قلق متنامٍ بشأن مشاركة مرتزقة أردوغان في معارك "ناغورني كاراباخ"

السبت 03/أكتوبر/2020 - 01:53 م
طباعة قلق متنامٍ بشأن مشاركة فاطمة عبدالغني
 
الكل منزعج من دخول تركيا على خط الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان حتى حلفاء أنقرة باتوا اليوم قلقين من إرسالها مسلحين للقتال إلى جانب القوات الأذرية في معارك ناغورني كاراباخ.
هذا ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في بيان مشترك، وأعرب المسئولان عن قلق بلادهما من مسألة مشاركة مقاتلين من سوريا وليبيا في المعارك الجارية بين أرمينيا وأذربيجان، في إقليم ناغورني كاراباخ.  
وسبق الموقف الروسي الإيراني اتهام فرنسي لأنقرة بإرسالها مئات المسلحين السوريين إلى أذربيجان عبر غازي عنتاب.
حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل "حسب استخباراتنا، فقد غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجه إلى باكو عبر غازي عنتاب، إنهم معروفون ويتم تعقّبهم". وأضاف إنهم ينتمون إلى "مجموعات إرهابية تنشط في منطقة حلب". وقال "سأتصل بالرئيس أردوغان في الأيام القليلة المقبلة لأنني بصفتي رئيساً مشاركًا لمجموعة مينسك أعتبر أن من مسؤولية فرنسا أن تطلب تفسيرات". وأردف ماكرون "إنني أدعو جميع الشركاء في الناتو إلى أن يواجهوا.. سلوك أحد أعضاء الناتو".
وعلى صعيد متصل أكد الجيش الوطني الليبي أيضًا أن تركيا تعكف حاليًا على نقل المسلحين الموالين لها من الأراضي الليبية إلى أذربيجان، حيث قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، الخميس، إن تركيا تنقل إرهابيين من بلاده إلى أذربيجان، في تأكيد جديد على دور أنقرة في النزاع القائم بإقليم ناغورني كراباخ.
وأوضح المسماري في كلمة تلفزيونية، أن "تركيا تقوم الآن بنقل الإرهابيين والتكفيريين الليبيين والسوريين ومن جنسيات أخرى، من ليبيا إلى أذربيجان"، لدعم الأخيرة في معاركها ضد أرمينيا في المنطقة المتنازع عليها.
وقال مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي خالد المحجوب: إن المرتزقة بدأوا في مغادرة المنطقة الغربية من ليبيا، مؤكداً إن الجيش رصد مغادرة أكثر من 3000 مرتزق.
وأشار المحجوب في تصريحات صحفية إلى أن الحافلات تتجه إلى المطار، لافتا النظر إلى وجود احتمالين خلف هذه الخطوة وهي: إما نتيجة تغير في الموقف التركي مؤخرا، أو أنها ناجمة عن حاجة تركيا لهؤلاء كمقاتلين في منطقة أشعلت فيها وقود الحرب .
ورغم نفي الجانب التركي والأذري الاتهامات الدولية أكد رئيس وزراء أرمينيا أن بلاده تملك أدلة على الدعم التركي لباكو عبر إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية فضلاً عن المرتزقة والإرهابيين.
حيث قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في تصريحات صحفية له إن أرمينيا لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناغورني كراباخ.
واتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى منطقة ناغورني كراباخ.
واعتبر باشينيان أن تركيا مسؤولة "بالتأكيد" عن التصعيد العسكري في ناغورني كراباخ. وقال إن "رغبة تركيا هي تعزيز دورها ونفوذها في جنوب القوقاز وبالتالي تغيير الوضع الراهن، الساري منذ أكثر من قرن. إنها تسعى لتحقيق حلم بناء إمبراطورية، وتشرع في طريق يمكن أن يشعل النار في المنطقة".
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية لدى المرتزقة بعد المشاركة الكبيرة في المعارك الفائتة، حيث ارتفع إلى 28 تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة ممن جرى نقلهم إلى أذربيجان، كما أصيب وفقد 62 منهم على الأقل.
وعلم المرصد السوري من مصادره، أن دفعات كبيرة من المقاتلين السوريين يستعدون لنقلهم إلى أذربيجان من قبل شركات أمنية تركية، وذلك بعد وصول أكثر من 800 مقاتل من شمال وشمال غرب سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى أذربيجان.
ويرى المراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول استعادة هيبته في كاراباخ بعد تراجعه في المتوسط، وهو الأمر الذي أكدته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في افتتاحية عددها الصادر، السبت، إذ قالت إن الرئيس التركي اختار استعادة هيبته على جبهة كاراباخ بإشعال فتيل الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، بعد أن اضطر إلى التراجع في شرق المتوسط أمام الضغط الأوروبي والفرنسي تحديدًا. 

شارك