مساع ألمانية لحظر أنشطة حزب الله أوروبيا.. واعتراض فرنسي
بدأت السلطات الألمانية اتخاذ خطوات تصعيدية ضد حزب الله ، والتشاور
مع أعضاء دول الاتحاد الأوروبي قبل قمتهم القادمة فى الخامس من أكتوبر المقبل،
وإعداد تقارير من أجل إدراج حزب الله فى القوائم الارهابية التى يصدرها الاتحاد
الأوروبي.
وفى تقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية أوضحت أن هناك
محاولات جارية لوضع حزب الله الجناح السياسي والعسكري معا ضمن القوائم الارهابية،
خاصة وأن التصنيف الحالى يسري حتى الآن
فقط على الجناح العسكري للحزب الشيعي اللبناني، خاصة وأن ألمانيا سبق وأن وضعت
الجناح السياسي إلى جانب العسكري ضمن القوائم الإرهابية فى أبريل الماضي، بعد أن
كان الجناح العسكري هو المدرج على القائمة فقط.
ويري مراقبون أن التغيرات التى تشهدها الساحة اللبنانية مؤخرا ساهمت
فى خلق حالة من عدم الرضا فى الأوساط الأوروبية تجاه سياسات حزب الله فى المجتمع
اللبنانى، وتعطيله لكثيرا من التغيرات التى يشهدها لبنان فى الفترة الأخيرة، حتى
جاءت تفجيرات بيروت المؤلمة فى اغسطس الماضي، وساهمت فى تشكيل رأى عام دولى
وأوروبي ضد هيمنة حزب الله على المشهد اللبنانى
من جانبه قال هانز جيورج وكيل وزارة الداخلية الألمانية إن حزب الله
منظمة إرهابية وسيتم بذل مساعي خلال رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي من أجل إدراج
الحزب ككل على قائمة التكتل للإرهاب، واتخاذ موقف واضح من سياسات حزب الله داخل
وخارج لبنان، وأن الفترة الماضية كانت محل تقييم من الداخلية الألمانية قبل التقدم
بهذه المقترح والتشاور مع الأصدقاء بدول الاتحاد الأوروبي.
وسبق وأن حظرت وزارة الداخلية فى ألمانيا نشاط حزب الله فى إطار
التقاريرالتى تقوم بها وزارة الداخلية الألمانية والمكتب الاتحادى لحماية الدستور،
خاصة وأن هناك عدد من الأفراد تم القبض عليهم فى الأشهر الأخيرة فى الأراضي
الألمانية لديهم صلة بحزب الله وثبت تورطهم فى بعض الجرائم الإرهابية، ولذلك عكفت
الوزارة على متابعة هؤلاء الأفراد وتحديد الشبكة التى يتعاملون بها، والأفراد
الداعمين لهم.
وفى هذا السياق قامت وزارة الخارجية الألمانية أيضا بدور كبير فى
إدراج حزب الله فى المنظمات الإرهابية، حيث سبق وأن تلقت الوزارة خطابا من أعضاء
الكونجرس الأمريكي يطالبون فيه بحظر أنشطة حزب الله، ورغم عدم تقديم الخارجية
الألمانية لتفسيرات بخصوص هذا الملف، إلا ان قرارها كان يصمب فى حظر أنشطة حزب
الله داخل ألمانيا، وتقوم حاليا بحملة دبلوماسية لحظر أنشطة الحزب داخل الاتحاد
الأوروبي.
حتى الأن فرنسا تعد من أكثر الدول الأوروبية الرافضة لحظر الحزب داخل
الاتحاد الأوروبي لتعقد المشهد اللبنانى، وتأثير نفوذ حزب الله على عملية اختيار
رئيس الحكومة، فى ظل وجود عدد كبير من حزب الله داخل البرلمان البنانى ومعه حركة
أمل، وبالتالى أي تصعيد ضد حزب الله سيعرقل المساع الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية،
وتشكيل حكومة جديدة تعمل على انتشال البلاد من أزمتها الراهنة
وجاء فشل مصطفى أديب كرئيس محتمل للحكومة اللبنانية ورغم الدعم
الفرنسي ليكشف عن أزمة كبيرة فى الشارع اللبنانى، وعدم الرغبة في الدخول كطرف نزاع
فى الأزمة، فى ظل رغبة حزب الله وحركة أمل على تسمية عدد من الوزراء والحصول على
حقائب معينة وخاصة حقيبة المال.
وسبق وأن انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حزب الله، والإشارة
إلى أن حزب لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب إسرائيل وميليشيا في سوريا
وحزبا يحظى باحترام في لبنان، عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين، وفي الأيام
الأخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك".