الاتحاد الأوروبي وتدخلات تركيا في القوقاز
الخميس 01/أكتوبر/2020 - 11:41 ص
طباعة
حسام الحداد
قال الاتحاد الأوروبي: "بحثنا مع تركيا أهمية وقف التصعيد في ناغورنو كاراباخ"، وفقا لخبر عاجل بثته قناة العربية صباح اليوم 1 أكتوبر 2020.
وقبلها طالب مجلس الأمن بـ "وقف فوري للمعارك" في ناغورنو كاراباخ، وفى وقت سابق تبادلت أرمينيا واذربيجان الاتهامات الثلاثاء بقصف أراضي كل منهما بشكل مباشر، ورفضتا ضغوطا لعقد محادثات سلام بينما هدد الصراع بين البلدين على إقليم ناجورنو قرة باغ بالاتساع إلى حرب شاملة.
وذكرت كل من الدولتين تعرض أراضيها لقصف من أراضي الدولة الأخرى عبر الحدود بينهما إلى الغرب بمسافة من إقليم ناجورنو قرة باغ المنشق الذي اندلع بسببه قتال عنيف بين قوات أذربيجان وقوات منحدرة من أصل أرمني يوم الأحد.
وتمثل الاشتباكات مزيدا من تصعيد الصراع رغم نداءات عاجلة من روسيا والولايات المتحدة وغيرهما لوقف القتال.
وأثارت الاشتباكات مجددا القلق حيال استقرار منطقة جنوب القوقاز التي تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز للأسواق العالمية، واستبعد إلهام علييف رئيس أذربيجان تماما في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي أي إمكانية لإجراء محادثات، وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا لنفس القناة التلفزيونية إن من غير الممكن إجراء محادثات مع استمرار القتال.
وفي هذا السياق كشف تقرير بريطاني عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتاد توريط بلاده في أزمات وصراعات خارجية في غنى عنها، وآخر هذه الصراع الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، حيث يدعم الأخيرة بكل قوة.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن أردوغان الذي قاد تركيا لأكثر من 17 عامًا رجل براجماتي ومشاكس ويجلب المشاكل لبلاده، مشيرة إلى تراجعه في النزاع بشأن شرق المتوسط حول الغاز وموافقته على الحوار مع اليونان زميلته في حلف ناتو ومنافسته في بحر إيجه، واضطر لذلك بعد عدم قدرته على تحمل ضغوط الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: «يبدو أن أردوغان يقفز في الوقت نفسه إلى صراع آخر، وهو تصعيد مميت للنزاع المحتدم بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناجورنو كاراباخ الانفصالي، وقد يدفعه ذلك إلى مواجهة أخرى مع صديقه وزميله القوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تركيا وروسيا على طرفي نقيض في الحروب الأهلية في سوريا وليبيا، ومع ذلك تحاولان التعاون في محاولاتهما لإدارة هذه النزاعات لصالحهما المشترك.
وأكدت «فايننشال تايمز»، أنه مع عودة روسيا كقوة إقليمية عظمى، اصطدمت برغبة تركيا في الوصول للعمق الاستراتيجي بسوريا، ففي فبراير الماضي، وصل البلدان إلى حافة الحرب في سوريا، كما كان التدخل التركي في ليبيا يهدف جزئيًا إلى ضمان مطالبتها بثروات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن أردوغان أساء التقدير حينما ورط نفسه في ليبيا.
وأوضحت الصحيفة أن أزمة ناجورنو كاراباخ تشهد اشتباكات حاليًا هي الأعنف، مما أثار المخاوف من العودة إلى حالة الحرب التي كانت بينهما في أوائل التسعينيات، مشيرة إلى أن خط أنابيب نفط وغاز رئيسي يمتد من أذربيجان إلى تركيا ثم إلى أوروبا، لكن روسيا لديها قاعدة عسكرية واتفاقية دفاع مع أرمينيا، تبيع أيضًا أسلحة لأذربيجان وتسعى لتهدئة الصراع خلافًا لتركيا التي أساءت التقدير أيضًا في هذا الملف، وفقًا للصحيفة.
وأكدت «فايننشال تايمز»، أن تحدي تركيا لروسيا في شمال إفريقيا أو بلاد الشام ليس تمامًا مثل المواجهة في القوقاز، في حين أن هذه قد تكون أراضي عثمانية سابقة، إلا أنها منطقة سوفييتية سابقة، مشيرة إلى أنه في ظل حكم أردوغان الاستبدادي تم محو الحدود المفاهيمية بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية وكلاهما تم إطلاقه من قبل القومية المشحونة،بينما يحاول تعزيز قاعدته المتقلصة عبر توظيفه القوة الصلبة في الخارج.
وفي نفس السياق ذكرت مصادر في الرئاسة الفرنسية اليوم ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون اعربا عن قلقهما بشأن عمليات ارسال المقاتلين التي تنفذها تركيا لدعم اذربيجان في الصراع الدائر مع ارمينيا حول اقليم ناغورني قره باغ.
وذكر الكرملين الخميس ان بوتين وماكرون طالبا عقب اتصال هاتفي بينهما بوقف فوري لإطلاق النار.
وقال الكرملين في بيان إن بوتين وماكرون بحثا الخطوات المستقبلية التي يمكن أن تتخذها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمساعدة في خفض التصعيد في الإقليم وطالبا بحل الصراع بالطرق الدبلوماسية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء إن مقاتلين سوريين وليبيين من جماعات مسلحة غير قانونية يجري إرسالهم إلى إقليم ناغورني قره باغ.
على الاتحاد الأوروبي أن يقف بحزم تجاه تركيا في المدى القريب. سنرى إن كان سيتم فرض عقوبات
وقالت تقارير ان تركيا ارسلت بين اربعة وخمسة الاف مقاتل من المناطق الخاضعة لها في سوريا وايضا من ليبيا التي ارسلت اليها عسكريين ومرتزقة من سوريا ايضا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.
وعلاوة على سوريا وليبيا، اثارت التدخلات التركية في شرق المتوسط قلق روسيا والاتحاد الأوروبي الذي سبق وان هدد تركيا بعقوبات.
وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بيون الخميس إن على الاتحاد الأوروبي أن يقف بحزم تجاه تركيا "في المدى القريب. سنرى إن كان سيتم فرض عقوبات".
ويجتمع زعماء الاتحاد في بروكسل الخميس في مناقشات تستمر يومين وتتعلق بشكل أساسي بالتوتر في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع تركيا.