 1144 لغمًا وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في مديرية باب المندب.
وشملت العملية إتلاف 226 لغمًا مضادًّا للدبابات، و309 قذائف غير منفجرة، و272 فيوز منوعة، و333 ذخيرة غير منفجرة، و4 صواريخ مفخخة.
ونقل البيان عن مدير عام المشروع أسامة القصيبي قوله إن "عملية الإتلاف التي نفذها فريق جمع القذائف تعد رقم 30 ليصل إجمالي هذه العمليات التي نفذها "مسام" في اليمن إلى 81 عملية إتلاف وتفجير لآلاف الألغام والقذائف غير المنفجرة".
كما نشر مشروع مسام مقطع فيديو للعثور على ألغام بالطريق العام في ذباب، بالساحل الغربي اليمني، وعملية إتلافها بالإحراق.
يذكر أن الميليشيات الحوثية تواصل زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية، مخلفة آلاف الضحايا من أبناء الحديدة والساحل الغربي.