تقارير.. الموت ينتظر الاقليات في سجون خامنئي
يواصل
نظام المرشد الايراني علي خامنئي، عمليات التضييق والاضطهاد ضد الاقليات الدينة
والعرقية في إيران، وهو ما كشفته تقاررير حقوقية عديدة عن ابادة ثقافية من قبل
النظام الايراني ضد الشعوب الغير فارسية بجمهورية الملالي.
واتهمت
الولايات المتحدة النظام الإيراني بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق للحقوق الدينية للأقليات
خاصة البهائيين، وسنة البلوش والأحواز.
وفي
تقرير نشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية عن الدستور الإيراني الذي مهّد الطريق
لفرض عقوبات شديدة على أولئك الذين يغيرون دينهم. ويمكن أن تصل العقوبات في هذا الشأن إلى الإعدام.
ولفت التقرير الحقوقي الأمريكي إلى إمعان نظام الملالي في مضايقة واستجواب البهائيين والمسيحيين غير الأرمن
في إيران، إذ أخضت للمحاكمة 65 بهائيا خلال ستة أشهر فقط من عام 2019.
وسلط
التقرير الحقوقي الأمريكي الضوء على تمهمة
تسمى "محاربة الله"، التي أدت إلى إعدام اثنين من الأقلية السنية، في سجن
"الفجر" بمدينة الأحواز.
وتحدث
التقرير الحقوقي الأمريكي عن قلق من استمرار
عمليات الإعدام التي تطال السكان السنة من أكراد وبلوش، في البلاد التي يسيطر على حكمها
الملالي. ويشكل الفرس من 30 إلى 40 % من عدد سكان البلاد.
كذلك
تتجاهل سجون إيران الالتزام تماما بمعايير
تتعلق بتصنيف السجناء أثناء فترة العقوبة، أبرزها مبدأ الفصل بين المعتقلين تبعا لدرجة
الجريمة إلى جانب الحكم القضائي الصادر بحق المتهمين.
وموقع
"زمانه" الفارسي المعارض، وصف في تقثرير له عن أوضاع السجون في إيران، سجن
شيبان الواقع في إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية بـ"الأسوأ" عالميا.
وأضافت
الإذاعة الناطقة بالفارسية أن سجن "شيبان" يكتظ به العديد من النشطاء الأحوازيين
رغم تدني مستوى خدماته بشدة، وسط غياب تام لأي وسائل إعلام أو مؤسسات حقوقية بغية مراقبة
ظروف المعتقلين داخله.
ويوصف
السجن، الذي يقع أساسا في منطقة تخلو من أبسط مقومات الحياة كمياه الشرب النظيفة وشبكات
الكهرباء والطرق، بـ"الأفظع والأشد حراسة" في البلاد، حيث تمارس داخله عمليات
تعذيب بدني للنشطاء الأحوازيين وانتزاع اعترافات قسرية، إلى جانب تعمد الإهمال الطبي
للمرضى الذين يتوفى أغلبهم بالفعل داخل ردهاته.
وفي
سجت تبريز-الذي تقطنه اغلبية أذرية، تتعمد السلطات في سجن تبريز (شمال) إلى إيداع المعتقلين
الجدد في زنازين محتجز بها سجناء يعانون خللا نفسيا.
وأوحت
الإذاعة الناطقة بالفارسية أن القضاء الإيراني يتعامى تماما عن متابعة أوضاع هذه السجون
رغم شكاوى من معتقلين سابقين تعرضوا للتعذيب أو نشطاء.
من
جانبها حذرت حقوقية كردية إيرانية من اوضاع الأقليات في سجون النظام الايراني،
لافته إلى ان الكرد والعرب والبلوش، يواجهون الموت في معتقلات الملالي.
وأوضحت
عضوة شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، فاطمة كريمي، ان مناطق كرد إيران أكثر
المناطق التي تتعرض لم للإبادة الثقافية والسياسية على يد نظام المرشد علي خامنئي.
ولا
يكاد يمر يوم واحد في روجهلات "شرق كردستان" والمناطق الإيرانية الأخرى،
إلا ويتعرض فيه النشطاء السياسيين الذين يرفضون الرضوخ للنظام الإيراني، للاعتقال والإعدام
في ساحاتها العامة وشوارعها، بالإضافة إلى عمليات القمع الممنهجة وتصفية عشرات المعتقلين
والمعتقلات الكرد في السجون الإيرانية.
وأفادت
كريمي، بأن المؤسسات الأمنية الإيرانية اعتقلت
خلال هذا العام 20 امرأة كردية وأكثر من 200 رجل، لافته المؤسسات المدنية تخضع للمراقبة
من قبل السلطات الأمنية، وأضافت: "المشاركة في أصغر فعالية مدنية أو ثقافية في
روجهلات كردستان تعرض صاحبها للملاحقة والاعتقال والهجمات، وإصدار أحكام غير عادلة
بحقهم".
وأوضحت
الناشطة الحقوقية الكردية الايرانية، بأن الضغوطات
والسياسات التعسفية ازدادت في السنوات الأخيرة في عموم إيران، ولكن تبقى المناطق الكردية
من أكثر المناطق المعرضة لإبادات ثقافية وسياسية، وبالتالي فإن أي نشاط سياسي أو ثقافي
يُقام في المنطقة يكون عرضة للهجمات والضغوطات الأمنية.
وأشارت
فاطمة، إلى أن الاعتقالات في روجهلات تحدث يومياً للعشرات من الناشطين والناشطات والعاملات
ضمن الحركات النسائية والحقوقية بحجج واهية وبلا معنى.
وأكدت
فاطمة كريمي بأنه ليس هناك جهات أو مؤسسات تبدي مواقف جدية حيال الأحكام غير الإنسانية
التي تصدرها السلطات الإيرانية بحق النشطاء والناشطات المعتقلين، لذلك يتجه المعتقلون
رجالاً ونساء إلى طرق وأساليب أخرى للتعبير عن رفضهم للسياسات المطبقة بحقهم، وأغلبهم
يلجأ إلى الإضراب عن الطعام والتي تنتهي إما بفقدان المضربين لحياتهم أو بدون نتيجة.
وتطرقت
فاطمة كريمي إلى الأوضاع داخل السجون الإيرانية، وقالت: "لا تلبي السلطات الأمنية
في المعتقلات والسجون أقل مطالب وحاجيات المعتقلين اليومية، وهناك إهمال كبير في تقديم
الرعاية الطبية خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، ولذلك يتجه المعتقلون إلى الإضراب
عن الطعام".
وترى
فاطمة، أن وضع المعتقلين العرب والكرد والبلوش في خطر، في ظل عدم استجابة السلطات الإيرانية
لمطالبهم.
ويصعب
على منظمات حقوق الإنسان العمل في إيران وتوثيق انتهاكاتها لحقوق الإنسان وممارساتها
بحق النشطاء والمعتقلين، وهذا ما يشكل صعوبة كبيرة أمام إظهار الحقيقة.
وفي
هذا السياق تشير عضوة شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، فاطمة كريمي، بأنه على الرغم
من الضغوطات الأمنية في عموم المنطقة، إلا أنه مع وجود ناشطين مدنيين وسياسيين إلى
جانب الإعلام الكردي فإنهم يسعون إلى إظهار الحقائق ورصد الانتهاكات.
وأشارت
أنهم يجمعون المعلومات والأخبار، ولكن "توثيق الممارسات في المنطقة يجري بصعوبة"،
لأن السلطات الإيرانية تتابع المواطنين الذين يخافون مما سيواجهونه على يد السلطات،
ولفتت أنهم في شبكة حقوق الإنسان الكردستانية تمكنوا من توثيق قسم من الانتهاكات ومشاركتها
مع الرأي العام العالمي.
وتقول
فاطمة إن شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، وبهدف توثيق أشكال الانتهاكات كافة الممارسة
في روجهلات وإيران، تحاول بطريقة مباشرة التواصل مع الشخصيات المستهدفة والذين انتهكت
الحكومة الايرانية حقوقهم أو مع عوائلهم لرصد المعلومات وتوثيقها حول ملفاتهم ومشاركتها
مع الرأي العام.
وذكرت
فاطمة كريمي أن شبكتهم تعتمد على نشر الأخبار المتعلقة بالانتهاكات الممارسة ضد المدنيين
في روجهلات وإيران، علاوة على وضع المعتقلين في السجون، والتشهير بأحكام الإعدام التي
تصدرها السلطات بحق النشطاء والسياسيين.
وأشارت
أنهم يجهزون تقارير شهرية وسنوية تتضمن الانتهاكات الممارسة ضد حقوق الإنسان في روجهلات
وإيران، ويرسلونها إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية والأمم المتحدة وغيرها.
ولا
يختلف النظام الإيراني عن الأنظمة الأخرى الموجودة في المنطقة من حيث تعاملها مع المرأة
وحقوقها، بل أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر من أكثرها عنفاً وضغطاً على المرأة.
وفي
هذا السياق تؤكد فاطمة كريمي أن النظام الإيراني يُعرف بمعاداته للمرأة، وممارسة سياسة
مضادة للنساء منذ بداية سلطة الملالي في الجمهورية الإسلامية، إذ تغيرت معظم بنود دستور
النظام الايراني وأضيفت بنود أخرى جميعها ضد النساء وتسبب التفرقة بين الجنسين مثل
حظر عمل المرأة في المؤسسات الحقوقية والسياسية.
وأوضحت
أن هناك نساء يناضلن من أجل مناهضة القانون الذكوري، ويسعين إلى الضغط على النظام الإيراني
لمراجعة قوانينه مثل فرض الحجاب وطريق اللباس، وفقال لوكالة"هاوار"
الكردية.
وتحدث
فاطمة كريمي عن زينب جلاليان المعتقلة في السجون الإيرانية منذ 13 عاماً، وتقبع الآن
في حجرة انفرادية بالسجن في ظل معاناتها من مرض عضال.
وتقول
فاطمة، بأن السلطات الإيرانية تمارس أساليب الضغط والتعذيب ضد المعتقلة زينب جلاليان
لإجبارها على الاعتراف والاستسلام لتظهر ذلك على وسائلها الإعلامية.
وأكدت
أنه على الرغم من إصابة زينب جلاليان بمرض خطير إلا أن معالجتها مرتبطة برضوخها لشروط
النظام الإيراني ألا وهو الاستسلام، وقالت: "لكن زينب تحدثت عبر كتاباتها والرسائل
حول الإعدام ومواضيع المرأة، وحظر الانتخابات، موضحة موقفها، لذلك تحاول الجمهورية
الإسلامية بالطرق كافة أن تستهدف وتنال من شخصيتها".