تزايد القلق الدولي بشأن مرتزقة أردوغان.. ودعوة فرنسية وروسية وأمريكية لوقف إطلاق النار في "كراباخ "
الجمعة 02/أكتوبر/2020 - 12:17 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
قلق دولي متزايد بشأن مرتزقة تركيا، سلاح أنقرة الذي باتت تستخدمه في مناطق عدة لتنفيذ أجندتها المثيرة للجدل، وأحدث هذه المناطق إقليم ناغورني كراباخ، حيث النزاع المشتعل بين أرمينيا وأذربيجان، وعلى إيقاع المعارك الدائرة بين البلدين تخرج فرنسا وروسيا بالاتهام لتركيا، إذ تشاطر كل من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ونظيره الروسي فيلادمير بوتين المخاوف بشأن التقارير عن قيام أنقرة بإرسال مرتزقة لدعم أذربيجان في نزاعها ضد أرمينيا، يذكر أن ورقة المرتزقة السوريين سبق وأن استخدمتها تركيا في ليبيا.
وقال ماكرون لدى وصوله للمشاركة في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "لدينا معلومات تشير بشكل مؤكد إلى أن مقاتلين سوريين من مجموعات متطرفة انتقلت عبر غازي عنتاب للوصول إلى مسرح العمليات في ناغورني كراباخ ، وهذا واقع جديد خطير للغاية يغيّر الوضع".
وأكدت موسكو، أمس الأول، أن مقاتلين من سوريا وليبيا انتشروا في منطقة الصراع، التي تشهد قتالاً دامياً منذ عدة أيام.
ومن جانبهم، دعا رؤساء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، أمس، لوقف إطلاق النار في منطقة ناغورني كراباخ المتنازع عليها، حاضين أرمينيا وأذربيجان على الالتزام بإجراء مفاوضات دون تأجيل، فيما تواصل القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني.
وقال ماكرون وبوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بصفتهم رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في بيان مشترك أصدره الإليزيه: "ندعو لوقف فوري للأعمال العدائية بين القوى العسكرية المعنية"، كما دعوا قادة البلدين "لاستئناف المفاوضات الجوهرية، بنية حسنة ودون شروط مسبقة تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في خطاب ألقاه أمام البرلمان التركي قبل بيان الدول الثلاث إنه يعارض تدخلها. وقال أردوغان "بما أن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا أهملت هذه المشكلة لقرابة 30 عاما، فمن غير المقبول أن تبحث الآن عن وقف لإطلاق النار".
وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار إلا إذا انسحب "المحتلون الأرمينيون" من ناغورني كراباخ.
من ناحية أخرى قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشرت الجمعة 2 أكتوبر إن أرمينيا لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناغورني كراباخ.
واتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى منطقة ناغورني كراباخ.
وقال باشينيان: "إنهم يستخدمون طائرات مسيرة و(طائرات مقاتلة) إف 16 تركية لقصف مناطق مدنية في قره باغ العليا"، وأردف: "يجب أن يعلم المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الأمريكي، أن طائرات إف - 16 الأمريكية الصنع تستخدم حاليًا لقتل أرمن في هذا الصراع". وتابع: "هناك أدلة على أن قادة عسكريين أتراكا متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم".
وقال باشينيان: "زودت أنقرة باكو بمركبات عسكرية وأسلحة وأرسلت مستشارين عسكريين، نعلم أن تركيا قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا، إنهم يقاتلون اليوم ضد الأرمن".
كما أشار باشينيان إلى "ما حدث في عام 1915 عندما ذبح أكثر من 1.5 مليون أرمني خلال أول إبادة جماعية في القرن العشرين". وبحسب قوله فإن "الدولة التركية التي لا تزال تنكر الماضي، تغامر مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية".
واعتبر باشينيان في مقابلته مع صحيفة "لو فيغارو" أن تركيا مسؤولة "بالتأكيد" عن التصعيد العسكري في ناغورني كراباخ. وقال إن "رغبة تركيا هي تعزيز دورها ونفوذها في جنوب القوقاز وبالتالي تغيير الوضع الراهن، الساري منذ أكثر من قرن. إنها تسعى لتحقيق حلم بناء إمبراطورية، وتشرع في طريق يمكن أن يشعل النار في المنطقة".
وكرر باشينيان أن فكرة وقف إطلاق النار سابقة لأوانها بالنسبة إلى أرمينيا في الوقت الحالي. وقال إن ناغورني كراباخ وهي منطقة انفصالية يسكنها في الغالب الأرمن وتدعمها أرمينيا "لا يمكن أن تنزع سلاحها لأن ذلك قد يؤدي إلى إبادة جماعية".